facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




السيد مارش .. ؟؟؟؟ .. ايمان عكور


21-04-2010 03:09 PM

لن ادعكم تتسائلون طويلا عن ماهية السيد مارش..؟؟ انه سائق السيارة التي اقلتني من الفندق في شيكاغو الى المطار. سيارة حديثة عندما سألته عن نوعها لاحقا قال لي لنكولن.. بكل رشاقة نزل من السيارة وضع الحقائب في الداخل وانا انتظر.. اول ما شد انتباهي له هو الابتسامة الدافئة التي ارتسمت على وجهه وهو يرحب بي, وهذا امر مطلوب في مثل هذه المهنة..

كان يرتدي بدلة كحلية اللون انيقة وربطة عنق زرقاء كلون عينيه.. يضع نظارات طبية صغيرة .. ذو لحية وشعر ابيض تماما كما يمكن ان تتخيل بابا نويل..

كنت مرهقة من قلة النوم خلال رحلتي بين الولايات المختلفة لذلك كنت احلم بان اغمض عيني مدة الوصول الى المطار التي اخبرني السيد مارش انها ستكون اربعين دقيقة,, لذلك اخر ما كنت انتظره هو الانخراط في حديث مع هذا الرجل..ولكن..؟

ما ان انطلقت السيارة في شوارع المدينة المزدحمة حتى بدأ السيد مارش بالحديث وبصوت مرتفع ودافىْ بنفس الوقت, بدأ اولا ببضع المعلومات عن المدينة..فقلت في نفسي " الله يكون بعوني ..طارت فكرة النوم وعلي ان اتحمل قصص هذا الرجل الامريكي الذي حتى هذه اللحظة لم استطع ان احدد عمره ولكن لاحقا عندما سالته بفضول قال لي 65 .

عندما استرسل في كلامه وباسلوب مشوق جدا تخيلت في اللحظة انه سينجح كممثل كوميدي , لانك وبكل كلمة يقولها تشعر بالحياة والتفاؤل يفيض من داخله.. عندها فقط تخليت عن فكرة اغماض عيني ولو لدقيقة لانك قليلا ما تصادف في حياتك رجلا بهذا العمر وهذه النفسية ..

اخبرني السيد مارش , وبالطبع بين كل قصة واخرى كان وبضحكته الرنانة لا يقول نكتة ما وحسب بل يمثلها بكل انفعالاتها,,

اخبرني انه عمل قاضيا ومدعي عام في شيكاغو لمدة 30 عاما تعامل فيها مع فئات مختلفة من الناس ,, انه تعلم حب واحترام الاخرين بغض النظر عن ظروف حياتهم التي قد تجبرهم احيانا ان يحدوا عن الطريق الصحيح..قال لي ان الحياة بسيطة واننا نحن الذين نعقد الامور,, وان على كل واحد منا ان يعرف على الاقل نكتتين في حياته لاضفاء الابتسامة على وجه احدهم لخظة ما...

على فكرة واحدة من المواقف الطريفة التي اخبرني اياها والتي صادفته اثناء عمله كقاض ان احد السائقين مثل امامه في المحكمة في مخالفة سرعة , عندها سأله السيد مارش, او القاضي مارش حينها , اذا اعطيتني سببا لم اسمعه من قبل للسرعة التي كنت تسير بها , فلن احكم بان تدفع اي غرامة... فقال السائق له: زوجتي تركت المنزل وهربت مع شرطي سير احبته وانا اعتقدت ان الشرطي الذي كان يطاردني هو نفس الشرطي الذي هربت معه وانه يلاحقني لاعادتها لي,,,؟؟؟ وبالفعل لم يحرر السيد مارش له مخالفة وتركه يذهب..


تلك هي النفسية التي تمنيت ان يتحلى بها بعض المسؤولين في وطننا,, حتى القاضي هو انسان قبل كل شيء وليس بعيب في شيء ايضا ان نأخذ لمور الحياة بسلاسة واحترام ... وايضا ابتسامة...؟

السيد مارش وبعد تقاعده وذهاب ابناءه كل الى حياته لم يبقى الا هو وزوجته في المنزل فشعر بعد فترة بالملل وهو الذي اعتاد الحياة المليئة بالناس والقصص,, فقال لزوجته اريد ان اعمل شيئا, فقالت له ابدأ بأخذ الكلب في نزهة يومية , وبالفعل هذا ما حدث ولكن الملل تسرب الى قلبه رغم تعلقة بالكلب فجاء احد الايام وسأل زوجته اين الكلب لاخذه في النزهة المعتادة وقالت له انه يختبىء منك فقد شعر بالملل الذي يقتلك...وقتها قرر ان يعمل ثانية بوظيفة تبقيه على تواصل مع الناس وتجدد من شبابه,, فهو يؤمن انه ما زال شابا طالما ان روحه شابة,, وقتها قرر العمل مع شركة مرموقة لتاجير السيارات والسائقين..

لمحت بجانب السيد مارش كتابا , فسالته اذا كان يجد متسعا من الوقت للقراءة,, فضحك عاليا على سؤالي بطريقة شعرت فيها بالخجل من نفسي على هذا السؤال السخيف لرجل مثله,, وزاد خجلي والمي ايضا عندما اخبرني انه يقرأ كتابا كل اسبوع في الاوقات التي لا يعمل فيها ذلك ايضا اضافة الى ممارسة الرياضة على الاقل ثلاث مرات اسبوعيا ومنها ركوب دراجته الهوائية التي قال لي انه وقبل اكثر من 25 عاما اخذ اولاده في رحلة الى ايرلندا كل على دراجته الهوائية, او البسكليت, طوال التنقل داخل ايرلندا...

وقتها قفز الى ذهني منظرا اثار اعجابي قبلها بيومين وانا استقل المترو في واشنطن كيف ان ما نسبته 85% ممن كان في القطار كان يقرأ , اما جريدة او كتاب, او مجلة او حتى اوراق دراسية, وبكافة الاعمار..

حزنت وقتها واسفت على حالنا في العالم العربي الذي كان يوما ما اصل المعرفة والعلوم.. فقد قرأت دراسة تشير الى أن متوسط القراءة لكل فرد في العالم العربي يساوي 6 دقائق في السنة، مقارنة بالنسبة للفرد الغربي، الذي يقرأ بمعدل 12 ألف دقيقة في السنة وهو ما يعكس حجم الهوة بين الإنسان في الغرب والإنسان في العالم العربي.

ومن ضمن المفارقات المحزنة بين العالم العربي والعالم الغربي أن عالمنا يصدر حوالي 1650 كتاباً سنوياً، أما في دول الغرب لاسيما أمريكا فإنها تصدر ما يقارب 85 ألف كتاب سنويا رغم ان الدين الإسلامي هو الدين السماوي الذي دعا منذ بدايته إلى "القراءة" للتحرر من الجهل وإنهاء عصر الأمية. .

بالرغم من ان السيد مارش لم يعطني الفرصة لكي اتكلم الا ما ندر .. الا انني كنت في غاية السعادة بتلك الامسية التي اضحكني فيها وبنفس الوقت احزنني على حالنا في العالم العربي ,,

لا قراءة...؟؟

لا رياضة...؟

ولا حتى ابتسامة..؟؟

السيد مارش انزل حقائبي الكثيرة من السيارة بكل رشاقة كما وضعها .." وقتها حمدت الله انه لم يسأل كم كتابا اشتريت خلال رحلتي ...لانني لم اشتر اي كتاب,, فحقائبي كانت مليئة بالملابس والاحذية الجديدة..؟؟؟





  • 1 21-04-2010 | 03:33 PM

    مقال رائع.

  • 2 نذير المقابله 21-04-2010 | 07:13 PM

    رافق المسعد بتسعد!

  • 3 21-04-2010 | 07:32 PM

    ،بدك مسدس حتى تقدر تركب في تاكسي

  • 4 ديمه 21-04-2010 | 07:45 PM

    مقال ولا اروع من هيك ....

  • 5 21-04-2010 | 08:59 PM

    لانني لم اشتر اي كتاب,, فحقائبي كانت مليئة بالملابس والاحذية الجديدة..؟؟؟
    إذاً لماذا

  • 6 طوبرجي 21-04-2010 | 09:55 PM

    لما الشعب يلحق الخبز بصير يبتسم ويقرأ ويسبح ويسافر .. قولي نشاله !!

  • 7 21-04-2010 | 10:17 PM

    حلوه

  • 8 اعلامية 21-04-2010 | 10:22 PM

    مقالة جميلة زميلتنا ايمان ،وكل ما قلته في مقالتك صحيح فهناك فجوة كبيرة جدا بين العرب والغرب

  • 9 علاء درويش 21-04-2010 | 10:43 PM

    مقالة رائعة للمذيعة المبدعة ايمان,, نتمنى المزيد

  • 10 رائد الشبول 21-04-2010 | 10:59 PM

    كلام جميل ..وهذا يا استاذة ايمان اصبح من المؤسف واقع حال ..لا بل سمتنا..والى لامام ...وارجو ان نقراء لكي المزيد ..وبالتوفيق

  • 11 عارف سمور / كاتب صحفي 22-04-2010 | 01:13 AM

    سيده إيمان أول مرّه أقرأ لك .؟. وربما هي المرّه الأولى التي تكتبين فيها , فالكل يعرف أنّك مذيعه فقط . ولكن لا بد من أنّ ما شاهدتيه وسمعتيه جرّبته في زمن ما هنا في إربد . لقد تعلمت من خلال عملي على سيارة تكسي أكثر مما تعلمته بالمدرسه وأصبحت تجربتي عريضه ومكثّفه من خلال ما كنت أسمعه من قصص وخصوصا من السيدات ؟ كنت أسمع قضايا لا يعرفها سوى من يكون على صلة قويّه بالثقافه وكيفيّة التعامل مع الغير . هنا يعيب الناس إذا عمل أحدهم سائق تكسي ؟ رغم أنني أعرف كثيرا من السوّاقين يحملون شهادات جامعيّه ومنها الحقوق . ما اعتبرتيه مشوّقا في أمريكا يمكن أن يحدث هنا بالأردن لو أننا تربينا على احترام الإنسان بغظّ النظر عن العمل الذي يقوم به ؟ فكلّنا للوطن ولخدمة المواطنين إذا كنا ننتمي فعلا لتراب هذا الوطن ؟ والعمل لا يعيب القاضي المتقاعد أو من يحمل شهادة جامعيّه في علم ما ولا تتوفر له فرصة للعمل بما تحتويه شهادته . متى سنرتقي بتفكيرنا مثلهم ؟

  • 12 فادي حداد 22-04-2010 | 04:35 AM

    ابدعتي ...

  • 13 ابراهيم 22-04-2010 | 06:59 AM

    الله يعينا يا ايمان على مصايبنا.......
    المره بدها لباس اخر موديل....
    المره زعلت عتد اهلها مش مش عاجبها عيشت زوجها اللي راتبه 200 دينار....
    الاهل زعلانين ليش ما تمر على اهلك كل يوم.......
    المتاسبات و الجاهات و الاعراس و غيرها.....
    عمك بالمستشفى.... و خالتك مكسوره ايدها و اذا ما طليت يا ويلك.....
    والله يا ايمان نفسي و نفس غيري يقراْ لكن الله وكيلك التفكير مع الدخان و القهوه و الوضع المتكهرب خلانا عباره عن روبوتات اليه.....
    و الباقي عندك.......

  • 14 منال 22-04-2010 | 12:47 PM

    روعه ايمان .. لست ادري هل فعلا لا نملك الوقت للقراءه ام نحن نختلق الاعذار لانفسنا فقله القراءه تزيدنا كآبه وتبقي ذهننا منشغل بكل ما هو ليس بالضروره مهما

  • 15 سعاد 22-04-2010 | 01:42 PM

    مقال جميل ويحمل معاني راقية

  • 16 باسل مغالسه/برلين 22-04-2010 | 03:27 PM

    الحمدلله على سلامتك اختي عكور. طريقه ايجابيه جدا و صحيه في التفكير...نحمدالله اننا في الاردن الحبيب افضل من كثير من غالبيه الدول العربيه من ناحية النظام و التنظيم.اما الغرب فهو يسبقناكسبق الارنب للسلحفاة. ما زلنا نعيش في ثقافة العو و جبينه و الغول. ثقافة ولادة الاطفال من نبتة الملفوف. ثقافة التلقين و التوبيخ. ثقافة المجتمع الابوي السلطوي. ثقافة الضرب على اليدين والوجه. ثقافة حارة كل من ايده اله. ثقافة شو سوالي البلد.ثقافة الاقصاء ولعن الظلام...كلنا مسؤولون في هذا البلد من المؤسسه الرسميه مرورا بالمدرسة والاسره حتى اصغر مواطن

  • 17 المعايطه 22-04-2010 | 04:28 PM

    نعتذر

  • 18 مندهش 22-04-2010 | 08:41 PM

    لأول مره أقرأ للأخت ايمان,ولاحتى اعرف من هي ؟ كاتبه او صحفيه ؟ ولكنني سأحاول من خلال جوجل الآن ..
    لم أقرأ سابقا موضوع عرض بهذه الطريقه اللبقه الفنيه ,التي تجعل القارئ يتمنى ان لا ينتهي, عداك عن هدف الموضوع نفسه الذي يحاكي نفسيتنا الشخصيه.
    فعلا : ابداع

  • 19 سهاد قواسمة\ إربد 23-04-2010 | 03:06 PM

    دائما مبدعة أينما حللت حيث لامست كلماتك صدى الروح لأنها صادرة عن انسانة محبة للوطن عاشقة لأرضه ونضم صوتنا لصوتك لتعزيز القيم المشار لها بالمقال تمنياتي لك بالتوفيق

  • 20 بركة 23-04-2010 | 07:44 PM

    رائعة

  • 21 بنت الكرك 23-04-2010 | 10:16 PM

    أتابع بشغف كل إربداوي يكتي أو أي خبر عن محبوبتي اربد كيف لا إذا كانت من أهل الصريح الغوالي وألف تحية كركية معطرة بزهور الياسمين للصحفية إيمان العكور وكل لأهل الصريح

  • 22 بنت الكرك 23-04-2010 | 10:17 PM

    أتابع بشغف كل إربداوي أو اربداوية يكتيون أو أي خبر عن محبوبتي اربد كيف لا إذا كانت من أهل الصريح الغوالي وألف تحية كركية معطرة بزهور الياسمين للصحفية إيمان العكور وكل لأهل الصريح

  • 23 صفاء 23-04-2010 | 11:26 PM

    عشت يا ايمان ...و الله اسلوبك و موضوعك شيق جدا ...شكلك تأثرتي بالرجال اللي عم تحكي عنه!!ليه ما بتكتبي من زمان

  • 24 كركي مغترب 24-04-2010 | 03:46 AM

    مقال رائع اخت ايمان وهي ثقافه بالنسبه لهذه الشعوب تبدأمن الحضانه وتنمو وتنتقل عبر الاجيال .
    اما حياتنا فهي عيب وحرام وغلط وحل عني ....
    يا ريت نعرف نقلدهم وننسى ... والتظاهر بالتقدم

  • 25 بنت الكرك 24-04-2010 | 04:22 PM

    كمان مرة ألف تحية كركية معطرة بزهور الياسمين للعكور وكل اهل الصريح

  • 26 سمية ابو سالم 29-04-2010 | 11:48 AM

    صباح الخير يا قرابة صح لسانك والله مقال كتيير حلو ومؤثر بس يا ريت العالم العربي يصحصح ويستوعب المغزى من هالمقال ...
    بكفيه نوووم

  • 27 سمية ابو سالم 29-04-2010 | 11:49 AM

    صباح الخير يا قرابة صح لسانك والله مقال كتيير حلو ومؤثر بس يا ريت العالم العربي يصحصح ويستوعب المغزى من هالمقال ...
    بكفيه نوووم

  • 28 اماني عكور 29-04-2010 | 02:32 PM

    ابدعتي يا اختي العزيزة دائما اقول الحمد لله ان الوالد العزيز اطال الله في عمره عودنا منذ الصغر على المطالعه


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :