facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما الذي يحدث


ديمة الفاعوري
03-12-2020 07:41 PM

ما الذي يحدث، في عالمنا العربي حروب وكوارث وهل فعلا هذه الكوارث حقيقية أم أننا خدعنا، حينما تحاول تفسير مايحدث انطلاقا من وسائل إعلام وقنوات تلفزيونية وغيرها تجد أن الصورة ناقصة، وأن هناك أشياء لم يخبروك بها، في الواقع تظن أن مايحدث ليس له معنى، لنفهم ما الذي يحدث الآن وما يمكن أن يحدث في المستقبل علينا الرجوع قليلا إلى الوراء وندرس التاريخ الصحيح ليس ذلك الذي درسناه في المدرسة.

أن تكتب في هذا الوقت بالتحديد لأجل أن تفرغ هذا الألم الثقيل عن صدرك ، هذا هو الخيار الوحيد المحتمل للهروب بعد الهروب للسماء، أن تجد كل الكون وقد تحول إلى حذاء ضيق، هذه الأرض الحقيرة التي لا تعادل جناح بعوضة هي أيضا حذاء ضيق، لا يناسب قدمك المتورمة بفعل المشي الطويل الذي لا يؤدي إلى أي مكان ، أين أمشي، أهناك طريق يمكنني المضي فيه دون أن أشعر بهذا الكره الشنيع لذاتي، دون أن أشعر أني أود لو أبصق روحي في العراء ، أهناك طريق واحد يسعني دون أن يضيق بأشواكه علي؟!، دون أن يكرهني وأكرهه؟ أعرف أن الفرار إلى الله هو الشيء الوحيد الذي علي أن أطلبه، ولو أنه يعلم أن صوتي مبحوح! مبحوحٌ إلى الدرجة التي لا أستطيع معها طلب أي شيء، لقد كُتم صوتي إلى الأبد، وأنا لا أعلم كم يطول هذا الأبد ، فالأبد بالنسبة إلى الناس هنا قصيرٌ جداً.

قلبي منطفئ ولا أستطيع مقاومة هذا الانطفاء، كيف يستمد مصباحٌ حزينٌ مكسورٌ النور؟!، وهل تضيء الزبالة المحترقة إلا من مثلها؟!، هل يجب علي أن أحترق مراراً لأضيء؟!.

لطالما كنتُ أخشى الظلام أما الآن فأشد ما أخشاه أن ينبعث ذلك الظلام مني، أن أحترق إلى درجة لا يستطيع أي شيء بعدها أن يبعث في النور.

الناس موجِعون يا الله، الناس حمقى وجهلاء ولا يعرفون شيئا مهما بلغت درجة علمهم، حدثهم عن تلك النار التي تشتعل هنا في صدرك يصفون لك دواء جيدا لحرقة المعدة، حدثهم عن أصوات السماء يحدثونك عن قرع الطبول، حدثهم عن الجمال الذي جعل الأدب مهمة إصلاح سماوية يحدثونك عن الجعجعة الفارغة، حدثهم عن ألم يعتصر قلبك ويجعلك غير قادر على التنفس فيجلبون لك منهم طبيبا يعطيك بخاخاً يرش رذاذاً لا فائدة منه، الناسُ قبيحون يارب وانا موجَعة وأنت جميل.

أجمل من كل شيء، من الكون والسماء والجنة التي تبعد عنا كثيرا ولا تقترب إلا برحمتك ولا شيء فيها لطيفٌ قدرَ جمالك.

الناس قبيحون يا الله ، لم يأخذوا من أسمائك إلا ألفاظ يضعونها في أسمائهم تبركا بشيء لا يفهمونه، الناسُ موتى ويجبرون الأحياء على أن يموتوا مثلهم، ولا شيء بيد الأحياء يفعلونه إلا أن يقاوموا حتى لا يذوبوا في قسم الموتى معهم.

الناس لا يعرفون كيف يتعاملون مع الصدأ ولا البُهتان ولا الخفوت ولا الانكسار وأنا باهتة جداً ومتعبة وخافتة والتنهيدة تخرج من الصدر مكتومة، كان عليها أن تظل مكانها منزوية على نفسها تأبى الخروج أو كان من الممكن أن تستجمع قواها وتخرج دفعة واحدة ملأى بالتحدي والحياة، لكنها ماستطاعت هذا ولا قدرت على ذاك، وإنما خرجت مكتومة ، تماما كما يعبر عنه هذا اللفظ، مثلها ككل الأشياء والأشخاص والأماكن، لا تفيد الا بزيادة مقدار الألم و نكأ الجرح الذي ظل طرياً بفعلهم كل هذا الوقت ، كل هذا الوقت.

كل هذا الوقت لم يستطع شخص واحد أو شيء واحد أو مكان واحد أن يجعل الجرح يلتئم؟!، كل هذا الوقت؟!.

كل هذا الوقت وكل من أتى او ما أتى مافعل شيئا إلا تلويث الجرح أو خدشه أو طعنه أو إحداث جروحٍ جانبية تتجمع عليه لتزيد من اتساعه.

هل يدرك القبح نفسه ؟!، هل يعترف ؟!، وهل أنا جميلة لأشعر بالقبح وأنبذه؟!.

كيف تعرف إذا كنت الجميل أم القبيح إذا كان من قابلك نعتك بالقبح؟!، هل تصدقه أم تنعته بالمثل؟.

إنها أعراض الغربة، أنا شيء واحد بين كل هؤلاء، شيء لا يدري أهو قبيح أم جميل؟، ولكنه يدرك أنه غريب، غريب ووحيد وبائس، والباقون سعداء، بقبحهم الذي يرونه جمالا، او بجمالهم الذي أراه قبحا، منتشين بتشابههم، بموتهم، بجثثهم، فخورين بتواجدهم وكثرتهم، أنا لا ألومهم على شيء، ولكن كل ما أطلبه أن يبقى كلٌ في مكانه، الموتى موتى، والأحياء غرباء.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :