facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وَمَضات (4)


د. يوسف عبدالله الجوارنة
27-11-2020 03:25 PM

عن بُعد:
- "يا دكتور، اختبارَك صَعِب، الدَّرجاتْ طايْحِة، جلدتنا بكثرة الواجبات...، ما لينا قُدرة، ما نِحْتمل، تَكْفى" (بهذه اللهجة خاطبَ طالبُ الجامعةِ أستاذَه في فصلٍ افتراضيٍّ).

دكتورُ اللغةِ الإنجليزيَّة، ذو اللكنة الكِنانيَّة، مَجلودٌ من تعليمٍ لا يُسمنُ ولا يغني، ونأى به الفقرُ إلى حيثُ هو؛ يُلاطفه كأنَّه بين يديه، أو يجلسُ في المنزلِ يُتابعه بحواسَّ تُضافُ إلى الخمس. ونادلٌ يراقبُ المشهد، شُده، كادَ يتكلَّم، اقتربَ، ابتعدَ، تَلعثمَ...! في الزّاويةِ المُطلَّة على دائريٍّ لا يَسكنُ هَديرُه، يَجلسُ الطَّالبُ وزميلُه يُقهقهانِ بصَلفٍ، يَتناولانِ غداءَهما في أحدِ المطاعمِ الفارهة!

فبُهتَ الذي!
معلّمُ العربيَّة ...! إلَّا في الدّينِ فنزرٌ يسير. ابتلي بثلاثِ حصصِ (دين) لطلبةِ الخامس الابتدائيّ، فراحَ يُغرّد ويَطير، وأنَّ هذا حِملٌ دون الحِمل؛ أنا به حقيق. دخلَ مُقطّبًا، لم تُعجبه تحيَّة الطلّاب، قال: افتحوا كتابكم، شرعَ في درسِ صلاةِ المغربِ، وكأنَّه ساهمٌ في المشرق. تاهَ الطّلابُ في خُطبةٍ بتراء، جَمَّعوا منها أنَّ فرضَ المغربِ أربعُ رَكَعاتٍ تُصلَّى متوالياتٍ! تَشرذمَ طالبٌ ذكيٌّ من هُراءٍ يَسمعه، ولِداتُه ينظرونَ إليه، ويُغرونه بالكلام:

- أستاذ أستاذ، يعني: رَبُّ المَشرقينِ، وربُّ المغربين؟

ذخيرة:
طالبٌ نَجيب، لَمَّاحٌ، أهيفُ، حَسنُ المَظهر، خَصَلاتٌ مَشوباتٌ بحُمرةٍ تُزيّنُ جبهتَه، حَضرَ بين يدي أستاذه يَتراقص، وكانَ أعطاه كتابًا يقرؤه في سيرةِ الفاروق "عُمر"، فاستبشر خيرًا أنّه أكملَ المُهمَّة على وَجْهها. تَفحَّصَ وجهَه...، لكنَّ الفتى عاجَلَه:

- قرأتُ الكتابَ أستاذي، غيرَ!

- غيرُ ماذا؟

- (صَمَتَ...) غيرَ أنّي أتعبتُ نفسي فيه؛ إذْ لم يقدّم لي جديدًا عمّا حفظتُه من "مُسلسل عُمر"، وأردف:

- بالمناسبة حضرتُه أربع مرّات.

- (هزَّ رأسَه وهو يربّتُ على كتفه): ستكونُ إلّاكَ إذا قرأتَ أربعةَ كتبٍ عن عُمر، يا بنَ السّادسةَ عَشْرةَ!

ابتسامة:
عادَها في مَرضِها الذي غابت فيه، ذكَّرها بأيامٍ خوالٍ، طلبَ أنْ تقصَّ حكايةً من حكاياتِها الرّقيقة، حتّى تشرئبَّ إليها أعناقُ الحاضرينَ وقد شَغَلتهُم جوَّالاتُهم عن مواساتِها والتَّخفيفِ عنها...

- أدارتْ إليه وجهَها، وابتسمت!

- (سُمِع صوتٌ يُجَمجم): أيّامْ خوالي قالْ؛ كُلْها تَعاسِة وشقا وحرمان...

إعراب:
دخلَ فصلًا افتراضيًّا لإعطاءِ درسِه عند طالباتِ الدّراساتِ العليا، وإذا بحوارٍ سَعدَ به، وطربَ له، بين مجموعةٍ مكوَّنةٍ من ثماني عشْرة طالبة، دار حول إعرابِ عبارة "إلّا رسولَ الله"، (الترند) الأوسعِ في (Social Media)، واحتمالاتِ الوجوهِ المُمكنةِ في توجيهه. وإذْ دخلَ صَمَتَ الجَمْع!

- أكْملنَ النّقاش.

طال الحوار، امتدَّ، علتِ الأصوات...، اكتبنَ:

- (إلّا رسولَ الله): مبتدأ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِه الضَّمَّة المقدَّرة، مَنعَ من ظهورها اشتغالُ المحلِّ بحركةِ الحكاية، والخبرُ محذوفٌ تقديرُه: مَكفيٌّ.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :