facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في وداع حكومة تصريف الاعمال


فيصل تايه
08-10-2020 01:20 AM

اليوم كلف جلاله الملك عبدالله الثاني ابن الحسين دولة الدكتور بشر الخصاونة بتشكيل الحكومة الجديدة بعد ان كانت حكومة دولة الدكتور عمر الرزاز قد وضعت استقالتها رسميا بين يدي جلاله الملك مطلع الاسبوع الماضي ، في حين كانت قد صدرت الإرادة الملكية السامية بتكليف الحكومة المستقيلة بالاستمرار في اداء مهامها ضمن نطاق تصريف الأعمال ، فانتهت بذلك حقبه زمنه بلا عودة لتلك الحكومة بحلوها ومرها وتجاذباتها وارهاصاتها المختلفة ، وان كانت هذه الحكومة قد اصابت ام اخطأت في ادارتها للشان الداخلي في مرحلة حساسة من تاريخنا ، لكننا سنذكر ويذكر التاريخ يوماً دور هذه الحكومة في معالجة القضايا التي اعترضت مسيره هذا الوطن في ظل ظروف استثنائية ، وان كانت الحلول في الكثير من القضايا حاضرة ام غائبة ، او ان بعض القائمون عليها قد مكثوا في صلاح ام تيهٍ ام غياب عن واقع كبدنا الكثير ، وأي صلاح واي تيهٍ واي غياب أكبر من الذي أسرج على صهوة القرارات التي اوصلتنا الى ما نحن عليه الان ، في وطن عانى من تسيد الارتجالية والتجريبية ، فحين يسهب المرء في الوصف وهو في معرض حديثه عن تلك الخلطة الحكومية المثيرة للجدل التي "عيشتنا" هذا الوجع الوطني المستشري المخيف دون فهم عميق للتحديات الحقيقية القادمة ، فما كانت جدوى بقائها ومكوثها ، وهي العاجزة تماما عن تحقيق آمال المواطنين وهمومهم ومشاكلهم وتطلعاتهم .

لن ننكر ان القلوب كانت قد صفقت مع بداية كارثة فايروس "كورونا" لاجراءات الحكومة المبشرة بالخير ضمن خطط الاستجابة المعدة للمصفوفة على اعتبارها الملاذ الآمن لأحلامٍ يتهددها الضياع ، لكن وبعد حين اتضح العكس تماماً ، وبدا الانزلاق نحو اللاجدوى ، فكانت المفاجاه ، وكانت الصدمة بعدم السيطرة ، والتي كانت الصفة الغالبه ، والتي استفحلت وتنامت قبيل الرحيل ، ولم تكن التطمينات النابعة من الاجتهادات الا مجرد فقاسة وهمٍ لإنتاج المزيد من "التخدير " ليس إلّا!!

ان الجدية والمصداقية والإخلاص كمضامين هامة ومحددات فاعلة للنجاح كانت حاضرة ، لكن التردد والاحتباس المخيف للحلول دون انعكاس حقيقي لذلك جلب الانعكاسات المزرية غير المتوقعة ، فلم يكن لدى المسؤولين الجراة في استشراف المستقبل وهم يقطعون خطواتهم الأولى نحو اتخاء الاجراءات الصحيحة لتطبيق المصفوفة الصحية باللجوء الى القرارات المستندة الى التنبؤات والمعايير العلمية والخطط الفاعلة التي تتناسب مع هول الجائحة لتجنب تناميها بصورة مطردة ، لكن اساليب التجريب التي كبدتنا ولا تزال خسائر فادحة ضمن محاولاتنا الخجولة للانعتاق من واقع وقَعَ وتفشى ولا يزال تحت قبضة اللامعقول من القرارات التي ضيعتنا وتوهتنا في بحر من الظلمات .

لم يكن ينقص الوطن وفي هذه المرحلة الحرجة الحساسة بالذات إعادة استجرار لغة غير واقعية والمغلفة باستحضار التوقعات العبثية اللامنتهية !؟ والتي كانت تقوض جزءاً من حلمنا الشاهق بغدٍ تورق من خلاله النجاحات ، فما لمسنا الا التناقضات ، بعيدا عن التوافق ببن مختلف الفعاليات والخلايا واللجان والهيئات ، الذي كان لا بد منه من اجل خوض غمار العمل بروح الفريق الواحد المتجانس الفعّال المتوافق ، وصولا لترميم التصدعات التي أحدثتها الجائحة في جسد هذا الوطن ، وتجنباً لففد السيطرة ، وانهيار منظومتنا الصحية -لا قدر الله- .

واخيرا دعوني اقول ان هذا الوطن من اقصاه الى اقصاه سيكون اكثر حضورا في المشهد بغياب بعضهم ، واكثر قوة بما كان من ضعف بعضهم ، واكثر حياة برحيل بعضهم ، فباذن الله سنكون افضل حالاً بحكومة تمثل هذا الوطن تمثيلا حقيقيا ، لا أن تمثل به ارتجالات لا تغني وتسمن من جوع ، ولن يتأتى لنا ذلك إلا بحكومة مدججة بإرادة وعزيمة فولاذية وبوطنية خالصة ، لذلك فنحن فخورين باختيار جلاله الملك لدولة الدكتور بشر هاني الخصاونه ، فجلالته الادرى برجل المرحلة القادمة ، فكل التهنئة لدولة الدكتور بشر الخصاونة ، اعانه الله على حمل المسؤولية ، وبقي ان نقول اننا بانتظار التشكيلة الوزارية الجديدة ، لتؤدي اليمين الدستورية ..

وللحديث بقية ...

والله المستعان





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :