facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في أسبوع الوئام بين الأديان


د. محمد العايدي
30-01-2021 02:42 PM

الإنسان خليفة الله في الأرض قال تعالى: ( إني جاعل في الأرض خليفة) ومن مقتضى الخلافة أن أنزل الله تعالى مع الإنسان منهج وشريعة يعمل بها وبمقتضاها، وهذا الشرف لم يحظَ به غيرهم من المخلوقات التي كانت قبل خلق الأنسان كما ذكر ذلك بعض العلماء منهم الطبري وابن كثير وغيرهم، فلم يجعل الله تعالى خلفاء له يحكمون بشريعته ومنهجه إلا الأنسان، وأما غيرهم ممن كان قبلهم من المخلوقات فقد أسند الله لهم أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم وليس بشريعة ربانية، وخصّ الله الجنس الآدمي بهذه الخلافة فأنزل المنهج لهم وهي الكتب السماوية التي فيها الإيمان بالله و الأوامر والنواهي.

ثم جعل الله الأنبياء من البشر عليهم الصلاة والسلام هم صفوة الجنس الآدمي الذين يحملون هذا المنهج ويبلغونه عن الله تعالى للناس.

ولذلك قال صلى الله عليه وسلم :( الأنبياء أخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد) وهنا يشير صلى الله عليه وسلم إلى وجوه الاشتراك والاختلاف بين الانبياء ودعواتهم فهم ( إخوة لعلات) اي شرائعهم وأحكامهم مختلفة، ولكن الدين واحد اي كلها من عند الله وجاءت لنشر دعوة التوحيد للناس .

يدعي البعض اليوم أن العلاقة بين أصحاب الكتب السماوية هي عدوانية فقط وقائمة على التفرق والتشرذم، ولكن في هذا المقال نريد أن نسلط الضوء على المشترك الذي بينهم .

فالمشترك بين الأديان كثير منها :

أولاً: أنهم مشتركون في وجوب الإيمان ببعضهم البعض، فكما يجب علينا الايمان بجميع الانبياء وكتبهم كمسلمين و ( لا نفرق بين أحد من رسله) كذلك أوجب الله تعالى على جميع الانبياء واتباعهم ان يؤمنوا بنبوة سيدنا محمد لانهم كلهم يحملون كلام الله وشرعته للناس، وايضا كلهم جاؤا بعقيدة واحدة يشهدون فيها أنه لا إله إلا الله وأنهم أنبياء الله فقال تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشاهدين) فهذه الآية تثبت أن الله أخذ العهد على الأنبياء جميعهم الإيمان بسيدنا محمد ونصرته كما طلب منا الايمان بجميع الانبياء وكتبهم السماوية، وقال صلى الله عليه وسلم :( أنا دعوة إبراهيم وبشارة عيسى ).

فهذا وجه مهم من أوجه الاشتراك التي تحدث عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ثانياً: كل الاديان تشترك في تحملها مسؤولية الخلافة في الأرض فهم جميعا يحملون منهج الله وشرعته لتبليغها للناس .

والإسلام باعتباره الدين الخاتم لكل الأديان هو دين جامع شامل لكل ماجاء في الأديان السابقة وعلى لسان أنبيائهم، وهذا مفهوم كون الإسلام ناسخ للأديان أي جامع لكل الخير والنفع والفضيلة والتوحيد الذي جاء في الأديان السابقة فالإسلام يجب أن ينظر له من بقية أصحاب الأديان السماوية الأخرى على أنه الحافظ للأديان وكل ما جاء فيها من الأحكام والشرائع فقد حواها كلها وتحدث عنها كلها في جانب العقيدة والفقه والأخلاق والمعاملات والقصص التي حصلت مع أنبيائهم على أرقى وأتم ما حصل، فهو - إن جاز التعبير - المرجع لها كلها وإن شئت فارجع لترى ذلك بنفسك إلى سورة البقرة وآل عمران والمائدة ومريم وسورة الإسراء وغيرها كثير في القرآن الكريم .

كما أننا كمسلمين يمكن أن نرجع للأديان السماوية الأخرى في بعض تفاصيل لم يذكرها الأسلام اختصارا فقال صلى الله عليه وسلم : ( حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ) ولأن ذكر تفاصيلها لا يؤثر فكانت تفيد في زمانهم لا في زماننا ولهذا لم تذكر في شريعتنا.
ثالثاً: كما ان الأديان شركاء في مفهوم الخلافة وتحمل مسؤليتها ايضا هم شركاء في التعاون فيما بينهم من أجل إيقاف آلة الشر في العالم والدعوة الى الفضيلة والخير، لان هناك تيارات من بني البشر تبنَّت طريق الشيطان والنفس الامارة بالسوء، فزاد القتل والدمار والظلم والاعتداء على بعضنا البعض فمن يمنع هؤلاء من غيهم وضلالهم اذا لم يتوحد اصحاب الاديان الذين يتمسكون بالفضيلة والخير والنفع للناس .

رابعاً: كما أن من المشترك بين أصحاب الكتب السماوية أنهم كانوا ما زالوا يذكرون الله ويعبدونه في أماكن أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه بخاصة في هذا الزمان الذي غفل فيه كثير من الناس عن عبادة الله وذكره، فقال تعالى : ( وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عزيز ) .

خامساً: كما يشترك أصحاب الأديان اليوم في أنهم صاروا يعيشون في أوطانهم ويشتركون في مفهوم المواطنة لكل واحد منهم الحقوق كاملة وعليه مسؤوليات يجب أن يتحملها من أجل بناء الأوطان التي يعيشون فيها وهذا جزء من مفهوم الخلافة في الأرض لعمارتها .

ومما يؤسف له أن البعض يستغل الاديان من اجل تحقيق أهدافهم ومصالحهم الشخصية ، كما أن البعض يستخدمها لتبرير ظلمه واعتدائه على الآخرين فالمتطرفون يسوغون أفعالهم الاجرامية باسم الاسلام او المسيحية، والمحتل الاسرائيلي يستخدم اليهودية ليشرعن احتلاله للأرض وانتهاك حرمة المقدسات باسم الدين .

فإذا أراد أصحاب الأديان العيش بسلام فيجب عليهم أن لا يسمحوا للجشعين من البشر ان يفرقوهم من أجل مصالحهم، وان يركزوا على ما يجمعهم لا على ما يفرقهم .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :