facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاستهتار والتهاون في "كورونا" كارثة انسانية وأخلاقية


فيصل تايه
03-11-2020 10:01 AM

يُحمِّل المستهترون بالإجراءات الوقائية لفيروس كورونا الدولة أعباء إضافية ويضعفون كل خطط المواجهة، ويشكلون نقطة الضعف الأكبر التي تسمح للوباء بالتسلل والانتشار السريع المفاجئ وبشكل غير متوقع ، لذلك فعلى الدولة اتخاذ كافة الاجراءات وتشديدها على غير العادة لضرورة الإلتزام بالإجراءات الاحترازية للوقاية من الإصابة بهذا الفيروس اللعين ، الا ان ذلك يشكل تحدياً كبيراً أمام اصرار الكثيرين على الاستهتار وذلك لعدم تصورهم لحجم وخطورة الكارثة التي يتسبب بها استهتارهم وعدم تقيدهم بالإرشادات الصحيحة التي يمكن أن تخفف من وطأة وحدة آثار هذا الفيروس ، لذلك يجب الاقرار بأننا في وضع مقلق وخطير جدا يستدعي منا أخذ الحيطة بعين الاعتبار خاصة وأن أعداد الإصابات و الوفيات في ازدياد وارتفاع مضطرد ، على عكس ما كنا عليه في بداية الأزمة حيث كان يمر اليوم واليومين ولا نكاد نسمع عن أي وفاة تذكر .

ان العالم بكامله يتعرض لأكبر كارثة وبائية ضربت الانسانية في الصميم ، لكن ومع الأسف الشديد ، أزمة كورونا أثبتت أن الوعي هو أساس الحياة وأن من يضربون بقرارات الحكومة عرض الحائط هم الجهلاء الذين لا يدركون حجم المشكلة ، وعدم تحميلها لطرف والغض عن أخطاء الطرف الآخر ، فهذه المسؤولية المنشودة يجب أن تتحول لواقع ملموس وليست مجرد شعارات نتغنى بها ، علاوة على ضرورة تغليظ العوقبة على المخطئ ليردع عن خطأه ، إذا ما أردنا بحق تخطي هذه المحنة بأقل الخسائر ، لأننا لازلنا وللأسف الشديد نكرر اشمئزازنا ونحن نرى استهتار فئة ضالة من الناس وهي ليست بالقليلة في عدم التزامها والخروج من المنزل دون الحاجة في ذلك ، والاستهانة بمخالطة الناس في التجمعات العائلية وغيرها ، كذلك هنالك العديد من المؤسسات والشركات ليست ملتزمة الا امام الجهات التفتيشية ، ناهيك عن عدم توفير المناخ المناسب للعمل في ظل انتشار هذا الفيروس وعدم المبالاة والاستهتار في صرف أي موظف تظهر عليه الأعراض الأولية للمرض .

ان إستشعارنا لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا لأمر مهم وضروري فليس من المنطق أبدا أن نبقى ننسف جهود الحكومة في احتواء هذا المرض ، ولتبقى الحكومة في حالة توهان بين تجهيز المستشفيات وتدعيمها بكل ما تحتاجه من كوادر ومعدات وأداوت طبية استزفت لا محالة ميزانية الدولة في سبيل مجابهة آثار وأعراض هذا المرض ، وبين الالتفات الى كل مواطن غير ملتزم وغير مسؤول ، وكذلك نسأل الله عز وجل أن لا تذهب جهود الطواقم الطبية بكل كوادرها هباءً منثوراً وقد أبلوا بلاء حسنا في رباطهم العظيم للتصدي لهذا الوباء الغادر الذي لم يتوانى منذ اللحظة الأولى من انتشاره في حصد الأرواح دون يفرق بين كبير وصغير ورجل وامرأة وطبيب ومريض ، فرفقا بهم فهم بشر مثلنا ولديهم أسر وأحباب يخافون عليهم وينتظرون عودتهم بفارغ الصبر وهم بكامل صحتهم وعافيتهم .

وعطفاً على مرحلة التعايش التي نعيشها مع هذا الوباء نتمتى ان لا نعود لسياسة الاغلاق والحظر الشامل ونفقد العديد من القطاعات والخدمات والنشاطات التجارية الضرورية ، كي لا تتوقف عجلة الإنتاج ويتأثر بذلك الاقتصاد لذلك يتوجب علينا أن نتعايش معها بصورة صحيحة وسليمة بإلتزامنا بالتباعد الجسدي واراتداء الكمامات والحرص على غسل اليدين بالماء والصابون…إلخ. في الوقت نفسه التزام كافة المؤسسات العامة والخاصة في توفير المناخ الصحي لموظفيها وعدم هضم حقوقهم في إعطائهم إياها أول بالأول حتى يتسنى لهم العمل بروح عالية وعدم الخوف على مستقبلهم الوظيفي في ظل استمرار هذا الوباء العالمي.

وأخيرً فيجب ان ندرك ان هناك عدوى أفقية ورأسية في تفشي هذا الوباء فينقل المصاب العدوى للعشرات ، فيما أثبتت الأزمة الراهنة حاجتنا الفعلية إلى الوعي وهو ما نفتقده للاسف كما سبق واشرت ، وعلينا أن نعمل في القاعدة الذهبية لعلم الأوبئة التي تطلب " أن نتعامل مع غيرنا على أنهم مصابين، ونتصرف كأننا نحن مصابون" ، فليكن املنا بالله قوي ، فستعود الحياة وسنخرج ونتسوق ونسافر ونلتقي بأحبائنا ولكن لن يحدث هذا إلا بالتزامنا بالإجراءات التي تساعدنا وتعيننا على التغلب على هذا الفيروس الفاتك فنحن نعيش في ظروف استثنائية تحتم علينا الحفاظ على أرواحنا وأرواح من نحب إلى أن يكشف المولى عز وجل عنا هذه الغمة ، فدائما نعول على وعي المواطن ، ونبذل كل غال ونفيس لتجاوز أزمة كورونا ، لذلك يجب الدعوة الى اطلاق حملة وطنية بعنوان "أنت مسؤول" تعنى بزيادة الوعي حول مضار الفيروس وكيفية تجنبه .

بقي ان اقول .. لنتذكر كم من أسرة فجعت بفقدانها لأم أو أب أو أحد فلذات أكبادهم، فلا تكن واحدا ممن يجلب التعاسة والحزن لأسرته ولمن يعز عليه بإستهتاره الأهوج.

حمانا الله جميعا وحمى البشرية جمعاء من كل الشرور

فهو مولانا وحسبنا .. فنعم المولى ونعم النصير





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :