facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الملك .. إعادة إحياء الروح التي بني بها وعليها الأردن


شحادة أبو بقر
30-01-2021 09:20 PM

بداية نبارك لجلالة الملك بعيد ميلاده، ولفلذة كبده الأمير هاشم بن عبدالله.

وبعد:
فلقد قال الملك كلاما غاية في الأهمية في المقابلة التي أجرتها مع جلالته وكالة الأنباء الرسمية الأردنية "بترا" ونشرت اليوم.

ولعل أكثر ما لفت انتباهي هو تلك الفقرة التي أكد عليها جلالته والتي تقول "نحن بحاجة إلى إعادة إحياء الروح التي بني بها وعليها الأردن قبل مائة عام".

هذا كلام كبير، وكبير جدا يصدر عن ملك البلاد قائد الوطن ووريث العرش، وكنت أتمنى كصحفي لو أن إعلامنا كله، جعل من هذه الفقرة تحديدا، العنوان الأبرز لحديث جلالته، ولأكثر من سبب ومبرر، بينما يحتفل بلدنا، بمرور مائة عام على تأسيس دولته الحديثة.

لا علينا.. حاجتنا لإعادة إحياء الروح التي بني بها وعليها الأردن بريادة الهاشميين قبل مائة عام، تعني الكثير الكثير في زمننا الراهن.

إنها حاجة تحمل في طياتها بالتأكيد، دعوة ملكية لحكوماتنا وسائر سلطاتنا ومسؤولينا ومؤسساتنا ولجيل الشباب من أبناء الأردن وبناته ولنا جميعا، لقراءة تاريخ التأسيس ورجالاته ومواقفهم وتضحياتهم وما مر به الأردن من محطات مفصلية حلوة ومرة، وكيف استطاع أن يصمد ويبقى ويتطور برغم هول التحديات والمؤامرات وقسوة الظروف وكيد الغزاة والطامعين.

وما هي تلك الروح التي أشار إليها الملك كما يفهمها جيلي، إنها روح "الصفاء الإنساني المجبول بالرجولة"، حيث الرجال الذين أسسوا وبنوا مع الملك المؤسس رحمه الله وإياهم جميعا، وأعلوا البناء في تحد بطولي صادق غير مشوب بنفاق ولا برياء ولا ببحث عن مغنم خاص، وإنما المغنم الوحيد في شريعتهم، هو وطن صلب العود مهيب الجانب والجناح غير قابل للنقض من أي كان.

وهكذا كان، وهكذا التقت الروح بالروح دنيويا بين شعب كريم صافي القلب والنية، وقيادة هاشمية كريمة نذرت النفس عروبيا وإسلاميا لبناء دولة الخلافة التي غدر بها حلفاء الأمس، لتثمر وسط تباين القوة العسكرية والنفوذ، الأردن كنواة أرادها الأردنيون وبريادة الهاشميين وزعامتهم، لدولة عربية أكبر في سائر الشام والعراق.

وليس سرا أن الأردنيين ومن كل المشارب، كانوا في طليعة من بايعوا ملك العرب شريف مكة الحسين بن علي رحمه الله، خليفة للمسلمين عندما زار الأردن مطلع عشرينيات القرن الماضي، ولي الشرف أن والدي رحمه الله، كان من بين أولئك الرجال الصيد الطاهرين المبايعين، في محكمة السلط الشرعية.

غدر الحلفاء وضاع حلم الخلافة في حينه، وما غدر الأردنيون ومعهم أشقاؤهم الفلسطينيون, وما خذلوا ولا تخاذلوا أبدا، وإنما بايعوا بالإمارة ثم بالمملكة ودافعوا عنها بصلابة الرجال الرجال إيمانا منهم بحتمية صد الغزاة والمستعمرين واحتضان القيادة الهاشمية وإسنادها والسير معها وخلفها نحو الحلم الأكبر جريا على سنة خير الأنام وهادي البشرية محمد صلى الله عليه وسلم.

إعادة إحياء تلك الروح الوثابة المنزهة عن كل مثلبة، تعني أن نسمو بالفكر والتفكير والطرح والنظرة وخطاب الدولة، إلى أعلى مراتب أخلاق الفرسان، وأبهى مناقب الرجال الرجال الذين يرقى الوطن في نفوسهم كقيمة حد القداسة وأبعد، وأن ندرك جيدا وجميعا، أن الوطن شراكة بيننا كلنا وعلى الشيوع، وأن لكل منا نصيب في صنع القرار كي يدافع عنه متى وجب.

وإعادة إحياء الروح الطاهرة التي أوجدت لنا كلنا وطنا ودولة وكيانا ودورا وحضورا حسدنا عليه القريب والبعيد، تعني أن نؤمن بأننا "عائلة" كبيرة، يحترم فيها صغيرنا كبيرنا، يحنو فيها كبيرنا على صغيرنا، نترفع فيها عن الصغار والصغائر، ليغدو التسامح سبيلنا إلى السيادة والريادة مهما بلغ الفقر المادي منا مبلغه.

إعادة إحياء الروح التي أكد جلالة الملك حاجتنا إليها، تعني التخلق بخلق رسولنا ورسل الله، فلا ضغائن ولا أحقاد، ولا مكائد ولا استئثار ولا إفساد، وإنما إيثار وتعاون ومودة وتراحم ورجولة في التعامل وصدق في اتخاذ القرار ولمصلحة المجموع وعلو شأن الوطن، وإنزال للناس منازلهم التي هم بها جديرون، حيث لا شللية ولا محسوبية ولا اقتناص فرص على حساب حق الكافة.

أنا المواطن الفقير لله، مع الملك قلبا وقالبا في الدعوة إلى حتمية إعادة إحياء الروح التي بني بها وعليها الأردن قبل مائة عام، ولست أشك للحظة في أن ذلك يتطلب رجالا يدركون المبنى والمعنى في ما ذهب إليه الملك، ففي ذلك دواؤنا من كل داء، وخلاصنا من سائر مشكلاتنا، ونهوضنا الأقوى نحو مستقبل أفضل وأكرم يستحقه شعبنا الوفي المخلص الصابر المصابر وعن جدارة، بقيادة أهل البيت الكرام.

رحلة مائة عام، جديرة بأن تناقش وتدرس وتستحضر وبتعمق، ففيها الكثير الكثير من دروس وعظات وعبر. الله سبحانه وتعالى من وراء قصدي..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :