facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تحورات كورونا والتخوفات المستجدة


فيصل تايه
26-12-2020 01:09 PM

مع تحور سلالة فايروس كورونا المستجد غير المتوقعة، بعد الامل بالخلاص والتطمينات بعد اللقاحات المتعددة التي تفاءل الجميع بها والتي بدأت تاخذ مسارها وفاعليتها في الكثير من البلدان ، فقد تفاجأ العالم بدهاء وخبث هذا الفيروس اللعين ، حيث أصبح الحديث اليومي عن التطورات المستجدة التي سببها هذا الوباء الماكر الذي يتقن دوره في القدرة على الاستحواذ على كامل تفكيرنا ، فهو الشغل الشاغل هذه الايام وبصورة مطردة للشبكات الاعلامية المختلفة والتعليقات الصحفية على المستوى العالمي ، بل والقضية الأولى التي يتابعها الرأي العام في كل دول العالم ساعة بساعة ، وقوفا على اخر المستجدات والتحليلات والآراء والآثار التي يمكن ان تخلفها سلالاته الجديدة ، فالبعض يتوجس الخيفة من العودة للمربع الاول ، وما سيرافق ذلك بالآثار الاقتصادية وتراجع معدلات النمو الاقتصادي العالمي والسقوط في براثن الركود من جديد تسيطر على المشهد العام عالنياً ، اضافة الى الآثار على مستوى النظام العالمي والتوازن الدولي وتوزيع القوة والنفوذ بين الدول الكبرى .

ان من أبرز التخوفات التي يمكن ان تتاثر بها البشرية جمعاء هي الآثار النفسية على البشر أنفسهم ، ليتراجع صوت العقل والقدرة على التفكير المتزن ، واستثارة غريزة حب البقاء ، اضافة للآثار السياسية الناجمة وابقاء دور الدولة متشددا بفعل قوانين التحكم في شؤون المجتمع والمواطنين وتوجيهه وفقاً لقواعد صارمة حفاظا على السلامة العامة للجميع .

لقد فقد العالم توازنه النفسي مع ما نجم عن هذا الوباء من تبعات موحشة ، فقد فتك بأحلام الناس وأفقدهم توازنهم النفسي ، ففقد ارهق طلاب الجامعات والمدارس والمدرسين والقائمين على هذا العمل ، منهم من كان ينتظر بشغف انهاء دراسته وتخرجه في الموعد المقررة لذلك ، ليبدأ رحلة جديدة من حياته ، وهناك العمال والموظفين في مجالات السياحة وشركات الطيران والمحال التجارية وغيرها الذين فقدوا وظائفهم ، وهناك اللاجئين الذين يعيشون في الخيام أو مراكز الإيواء الذين يحتاجون إلى رعايه صحية كبيرة .

ان التخوفات التي تتسلل الى عقول الناس في هذة الايام ان يعاد سيناريو الاغلاقات ، والتخوف الاصعب هو أن تعود الإجراءات بشكل أكثر صرامة ، فمع ما قد تشهده البشرية في المرحلة القادمة مع تطور سلالات الفيروس بشكل يخرج عن السيطرة- لا قدر الله - ما يضطر الدول لاتخاذ الإجراءات التي يمكن ان تكون أكثر شمولاً ، والمدة التي قد تستغرقها ، وسنعود الى مخالفة للطبيعة البشرية، فالإنسان كائن بشري اجتماعي بطبعه يعيش في العصر الحديث ، ينشأ في إطار التفاعل مع آخرين في الأسرة والمسجد والكنيسة ومكان العمل والنوادي والمقاهي إلى غير ذلك من أشكال التنظيم الاجتماعي.

ان ما يمكن ان يترتب عنه ايه إجراءات تتخذها الدول تبعاً للتطورات ، سيمنع الكثيرين الذين يعملون خارج بلادهم وستتقطع بهم سبل الاتصال ولن يتمكنوا من العودة ، ليجدوا انفسهم بدون مصدر دخل في أماكن إقامتهم ولن يجدوا ايضاً سببا يدعوهم للاستمرار في الإقامة فيها ، ومن ذلك ايضاً من هم في زيارات خارج البلاد وكذلك الطلاب ، او ممن يمكن ان يعلقوا في الخارج ، وما يصعب علينا اولئك الذين فقدوا ذويهم وأحباءهم ولم يتمكنوا بسبب الظروف المستجدة من إلقاء نظرة الوداع عليهم أو المشاركة في دفنهم .

نتمنى من الله عز وجل ونحن مقبلين على عام جديد
ان نتخلص من حالة "الخوف الدائم" او "الهلع"، الذي بدأ يصيبنا جراء تداول الأخبار التي تحاصرنا كل حين بشأن طبيعة هذا الفيروس المتحور مما يزيد من حالة الخوف التي تنتابنا ، لذلك يجب ان نستمر بالحرص على ان نقي انفسنا من عدو خفي وغير منظور يتربص بنا في كل مكان وفي كل وقت ، بتنقل أساساً بالمخالطة البشرية، وللاسف فاننا قد نجد بكل شخص وان كان اقرب الناس هو عدو محتمل وناقل للمرض ، يؤدي هذا بالإنسان ليس فقط إلى الحيطة ولكن أحياناً إلى الريبة والشك في كل الأشخاص الذين لا يعرفهم ويضطر للوجود في مكان واحد معهم .

واخيرا فالظروف والاحوال المتعلقة بالوباء بشكل عام وما رافقها من تخوفات توضح ان البشرية جمعاء ، يجمعها قواسم مشتركة ، وإن أغلبية الامم تتصرف بنفس الأسلوب والطريقة ، فهناك جوانب نفسية وإنسانية لما يحدث في العالم اليوم علينا إدراكها، ويضاعف من وطأة الآثار السلبية التي يتسببها هذا الوباء ، وهي أن لا أحداً يعرف زمن هذه الأوقات الوبائية العصيبة ، ولا حجم النفوس والضحايا التي سوف تفتك بها ، ولا ما سوف تنتهي اليه ، حيث تسود حالة من السيولة وعدم اليقين بشأن الإجابات عن هذه الأسئلة فلا يوجد شيء مؤكد ولا تبدو نهاية واضحة سوى املنا بالله عز وجل وفي لقاح فاعل يخلصنا من هذا الوبال ، لذلك فنحن في هذه الأوقات وضمن هذه الظروف نحتاج الى خطاب واع يضرب بعمق ثقافة كل مواطن ، فالمطلوب من الاعلام واجهزة التربية والتعليم والثقافة اشاعة خطاب يصل للنفوس المتعبة ليزع فيها السكينة والأمل وتعد المواطن لمرحلة ما بعد كورونا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :