facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تطبيق مفهوم الرشاقة على جائحة كوفيد - 19: دول نجحت وأخرى فشلت


الدكتور وليد أبو حمور
16-11-2020 02:50 AM

نشرت مقالة عملية بعنوان "تطبيق مفهوم الرشاقة على جائحة كوفيد - 19: دول نجحت وأخرى فشلت"، من اعداد المهندس محمد أبو حمور والدكتورة سلسبيل الربيع والأستاذ الدكتور وليد أبو حمور في مجلة (The Lancet ) أواخر آب الماضي.

وتعد المجلة احدى أقوى المجلات العلمية الطبية في العالم.

وهدفت المقالة إلى معرفة سبب تأثير جائحة COVID -19 على دول العالم بشكل مختلف، وما الذي يجعل دولاً تنجح وأخرى تفشل في التعامل مع هذه الجائحة، ومثلت انعكاسا لنموذج أبو حمور للرشاقة في سياق جائحة COVID -19، والذي تم استخدامه لتطوير المواصفة البريطانية لرشاقة الأعمال.

مفهوم الرشاقة: هي القدرة على فهم وإدراك الإتجاهات والتغيرات والإحتمالات المستقبلية، و بناء قدرات دينامكية فعالة، ويتم تعزيز ثقافة الرشاقة من خلال التخلص من البيروقراطية وأي عامل أو ممارسة تبعث على الجمود والضعف.

وبحسب المقال فإن إعتماد مبدأي السرعة والمرونة، في القطاعين العام و الخاص، يحقق مفهوم الرشاقة والتي تعتمد على ثلاثة ركائز أساسية، و هي:

فهم المستقبل المحتمل : إن التغيرات المضطردة والمتزايدة في ديناميكية بيئة العمل من شأنها أن تدفع إلى تطورات سريعة تتطلب استشرافاً للمستقبل واستجابة سريعة. وفي كثير من الأحيان تتفاعل هذه التغيرات مجتمعة لتحدث تغيراً حاداً يصعب التنبؤ به. إن زيادة الفوضوية في بيئة العمل تستدعي الحاجة الملحة إلى مهارات إستشراف المستقبل والتنبؤ به، و التي أشبه ما تكون بمهارات التنبؤ بحالة الطقس. لقد أصبح هاماً، في مؤسسات اليوم، التركيزعلى بناء القدرات الخاصة "بالإستشراف والتنبؤ"، و ذلك من خلال وضع خطط واسعة النطاق للمستقبل تتضمن القدرة على الإستجابة بسرعة لمجموعة من الإحتمالات المعقولة ، مع التركيز بشكل متزايد على المجموعة أو المجموعات الأكثر ديناميكية، في بيئة العمل، لضمان الوصول إلى المستوى المرجو من الرشاقة المؤسسية. بناء على ذلك، فإن التخطيط المستمر والسريع لتغير بيئة العمل من خلال الإستشراف والتنبؤ يتضمن أن تتحرك المؤسسة لإقتناص الفرص أو لتخفيف وطأة مجموعة من النتائج المحتملة. إن على المؤسسات أن تعي أهمية التنبؤ بالمستقبل لعقود قادمة، حيث أضحى العالم متغيراً باستمرار و بأسرع مما كان عليه في الماضي بكثير، مما يستوجب تحليله واستشرافه والتنبؤ بمتغيراته باستمرار.

القدرات الرشيقة : تشكل القدرات الرشيقة أو الديناميكية ركيزة أساسية في نموذج رشاقة العمل، وتتضمن القدرة على خدمة أغراض أو أنشطة عمل مختلفة ، والقدرة على بناء ميزة تنافسية ، كما أنها تشمل القدرة على إعادة التشكيل السريع لبناء سلسلة من الميزات المؤقتة والتي تؤدي في النهاية إلى ميزة تنافسية استراتيجية.

ثقافة الرشاقة المؤسسية: إن فهم المستقبل المحتمل بدقة بالإضافة إلى امتلاك القدرات المطلوبة لا تكفي وحدها للوصول إلى المستوى المرغوب من الرشاقة، بل ينبغي أيضا وجود ثقافة الرشاقة لدى المؤسسة و التي تمثل ضرورة حتمية لتبني وتحقيق الرشاقة. إن تجاهل عناصرثقافة الرشاقة يؤدي إلى عقبات غير ملموسة ، و التي تؤثر سلبا بدورها على رشاقة الدولة، في نهاية المطاف، ونجاحها في إدارة الأزمات وتنفيذ المبادرات.

وسألت المقالة ما الذي جعل جائحة COVID -19 تسبب باختلال في العالم بأسره؟

يمتاز فيروس COVID -19 بسرعة انتشار عالية، مما أدى إلى تأثيرات سلبية على دول العالم بسبب غياب الرشاقة الفعالة في إدارة الأزمة في بعض دول العالم، فضلا عن عدم توفر المطعوم الفعال، والبروتوكول العلاجي الناجح، وغياب خبرة مناعة القطيع ، وعدم فهم طرق انتشار هذا الفايروس، فعلى سبيل المثال هل ينتشر الفايروس عن طريق الرذاذ أم الهواء؟ كل هذه العوامل مجتمعة أدت إلى الإختلال في النظام العالمي.

ولفهم الإختلالات التي طرأت على الدول والقطاعات والأسواق العالمية، يجب تحديد و فهم خصائص الأزمات التي تؤدي إلى اختلال النظام العالمي، و هنا نجد أن جائحة COVID -19 تمتلك عدداً من تلك الخصائص و التي تجعل أياً من دول العالم تعاني من تبعات هذا الوباء، حيث تعتمد شدة الوباء على سرعة انتشار العدوى والحجم السكاني للدولة و تنوعها الديموغرافي و الثقافي، كما تعتمد شدة الوباء على قدرات النظام الصحي في الدولة و تشمل القدرة على التقصي الوبائي و استعداد النظام لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الحالات.

وبناء على خصائص هذه الجائحة، يختلف المستوى المطلوب من الرشاقة من دولة إلى أخرى، لذا على جميع الدول أن تتمتع بالقدرة على تطبيق مفهوم الرشاقة لتحقيق النجاح بشكل كاف و مستديم لتخرج في حال أقوى مما كانت عليه قبل الجائحة. وقد تم تصنيف الدول في المقالة العلمية، إلى دول تمتعت بالرشاقه وأخرى لم تتمتع بها.

منذ بداية الجائحة و حتى الآن، تمتعت عدة دول بمستوى مناسب من الرشاقة مكنها من إدارة الأزمة بفعالية، فعلى سبيل المثال كانت اليابان وكوريا الجنوبية من أوائل الدول التي التقطت المؤشرات الأولية لجائحة COVID-19، حيث كانت كوريا الجنوبية، مثلا، مهيئة ومجهزة لمحاربة هذه الجائحة منذُ ظهور متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV) في عام 2012، فضلاً عن ذلك، تتمتع اليابان وكوريا الجنوبية برشاقة و قدرات ديناميكية، منها استخدام تكنولوجيا الذكاء الإصطناعي، للتعامل مع جائحة COVID-19 . كما تمكنت قدرات النظام الصحي، في كلتا الدولتين، من القيام بمهام التشخيص والإستقصاء الوبائي عن بعد وإيجاد الحلول لاستيعاب الحالات المرضية، وبالتالي السيطرة على هذا الوباء.

يذكر أن هاتين الدولتين تتمتعان بثقافة الرشاقة، الأمر الذي مكنهما من التعامل مع هذه الجائحة بطرق سلسة دون التأثير على الجانب الإقتصادي أو الإجتماعي أو النفسي او التعليمي. على سبيل المثال لم تلجأ اليابان، حتى الآن، إلى الحظر ولو ليوم واحد.

و على النقيض من ذلك، فشلت دول أخرى في التعامل مع هذه الجائحة، فعلى سبيل المثال كانت الولايات المتحدة الأمريكية في حالة إنكار لوجود الجائحة، حتى بعد إعلان منظمة الصحة العالمية وباء COVID-19 كجائحة عالمية، الأمر الذي انعكس سلباً على إدارة التعامل مع الأزمة وأدى إلى الفشل في إحتواء الوباء، على الرغم من وجود نظام صحي متكامل و متطور. و هنا تعد بريطانيا و إيطاليا أيضاً أمثلة على دول فشلت في إلتقاط المؤشرات الأولية لهذه الجائحة في ظل غياب القدرات الديناميكية و ثقافة الرشاقة. كما أن دولاً عدة التقطت الإشارة المبكرة لجائحة COVID-19 وتعاملت معها بطريقة سليمة في البداية ، ولكنها لم تتمكن من بناء القدرات الديناميكيه و ثقافة الرشاقة في قطاعاتها مما أدى الى الفشل.

هذا ملخص للمقالة العلمية، أما بخصوص الوضع في الأردن، فهناك تساؤل يستحق الإجابة، ألا وهو:

هل التقط الأردن المؤشرات الأولية لهذه الجائحة، ونجح في التعامل معها، وتمكن في الإستمرار في النجاح؟

لقد التقط الأردن المؤشرات الأولية بالفعل، فهل استثمر هذه الفرصة في استمرارية النجاح وتمكن من:

بناء القدرات الديناميكية لتقوية النظام الصحي بكل جوانبه، مثل زيادة عدد الأسرة و توفيرالأجهزة الطبية و تدريب الطواقم الطبية و ما إلى ذلك، فضلاً عن تهيئة المؤسسات والمواطنين وتدريبهم على الإستخدام الأمثل للوسائل التكنولوجية التي فرضتها الجائحة، مثل التعليم عن بعد؟

تعزيز ثقافة الرشاقة المؤسسية في الوقت المناسب في بداية الجائحة؟

بناء تشاركية بين القطاعين العام و الخاص لتطبيق مفهوم الرشاقة و التغلب على الجائحة بشكل شامل وفعال وبسرعة، بحيث تتم السيطرة على الإختلالات التي تتسبب بها الجائحة لتبقى كافة قطاعات الدولة سليمة ومنتجة وقادرة على رؤية وإستغلال الفرص؟

نتمنى للأردن الأمن والأمان والسلامة للجميع.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :