facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التفخيخ والخطف والرهائن مصدرها الثقافة الغربية


داود عمر داود
28-12-2020 04:33 PM

حادث انفجار العربة المفخخة، صبيحة عيد الميلاد، في مدينة ناشفيل، بولاية تينيسي الامريكية، الذي استهدف مقر AT&T، أكبر وأهم شركة اتصالات في البلاد، يعيد إلى الأذهان العمليات الإرهابية، من تفخيخ السيارات، وخطف الطائرات، وأخذ الرهائن، التي طالما ألصقها الغرب بالعرب والمسلمين، بغرض شيطنتهم. لكن نظرة سريعة الى التاريخ تؤكد أن هذه الافعال الإجرامية هي من إفرازات الحضارة الغربية، وهي ثقافة غربية بامتياز، تزامن انتشارها، في أرجاء المعمورة، مع هيمنة الغرب على عالم اليوم، خلال القرن العشرين. وهي لم تكن معروفة في الحضارة العربية الاسلامية، على مر العصور، لا في زمن الحرب ولا في زمن السلم.

لماذا برج الإتصالات في ناشفيل؟
تأتي أهمية شركة AT&T، التي أُستهدف برجها بالتفجير، من تنوع خدماتها في مجال الاتصالات، ومن ضخامة عدد مشتركيها، في خدمة الهواتف النقالة تحديداً، هي وشركة Verizon المملكوكة لها. إذ أن لدى الشركتين 265 مليون مشترك، فيما يبلغ إجمالي ايراداتهما 310 مليارات دولار سنوياً. والمبنى المعني بالانفجار هو عبارة عن برج ضخم مرتفع، لا يحتوي على أية نوافذ، مما يوحي أنه محاط بدرجة من السرية، كونه مركز رئيسي للإتصالات، يضم مقاسم، وتسجيلات صوتية، وبيانات عدد هائل من المشتركين. والغريب أن السائق الانتحاري، انتوني وورنر، منفذ التفجير، الذي لقي حتفه، لم يترك خلفه أي خيط للمحققين لإقتفاء أثره، لمحاولة معرفة الدوافع. وبالتالي ربما يصل التحقيق في نهاية المطاف إلى طريق مسدود.

مع ملاحظة أن الجهة التي خططت ونفذت العملية بدقة متناهية، لا بد وأنها تضم عدداً كبيراً من العقول المدبرة، خاصة في موضوع اختيار مكان وزمان التفجير، الذي طال اكثر من 40 عمارة مجاورة لبرج الاتصالات. وقد ذكر خبراء أمنيون أن الهدف لم يكن قتل الناس، بقدر ما كان إحداث الدمار.

التفخيخ
تاريخياً، كان يجري في أوروبا، قبل اختراع السيارات، تفخيخ عربات الخيول. ومن أبرز عمليات (الخيل المفخخ) كانت محاولة اغتيال نابليون، في أحد شوارع باريس، مساء ليلة عيد الميلاد، عام 1800، التي قُتل فيها 9 من المارة الأبرياء، وأُصيب 26 منهم. أما أول من استعمل سيارة مفخخة فكان الإنفصاليون الأرمن، حيث حاولوا، عام 1905، إغتيال السلطان العثماني عبد الحميد الثاني في اسطنبول، وذلك على غرار عمليات تفخيخ عربات الخيول، التي كانت منتشرة في أوروبا انذاك.

خطف الطائرات
لقد شجعت أجهزة المخابرات الغربية، خلال الحرب الباردة، المنشقين في دول الكتلة الشرقية، للهرب من بلادهم عن طريق اختطاف الطائرات، والهبوط بها في مطارات أمريكية، ومطارات المانيا الغربية، والدنمارك، وسويسرا، وغيرها. واستمرت عمليات فرار المنشقين، بطائرات مختطفة، خلال عقدي الستينيات والسبعينيات. ومنها اقتبست الفكرة منظمات فلسطينية، ودخلت مجال إختطاف الطائرات المدنية، نهاية الستينيات.

أخذ الرهائن
خلال العصور الوسطى في أوروبا، كان أخذ الرهائن من الممارسات الشائعة والمقبولة في مجتمعات أوروبا، حيث كان يتم أخذهم لضمان الوفاء بالتزامات المعاهدات، ثم تجري إعادتهم بعد ذلك. وقد توقفت هذه العادة في القرن الثامن عشر.

خلاصة القول:
وهكذا نجد أن ثقافة تفخيخ السيارات، وخطف الطائرات، وأخذ الرهائن، هي ثقافة مصدرها الغرب عموماً، تزامن انتشارها، في بقية الدول، خلال القرن العشرين، بعد أن هيمنت الحضارة الغربية على العالم. أما في الحضارة العربية الاسلامية فإن هذه الأفعال تُعتبر جرائم غريبة وشاذة، بل ومحرمة، فلا يجوز ممارسة الغدر، ولا يجوز قتل الأبرياء، ولا يجوز حجز حرية الناس في طائرة أو حافلة، لإستخدامهم كوسيلة ضغط لتحقيق المكاسب، مهما كانت. إن من نشروا هذه الآفات، والممارسات الخاطئة، بين بني البشر، لا بد وأن ترتد عليهم ليذوقوا حينها وبال أمرهم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :