facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وَمَضات (5)


د. يوسف عبدالله الجوارنة
10-12-2020 06:41 PM

حُبْسة:
نظرَ من نافذةِ مكتبه الغربيَّة في كليَّة الآداب، استمعَ إلى حوارٍ يَقودُه ثالثُ ثلاثة، يَزعمُ أنّه في الجامعةِ يدرسُ "العلوم السّياسيّة"؛ لأنَّه لا يَحْسنُ إلّا بها، ولا تَحْسنُ إلّا به!

- (الأوّل) فيك حُبْسةٌ؛ لا تَبْلغ بها ولا تُبين!

- نبيُّ الله موسى –عليه السّلام-، كان في لسانه عُقدة!

- (الثالث) لكنّه اشتدَّ بأخيه، وأنتَ بمن؟

خطوبة:
في جوٍّ عائليّ بهيجٍ حولَ (صوبَّة) مِدفأة الحطبِ، في إحدى ليالي "المربعانيَّة" القارسة، أُغلقت الجوّالات، وبدا النّور خافتًا، وكلُّ السّامرين يتناولونَ ما لذَّ وطابَ من حَلْويَات الشّتاء وبُقوليّاته السّاخنة- لكنَّ عَمرًا ابنَ التّاسعةِ والعشرين، القصيرَ القامة، المُتواضعَ الحُسنِ، ويعملُ في وظيفةٍ حكوميَّة، بات ساهمًا في سياقٍ بعيد. تُعيدُه أخته الشّقيَّة إلى المَشهد:

- ما بالُ عينك لا يَرفُّ لها جَفن؟
نَهرَها.. انتبه الجميعُ..، أخذ يُفضي عن خباياه في جوٍّ يُعين على الإحاطة والرّعاية، أعلمَهم أنَّه مَشغولٌ بـ "رَوْضَةِ الحُسْن، وضَرَّةِ الشَّمس، وبَدْرِ الأَرْض"، بإشارةٍ منه خَفيَّةٍ إلى أمّه التي خَطَّ الزَّمنُ في وَجْهها أخاديد!

- (أشعلتْ سيجارةً): يا ولدي، لو كنتَ "يوسفَ"، لَرَقصت بين يديك "مريم"!

مطعم:
طالما غرَّدَ في فضائِها..، تَجاهلتْ إذْ غرَّد:

- "قصر اسطنبول": هو أمّي وزوجي، يأوي إليه العُزّابُ فيحتضنُهم، ويخفّفُ عنهم وطأةَ الجوع.

لم تُسهم بتعليقٍ أو خَيارٍ (أعجبني، أحزنني،..). حدّث نفسَه، أيقظَ وردةً تَضَوَّعُ مِسْكًا، فنشرتْ أريجَها:

- روحٌ تَأوَّدُ فوق السَّحابِ في عَليائِها، ونُسِجت على طِراقِ الفضيلةِ في أخلاقِها، وتَربَّعت على عرشِ القلبِ في مَلكوتها.

سَبَتَ الزَّوج بعمقٍ، تَراءت له حديقةٌ غَنّاءُ، فيها من كلِّ الصُّنوف، تُزيّنها مَنْسوجةً بألوان الطّيف!

كلَّا:
بعثَ إليه، وهو مُختصٌّ بالسّرديّات، عارفٌ بخفاياها ومكامنِ قوَّتها وضَعفِها- جملةَ وَمَضاتٍ (ق. ق. ج)، ليبديَ رأيَه فيها، ويقولَ فيها شيئًا..؛ (وَتْسَبَ) إليه:
- أحسنت!
- كلَّا..!
- (مندهشًا) ..؟!
- أريدُ ..!

ديكور:
أَخذَ صورةً؛ لا يقومُ "الجاحظ" فيها مَقامه، تُزيّنُ عُنُقه "رَبطة" نُسجت بثلاثة ألوان، معتدلُ القامة، مُزركش، يبتسم لزوجه إذا خَرج، تُوصيه أنْ يكونَ ماهرًا في القولِ مثلَ أخيه. استُضيفَ في أحدِ الدّواوين، قَدَّم نفسَه نموذجًا في الإصلاحِ والوطنية، زعم أنَّه فوق الشُّبهات، "خَليّنا نْسَمّيها" لازمةٌ لا تُفارقه، أوجسَ من الوصيَّة خيفةً، اختلطت وُريقاتٌ بين يديه، تَصبَّب عرقًا، ضَجِر منه الحُضور، سَمَّوا الأشياءَ على غيرِ طريقته، سألوه غيرَ سؤال..، تلعثم في كلِّ جواب!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :