facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من السودان الى العراق .. ديمقراطية عجايب!!


طاهر العدوان
07-04-2010 04:49 AM

خلافات حادة في السودان حول انتخابات تجري في بلد حر مستقل. واخرى في العراق على تشكيل الحكومة بعد انتخابات جرت في بلد يقع تحت الاحتلال. في البلدين; هناك احتفالية بديمقراطية ظاهرها الامتثال (لارادة الشعب) وما يقرره في صناديق الاقتراع وباطنها اخذ الشعبين الى ساحات تقسيم الدولة, او على الاقل توزيعها الى محاصصات طائفية واثنية.

المثل العربي يقول "في الحركة بركة" وما يجري في الخرطوم وبغداد هو احتفاليات بالحركة حتى لو كانت على خراب. واذا كانت انتخابات العراق قد فتحت ابواب جهنم على العراقيين بفعل عمليات الارهاب التي تستهدف المدنيين بالجملة فان انتخابات الخرطوم المنتظرة يترقبها البيت الابيض بإعداد الاحتفالية المناسبة لفصل الجنوب عن الشمال السوداني في الاستفتاء المنتظر العام المقبل.

هذه التعبيرات والممارسات المشوهة التي تفرزها (التجارب الديمقراطية) في الدول العربية تلوث سمعة الارادة الشعبية الحرة التي يقررها المواطنون في صناديق الاقتراع. وكأننا امام التباس يتقرر فيه, ان الديكتاتوريات هي وحدها التي تحفظ وحدة الدولة والوطن, اما الارادات الشعبية في الانتخابات الحرة فتقود الى التقسيم والانفصال وتكريس النعرات الطائفية والاثنية التي تقود الى انظمة المحاصصة وتقسيم الغنائم.

اذا اراد المرء متابعة هذه (المظاهر الديمقراطية) في العالم العربي والغوص عميقا سيجد نفسه في قعر مظلم يصعب عليه فهم ما يجري, او تتبع الجذور التي تنتمي اليها هذه المظاهر البائسة. هل السبب قلة خبرة الشعوب في الممارسات الانتخابية الحرة بسبب طول غياب الديمقراطية في النظام السياسي العربي, ام ان السبب في جينات شعوب المنطقة التي تحمل على ظهرها تراثا ثقيلا من الفتن والحروب والصراعات التي لم تُنتج الا الاستبداد والظلم والجهل, خاصة في القرون الخمسة الاخيرة?

لقد تعودنا في العالم العربي على القاء مسؤولية الانقسام والتجزئة والعنف والجهل على الاستعمار ثم الامبريالية ومعها الصهيونية واسرائيل. لكن ألا نعترف اليوم بأن الخطوط التي رسمها سايكس الانجليزي وبيكو الفرنسي لتكون حدودا للدول القطرية, هي اليوم حدود وطنية تعتز بها الشعوب وتعتبرها هويتها الاولى والاخيرة?

كانت الاجيال العربية حتى اواخر القرن الماضي تعتبر تقسيم الهلال الخصيب (بلاد الشام والعراق) مؤامرة امبريالية - صهيونية, اما انفصال السودان عن مصر فكان افدح اخطاء الناصرية التي لا تُغْتَفَر بحق الوحدة العربية, وها نحن اليوم نعيش حالة الخوف من ان يصبح العراق ثلاث دول, والسودان كذلك. وكل هذا لم يعد مؤامرة كالتي قام بها سايكس - بيكو, انما يُنْظَر اليها كخيارات ديمقراطية تقررها الشعوب بصناديق الاقتراع.

لن اذهب الى حد القول أن انظمة الاستقلال الوطني في العالم العربي هي الامان للشعوب والاوطان وان الحديث عن تغييرها مؤامرة!! فهذا من باب التجديف الذي لا يستسيغه عقل او منطق. لكن الواقع الراهن يطرح تساؤلا ان كان من المجدي اللجوء الى خيارات صناديق الاقتراع عند شعب يرزح تحت الاحتلال, كما في العراق وفلسطين, او انه من الحكمة المراهنة على وحدة وطن باستفتاء عام, في بلد كالسودان تنتشر فيه الأُمية, فيما يبلغ التدخل الاجنبي بشؤونه الداخلية مبلغا خطيرا!.

أعْتَرِف ان استخلاص الحقيقة بات امرا صعبا, لكني من المؤمنين بان لا الاحتلال امين على نقل الشعوب الى الديمقراطية والنظام الحر المستقل, ولا الانظمة الحالية مؤهلة لاجراء انتخابات حرة ونزيهة. فالشعوب كما الانظمة بحاجة الى غرف إنعاش قبل الانتقال الى الديمقراطية الحقيقية, والا فان البديل ديمقراطية عجايب!!. العرب اليوم

taher.odwan@alarabalyawm.net





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :