facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المرأة العاملة حبيسة أمومتها


د . ردينة بطارسة
21-10-2020 04:02 PM

بنظرة مكسورة وصوت متحشرج تتحدث هبة عما سيؤول إليه وضعها الأسري، بعد صدور قرار يقضي فعليا بمنعها أو بمعنى أصح إقصاءها عن مركز عملها بحجة أنها أم لأطفال في عمر الحضانة، لينتهي الأمر بها تجلس في بيتها لا تعلم ماذا سيكون مصيرها، هل سيكتفي صاحب العمل بإعطائها بعض المهام الوظيفية لتقوم بها عن بعد، وكيف لها كمهندسة مدنية أن تنفذ مهامها الميدانية عن بعد، ما الذي سيقرره أصحاب القرار في عملها فيما يخص راتبها ومخصصاتها الشهرية، كل ذلك وعشرات أخرى من الأسئلة، التي تحتاج إلى إجابات تتمنى أن تكون أقل إيلاما، تدخل دوامة إلى رأسها، خليط من الخوف من فقدان دخلها والقلق من الالتزامات الكثيرة عليها ، من أين يأتي المارد ويفتح لها طريق الفرج للخروج من أزمتها .
كورونا ، هذا العدو الذي إجتث عافية الملايين حول العالم ، وقضى على حياة الآلاف منهم ، أصبح هو الآن سببا في شلل نصفي للمجتمع المنتج ، النساء العاملات من فئات الأمهات الصغيرات ، وقعن في قبضته مما أوقف نشاطهن وفعاليتهن وسرق فرص الترقية والإنجاز التي حلمن بها عند توقيع عقود تعيينهن ، إن قرار إغلاق حضانات الأطفال المتخذ من قبل الجهات الصحية ، هو قرار صائب عندما نتحدث بلسان الجسم الطبي ويهدف إلى حماية الأطفال الرضع والأقل من ست سنوات من الإصابة ، ولكنه يمتلك جانب معتم عندما نتحدث عن المرأة ودورها المحوري في التنمية والإنتاج ومشاركتها في مسيرة البناء في مجتمعها .
لم يكن في بال تماضر الطبيبة المبدعة في احد المستشفيات الحكومية الهامة أنها ستجلس سجينة المنزل لأشهر طوال ، هي التي فرحت وإحتفلت بقدوم طفلها الأول الذي أدخل فرحة الدنيا إلى قلبها وجعلها تشعر بعظم الأمومة ، ولا يعادل خوفها عليه شيء في الوجود ، ولكنها في نفس الوقت درست وإجتهدت لسنوات لتخدم مجتمعها وتكتسب خبرات عملية لا يمكنها تحقيقها بالجلوس في المنزل لا تعلم مصير مستقبلها .
لقد حرصت على تقديم مثالين لنساء عاملات من فئات الجامعيات قد يتسبب قرار إغلاق الحضانات في إغلاق أبواب النجاح في وجههن ، ولكنني ضمنا أشرت إلى جميع الفئات من النساء العاملات ممن سيتأثرن سلبا بالقرار ، خاصة من تعمل بنظام المياومة أو المكافأة وتلك التي تعمل في منشأة صناعية أو زراعية وغيرها الكثير من المهن التي لا يمكن تنفيذها عن بعد .
في زمن كورونا حيث يجلس مئات الخريجين بلا عمل وحيث استغنى المشغلين عن مئات آخرين ، يأتي قرار إغلاق الحضانات ليضع الأم العاملة بين فكي التمساح ، هي لا تجد مكانا تضع فيه أطفالها ، وفي نفس الوقت يساومها صاحب العمل بالموافقة على اقتطاع نصف راتبها أو فقدان وظيفتها ، في ظل التزامات أسرية كثيرة وحاجتها لبناء ذاتها في العمل ورضوخها لضغوطات الزوج والأهل والمجتمع وجدت نفسها في مأزق وبين الخيارين الأصعب بين طفلها وعملها ، هي أصبحت حبيسة أمومتها ولا تستطيع فعل أي شيء ، أتمنى على متخذي القرار التروي أكثر ودراسة جميع الإحتمالات والنتائج المتوقعة له قبل المضي فيه .
حماك الله الوطن وقيادته ، أطفاله وأمهاته ..نساءه ورجاله وشبابه الأوفياء .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :