facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عاشور تكتب: مصداقيات دراسات اكسفورد وابحاث هارفرد


د.هيا عاشور
21-10-2020 09:36 PM

في بلدي العامة تُسبق القول:" قرأتلك في الشرق الاوسط، سمعت عن رويترز، خبر من مصدر موثوق..."

وجميعها ما هي الا توطئة لتصديق ما سيرويه الراوي.

ولنا امثلة كثيرة في العالم الافتراضي بما يقصه علينا من امتهنوا لعبة الحكاواتية. وسمعنا منهم :"لدي الاوراق، وقد اتصل بي، ولقد اخبرني.."

وهذه الحكومة ومسؤوليها ما هي الا من هذا الشعب، كنا نرجو منهم مسؤولين ان يترفعوا بما وصلوا اليه من مقام في دفاعهم او في محاولة اقناعهم لنا بقرارتهم وبنفس النمطية.

من الغريب بالفعل أن كثيراً من ذوي القرائح الجيدة تتولد في عقولهم أفكار جليلة، وتبث في نفوسهم همم رفيعة ويندفعون إلى قول الحق، فقد حصلوا على تلك الأفكار من الكُتب، والدراسات السابقة، او التجارب العميقه و معاشرة أرباب العقول والمعارف.حتى يظنون أنهم وصول غيرهم وفهم مقاصدهم لهو أمر سهل، مثل سهوله فهم عبارتهم، مثل قرب المعرفة من أيديهم وقرب المُصطلحات لمسامعهم.

وإنهم لو أصابوا طرف واحد بفهم مُرادهم وأهدافهم النبيلة، وكأن الكل سيستقيم ويفهم كل أفكارهم.

ولكنهم يخطئون خطأ عظيماً من حيث أنهم لم يُدركوا إختلاف مستويات إدراك الأفراد، ووصول الأفكار الى الاذهان المختلفة، وأن ما يُطبق على فرد لا يُطبق على فرد آخر، فيوهم العاقل نفسه أنه إن حّول وعدّل بفكر أحدهم، يُصبح قادراً على تحويل وتعديل فكر آخر بمجرد قول القول ذاته.

ويرى العاقل أن الناس كافة تفهم ما يفهم، وترى ما يرى، وأن بساطته تعني فهم الكبير والصغير له، وأن تعثره يأتي أسوة ببقية البشر، وأن قياسه وتأثيره ونظرة الناس اليه تأتي مُتماثلة مع بقية الأفراد.

وهذا حال الحكومات الاردنية وقرارتها بأزمة كوفيد - 19.

في حكومة عمر الرزاز كانت الجائحة والازمة مستجدة ليس على المجتمع الاردني، لا بل على العالم بأسره، وكان المواطن الاردني شأنه شأن اي مواطن اخر في اي دولة بالعالم يتعرض لذات الجائحة المخيفة، فيلتزم بالقرارات والقوانين التي تفرضها الحكومة، وهو في قرارة نفسه يعلم ان الحكومة على حجم معرفتها وخبرتها الضئيلة وليس لعيبا فيها وحسب،لا بل لأن الوباء بحد ذاته حديث، كان يعلم انها تعلم اكثر منه فيلتزم بقرارتها دون امتعاض. ومثلما قال سقراط :"الخوف يجعل الناس اكثر حذراً، وأكثر طاعة، وأكثر عبودية!"

ومع مرور الاشهر واقتراب دخولنا و دول العالم لعام بهذه الجائحة، ومع انفتاح العالم وتناقل الاخبار، اصبحت المقارنات بين المجتمعات والقرارت التي تقر بها، موضع مقارنة.

بل تمادى الامر الى المقارنات بين قرار حكومي لقطاع معين واخر لقطاع اخر، او قرارها بيوم حظر عن يوم اخر، او بين اغلاق المساجد يوم الجمعة وفتح الاسواق التجارية بقية ايام الاسبوع على سبيل المثال.

واذا استعانت حكومة بشر الخصاونة بخبراء ودراسات لتبرر للناس بعض قرارتها، فهمها البعض بأنها قرارت تصب بالمصلحة العامة، وفهمها البعض الاخر بأنها مكافحة لدينه وأداء فرضه الديني السامي كصلاة الجمعة، غير تحسسه من ان هذه الدراسات تأتي من حاضنات جامعية غريبة عن المجتمع والبيئة الاردنية، بل تدرس ويوصى بنتائجها في جامعات بريطانية كجامعة اكسفورد التي استعانت بها حكومة بشر الخصاونة حسب تصريحه بالامس.

وتثقل على صدور الباحثين في الجامعات الاردنية وتشعرهم بقصورهم وعجزهم فيما يخص البحث العلمي.

من ناحية اخرى يشعر المجتمع الاردني بهم اخر في ما يخص اطفاله، واغلاق الحضانات الذي يجعل الاهالي بحيرة من امرهم اين سيودعون اطفالهم ، وتكبد الموظفين والمالكين لهذه الحضانات لخسائر اضافية قد تصل الى اغلاق ابواب عيش كريمة يعتاش منها الالاف من المنازل الاردنية.

على الحكومة الاردنية التي تقلدت مهامها مؤخرا ان توجد مبررات مقنعة، وبدائل وحلول منطقية وعملية ومرنة بقرارتها.

بالتأكيد لن يصفق المجتمع الاردني لاداء اي حكومة في ظل هذه الظروف الصعبة التي تقلدت بها مهامها التنفيذية، كما لم يُصفق لحكومة عمر الرزاز بعد ان رحلت والتي كانت الى حد ما، تقدم تبريرات، وتجيب على الاستفسارات اكثر مما فعلته هذه الحكومة وان كان الحكم على ذلك ما زال مبكرا.

لكن على الاقل التوضيح وشرح اسباب هذه القرارت وحيثياتها يجعل المجتمع يتفهم ويزيد من نسبه التزامه ويخفف من غضبه واحتقانه وشعوره بأن الحكومات تتآمر عليه وعلى ارزاقه، دون الاستعانة :"ب قرأتلك ..سمعتلك..بالعامية او عن دراسة اكسفورد او ابحاث هارفرد".
اعتذر من الجميع وانهي قولي :" الجاهل عدو نفسه ".

ملاحظة: استباقا لمن لاحظ عدم تضميني للالقاب في المقال، فهي تُستحق من ناتج الاعمال لا من الشهادات!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :