facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خبرةُ العقلِ في إِصلاحِ الجسد


د. نضال سالم النوافعة
09-02-2021 10:20 AM

الحب نطفةٌ صغيرةٌ مصروخةٌ مِنْ نصف قلب ونصف عقل, لا تقوى أي طفرة جينيّة مضعضعةَ الحدس والخبرة على تشويه الاكتمال الصوريّ والمنطقيّ لتلك النطفة, وسرعان ما تلتصق في جدار الذاكرة وتزرعُ ذاتها فيه بشكلٍ صحيٍّ؛ حتى تصيرُ شفاءً لأبويها مِنْ كل الآلام الناتجة عن تفاعلات الإرهاق الأمامية والتي عادةً ما تصب في مجرى الشعور بالمرض، فعندما تبدأ عوائد هذه العلقة بإطلاق العنان لصرخات الحب المملوءة بالغيث, ترتجع بعض الطاقات بتفاعلٍ عكسيٍّ تحت تأثير عامل الحب بظرفِ زمانٍ ربيعيٍّ, وكل هذه المنتجات المستهلِكة لحرارة الحب ستسمح بحدوث المعجزات دون اعتبارها معجزة، فمخلوقات الحب دائمًا تحمل في كروموسوماتها سيادة الجمال الحقيقيّ، إنَّها تلك الطاقة الإيجابية التي تغير بقوتها الخفيّة وبشكل صامت هيئة كل موقف للأجمل، ستعمل قوة تلك الطاقة على تشبُّع مخلوقات الحب (بالإندورفين), أوما يسمى (بكبسولة السعادة)؛ التي ما إنْ تستقبلها مراكز الضيافة في الدم, يخضعُ الألم لسطوةِ الموت البطيء, ويسعدُ الدماغ, وتُحَلِّقُ عصافير الروح بنشوةٍ في طبقات السماء البشرية التي تتدرّج على عتباتها مستويات المعاناة، فتحملُ المناعة سيفَ القوة، محاربةً كل ما يؤدي بالحياة إلى طباقها, وتنمو الحياة في ظل طقسٍ مليء بالأهداف, فضخ الطاقة الروحانية المحملة بموجات الحب تساهم في تحويل التطور إلى الرؤية، من الخطى إلى اللاخطى، مِنْ المحدود إلى اللامحدود، لذلك استخدام الحب يحرَّرُ القيود، ويفِكُ أَسْرٍ العقل مِنْ زنزانةِ الركود, ويفتحُ بيبان القلب، فالقلب يدركُ الفكرة مهما كانت ماهيّتها, ويستمر بتطوير كل الأحداث التي مِنْ الممكن وقوعها في زمن تلك الفكرة, فتُمسي العلاقة بين القلب وما تلدهُ حجراته مِنْ أفكارٍ مُكَلَلَةٍ بالحب؛ علاقة غير مشروطة, لا حول للعقباتِ عليها.

صحة الحب تتطلب قدر ضخم مِنْ السلامة التركيبيّة والنفسية لكل مِنْ القلب والعقل, فالعقل الذي تدور داخله الذبذبات المحفِزة على خلق طاقةٍ إيجابيةٍ معلنةً بحالةِ ولادتها تلك, مُزنةً تحيط سماء حياتنا بكل مصادر الحب والأمل والعطاء، والجسد بطبيعته الفيسيولوجيّة يتبع العقل بكل ما تظهر عليه مِنْ علامات سيكولوجيّة إيمانًا بهِ وانتحاءً فطريًا لهُ, ففلسفة العقل تتمسك دائمًا بالاعتقاد والتفكُّر بكل ما هو مُخَزن بالوعي أو اللاوعي، والقوة التي تسيطر على ذاتنا الباطنية ماهي إلاّ طاقة الإرادة و الإيمان بها، فالجسم معبرًا صريحًا للمعتقدات المختزلة في العقل الباطني سواء أكان على مستوى الوعي أو اللاوعي، فالعقل الإيجابيّ ماهو إلا الرفض القنوع لكل المعتقدات السلبيّة، والقبول المنغمس بالرضا للإيجابية المتناسبة طرديًا مع قوة الطاقة الإيجابية المختزلة في عقلنا الباطنيّ, والديناميكية الكامنة خلف الأمراض التي تصيب الجسد هي نتيجة آليات تتشكل عبر التغيرات داخل العقل, تؤثر على تدفق ذبذبات الطاقة الحيوية مقابلًا للسماح بالطاقة المكبوحة في الجهاز العصبي اللاإرادي، فكلما ارتفعت نسبة الذبذبات المكبوحة كلما كانت أعراض الإصابة أقوى, ونتاج هذه الأعراض قابل للانفجار في أي وقت إثر كل الضغط الذي أغلق فوهة انطلاقها, وشلَّ حركتها.

العقل هو المسؤول عن التقلبات التي يتعرض لها الجسد، والقلب بوصفهِ شريكًا في حياة العقل سيتأثر بقرارات العقل التي تدعي للاستقرار أو التقلب, ثمَّ يصيرُ الجسد ضحية سيطرة العقل والقلب على كل مكنوناته الخاضعة لأمريهما, والدماغ عادةً يشبه جهاز الاستقبال داخل العقل البشريّ، يقوم باستقبال ذبذبات الأفكار الملازمة للعقل أو الناتجة عن إبداع القلب التأمليّ واستشعارها وترجمتها إلى معلومات مستنبطة مِنْ مصادر المعرفة القوية أو الضعيفة, المُبرهنة أو المصروخة مِنْ فيه الحدس, لا تقوى على البقاء بحالة التشتت فتختبئ في الذاكرة, فكل المعتقدات الملازمة للعقل أو الناتجة عن القلب تمتلك القدرة الكاملة على تغيير نشاط الدماغ و الجهاز العصبيّ، فالاستمرار في عملية التدبر والتمحُّص في هذه الأفكار تسمح لها بالسيطرة المطلقة على الجسد، فيصبح أسيرًا لا يقوى على التخلص منها، وملازمة الأفكار الإيجابية للعقل تسمح برحيل التوتر العاطفيّ، فيستقر القلب, وتتلاشى الأفكار السلبية داخل الدماغ، عندها يسمحُ العقل بترجمة جينات الإيجابية إلى صفات شكليّة تتحلّى بها الروح وينعَم بها الجسد، فيتعافى مِنْ التوتربرحيل السلبيّة الكامنة في الأعماق والتي عادةً ما تصنع بمكوثها هذا تمثال باهت.

تغيير أجسادنا مرتبط بتغيرأفكارنا ومشاعرنا السلبيّة المختزلة في العقل الباطنيّ، والتخلص مِنْ حفظ المشاعر السلبيّة المسؤولة عن شحن أجسادنا بالطاقة السلبية المستمدة مِنْ محيطنا الخارجيّ بشكل عام ومِنْ عمقنا الداخليّ بشكل خاص, والسماح برحيلها؛ يجعل للطاقةِ الإيجابيةِ النفوذ الأقوى, فيتحسن العقل, ثمّ يعطي أوامره للجسد بالتعافي التدريجيّ, والاستمرار بالنضج العاطفيّ والنفسيّ، والأساليب المستخدمة في حلّ المشكلات ماهي إلا محفزات لرحيل القرارات السلبيّة، فيخيِّم السلام الداخليّ، ونتجاوز التأثيرات والعقبات التي تقف في طريق الإنجاز، وإِنَّ التمسك بسذاجة بالمشاعر السلبيّة هو العامل الرئيس الأول الذي يحجب أبصارنا عن عامود التوازن داخلنا، وبالإدراك الروحانيّ وقوة الوعي نصل إلى مكامن القوة داخلنا، فنطوِّعها مِنْ شكلها الخام لتحقيق أهدافنا، فالشعور بالنقص الداخليّ، يحتاج إلى تكديس كمية كبيرة مِنْ السلطة والمال والبهرجة؛ ليتم تعويضه.

فعند السماح برحيل كل تلك المنغِّصات، سوف نشعر بتحول داخليّ مستمر بالإمتنان، والرضا، والثقة بالنفس، والقوة والحصانة، وكل تلك النقاط الإيجابية ستجتمع مع بعضها البعض لترسم لنا سراطًا متينًا, ترتكز عليه مناطق السكون الداخليّ، فيقوى البناء الإنسانيّ, وتظهر على الذات الإنسانيّة سعادةً، وفرحًا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :