facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التدوير الوظيفي في مؤسسات الدولة وضروراتها الحتمية


فيصل تايه
13-12-2020 10:14 AM

تعاني الكثير من الوزارات والمؤسسات والهيئات الرسمية وغير الرسمية من الجمود الوظيفي في بنيتها الهيكله ، فهل يلزمها التبديل والتغيير كسياسة ادارية أم المتابعة والرقابه والتدريب ؟ أم كلاهما معا ؟

اعتقد ان ذلك يحتاج الى قرار إداري جرئ بمبررات موضوعية يعود بالفائدة - بعيدة المدى- على الكيان التنظيمي لتلك الوزارات والمؤسسات ، فمن وجهة نظري ان أي تغير يحتاج إلى إرادة قويه وعزيمة جريئة قبل الإدارة لان الإرادة الجريئة هي من تصنع التغيير وهي المحرك للتغيير ، فعندما تكون الإرادة قويه عندهـا يحدث التغير ، إلى أن نصل إلى الهدف المنشود ، ليأتي دور السياسية الادارية الصحيحة في وضع الاستمرارية في التغير الذي نطمح .

لم أشأ الكتابة في هذا الموضوع الذي ساطيل عليكم به ، ولكني تعمدت أن أتريث قليلا مستمزجاً آراء العديد من الاصدقاء والمعارف في شتى المواقع الادارية وحتى المتقدمة منها وغيرهم ، فيما سيعكس اثر اي قرار تغيير قد يتخذ وانعكاساته من وجهه نظرهم بتحقيق الأهداف التي يطمح إلى تحقيقها للارتقاء بالاداء الوظيفي ، ما يشير إلى أن هذه السياسة قد تنجح في الوصول إلى المبتغى الذي من أجله تاتي فكرة التدوير وهذه دلالة واضحة وأكيدة كي يعم روح العمل الجاد والدءوب بين الجميع بكل همة ومسؤولية بالرغم من تحفظنا على أداء البعض والذي يتعمد شداً عكسيا وتحريضا.

وفي ذلك .. دعوني أقول مخاطبا من يرق له ومن لم يرق : أن التدوير الوظيفي ضمن فهمنا الأدائي أحد أهم الاستراتيجيات لتطوير أداء العاملين في أيه مؤسسة ، لأنه يعتبر من الطرق الفعالة لتطوير أداء العاملين من مديرين ورؤساء أقسام وموظفين ..ذلك أن التدوير الوظيفي يتيح للموظف ممارسة عمله بطريقة جديدة تخرج عن الروتين المتبع منذ فترة وجوده في موقعة الوظيفي وكذلك يتيح له اكتساب خبرات جديدة مع زملاء جدد بالإضافة إلى خبراته السابقة ناهيك عن إمكانية ضخ دماء جديدة لتولي مهام أدارية جديدة .

إن إتباع سياسة التدوير في المواقع الإدارية هي حاله صحية في نظام وظيفي متعطش لتدوير الخبرات والتي تسمح بتراكم التجربة ومراجعة تقييميه لها واستخراج العبر للأبتعاد عن ضعف التسلسل الوظيفي والتخبط في قنوات الاتصال الرأسية والأفقية هذا ما يوحي بأن التغير إستراتيجية مهمة وواضحة لا بد من انتهاجها بين الفينة والأخرى .

أما التغير الذي نقصده هنا أو بمعنى آخر التبديل في المواقع بحد ذاته "لمن يخاف التغيير" فكما هو معرف في علم الاجتماع والنفس هو راحة ويجلب السعادة ، كذلك فانه يهدف إلى تدريب الأفراد على المواقع التي يمكن فيها اتخاذ الإجراءات المختلفة بعيدا عن المحسوبية ، إضافة إلى تقليص احتمالات الملل والضجر نتيجة الروتين والرتابة، وزيادة إمكانات التحفيز والأداء ، وذلك من خلال تنوع التي يقوم بها الفرد مع كادر مختلف في جو وظيفي جديد.

يجب بالاعتبار ان يأخذ التدوير وقته الكافي ، كما وينبغي أن يكشف عن (الشيخوخة الهرمة) لبعض إمبراطوريات الكثير من المواقع والأقسام التي ما زالت مختبئة في جلد نمر فالكثير منها – مع احترامي لغالبيتها - شكل شخوصها كيانات يصعب اختراقها وتنظر لمن حولها ممن لديهم القدرة والكفاءة على تولى مهامها نظرة الغازي أو الطامع بكنز سليمان ، وعندما نضخ دماء خبيرة جديدة قادرة على تولي مهامها بشجاعة في تلك الأقسام ، ذلك يمكنها من اختراق التقوقعات السائدة ، لذلك نتمنى أن يكون التدوير موضة هذا العام المقبل ليطبل له من يرغب بطريقته ، متمنين المنفعة لجهازنا الاداري الحكومي العتيد .

ولكن .. !! دعونا نتصارح بمزيد من الشفافية ..!! إذ أن هناك الكثير من المحاذير التي يجب أن تؤخذ بالحسبان وبدرجة عالية من الحس بالمسؤولية وهي أن بغضاً من المواقع القيادة لا تحتاج الي تدوير على الإطلاق ، بل تحتاج الي تغيير واجتثاث من الجذور ذلك أننا لا نريد نقل الخيبة من مكان إلى آخر والنتيجة هو نقل الأشخاص لمجرد النقل ، ونقل صاحب الجهد لمكان يحتاجه ليصلح ما أفسده الدهر ، ليحل محلة من يعود بالموقع الوظيفي وأدائه سنوات إلى الوراء ، وفي النهاية فان ذلك (تدوير في تدوير) لعل الجميع يذوق طعمه بطريقته فأما مستريح أو مستراح منه ، ونأمل أن تكون النتيجة المرجوة عند حسن ظن الجميع ، بل ونريد انعكاسها على الوظائف القيادية لمنظومتنا الادارية التي نتمنى أن تتطور بقدر دعواتنا لها بالخير ، والحكم الآن سابق لأوانه ولا يتعجل المتعجلون لعل الله يجعل في كل أمر خيرا .

وفي الختام أعتقد أن التدوير الوظيفي إذا أحسن تطيبقة وفق معايير واضحة سوف يكون بإذن الله في صالح جهازنا الوظيفي خاصة الحكومي ، تلك هي البيروقراطية بعينها ، وبقاء أي مسؤول أو قيادي في منصبه لفترة طويلة لا يساعد على خلق أجهزة إدارية متطورة ذات كفاءات عالية من شأنها المساهمة في رقي ذلك الجهاز الذي يتربع على كرسيه ذلك المسؤول لفترة طويلة ، فسياسة تدوير المناصب تعطي حيوية ومرونة جديدة لأي جهاز إداري تتم فيه بغض النظر عن نجاح ذلك المسؤول أو فشله في القيادة ، فإن كان ناجحا فالمصلحة تقتضي أن ينقل نجاحه لموقع آخر بدلا من أن يكون حكرا على موقع معين تميز فيه واستفاد منه ولهذا ، فعليه أن ينقل إمكاناته وقدراته المميزة لموقع آخر حتى تعم الفائدة عدة قطاعات .

ولذلك أعود الي القول : لطالما أن العمل مستمر فان التغيير والتجديد والتدوير يقضي على الخمول والبيروقراطية والمحسوبية ولكن إن أردنا التغيير المنشود فلا بد من أن نعطي للمسؤول وقته الكافي وفرصته الكاملة للتغيير ، لان اية وزارة او هيئة مسؤولة لن يظهر عليها التغيير بشكل مفاجئ بل تحتاج إلى السير بتواتر باتجاه الإصلاح المرجو وفق خط زمني كاف .

بقي ان اقول : وفقنا الله جميعا لخدمة كياننا الاداري الشامخ بخطاً واثقة ليبقى عامرا بجهود كل الشرفاء في هذا الوطن الأشم ، ولنسير جميعا نحوه بخطى واثقة وسعي وعزم لا يكل ولا يمل من خلال تبني مفاهيم وأدوات الجودة الشاملة وتنفيذ عمليات التحسين المستمرة للارتقاء بمستوى الخدمات والأداء بما يتوافق مع توجيهات قياداتنا الملهمة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :