عجَيبٌ هو محيطُ دُنيانا،يغرُقك في أعماقِهِ بلا سابِق إنذار في حينِ أنكَ لا تَفقَه عن معنى الغَوص سِوى حُروفهِ.
فتوشِكُ أن تشعُر بأنك بِلا مُعين على رُغمِ من كَثرتِهم،أو كأن فِطرتَك تُأبى الإمساكَ بيَّد العوَّن وتُلحُ على التقَاطِ أنفاسِها بنفسها.تارةٌ تلتَمسُ القاعَ بأطرافِ أصابِعك وتارةً ترتَمي على سطحِه كريشَةٍ،في لحظة تختنقِ من ملوحتِّه وفي أخرى تستنشِق عذوبتَه!
وحين تكَاد أن تّصِفَ نِفسَك بالغَّواصِ المُتبَصِر،سُرعان ما تتلاطم أمواجها على أكنافِك واصِفةً إياك بالمبتدِئ.
لن تَكون ذاكَ الحاذِقَ يومًا،ولن تستَّمِرَ في العودةِ خائبًا دومًا،لكنَّ في تكرارِ مدِّها وجَزرِّها لكَ أن تُصبِح ذا فِطنَةٍ حتمًا.