facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عاملان أساسيان


د. أحمد يعقوب المجدوبة
27-02-2021 11:41 PM

معركتنا مع جائحة كورونا معركة حاسمة، ولا بد من أن نكسبها عاجلاً وليس آجلاً.

خسارة المعركة، لا قدّر الله، ستكون كارثية على حياة الأفراد وعلى معيشتهم.

أما كَسْبُها فسيعود بمنافع جمّة على مجتمعنا: صحياً وتربوياً واقتصادياً واجتماعياً؛ وأبعاد كثيرة أخرى.

ولكي يتعافى مجتمعنا من هذا الوباء الشرس، لا بد لنا من تحقيق نتائج سريعة على بعدين على الأقل.

البعد الأول، ويتمثل في التطعيم.

لا بد للجهات المعنية من التسريع من وتيرة حملة التطعيم لشمول كل من يجب شمولهم وبسرعة قياسية، ذلك أن تطعيم أكبر عدد ممكن من الشرائح العمرية الواجب إعطاؤها اللقاح سيقلل من نسبة تعرّضهم للعدوى وسُيقلل من نسب نقل العدوى للآخرين.

والحق يُقال إن حملات التطعيم تسير على خير ما يرام من حيث الإجراءات، ومعظم ما نسمع من الناس إشادة وتجارب إيجابية.

وقد كان لي شخصياً تجربة بأخذ اللقاح أخيراً، فوجدت الإجراءات على درجة عالية من الكفاءة والسرعة والتنظيم؛ وهذا أمر يُثلج الصدر ويُدلل على أننا على قدر المسؤولية.

بيد أن المطلوب حتى يتحقق المرجو هو التسريع في إحضار كميات كافية من اللقاح وإعطاؤه للفئات المستهدفة دون تأخير.

وعلى المسؤولين الدفع بهذا الاتجاه، ووضع خطة تنفيذية محكومة بمدد زمنية طموحة وصارمة.

أما البعد الثاني، فيتعلق بإجراءات الوقاية المصاحبة التي يجب التزام الجميع بها، وعلى رأسها الكمامة أولاً، والتباعد ثانياً، وتجنّب التجمعات الكبيرة بأنواعها ثالثاً.

والواضح وضوح الشمس، أن البعدين يجب أن يُطبّقا معاً، بالتّزامن والتّوازي.

فأخذ المطعوم لا يغني في المراحل الحالية عن الإجراءات الصحية المذكورة للتو؛ وعلى الجميع الالتزام بالإجراءات المفروضة من الدولة.

والمراقب للمشهد العالمي يجد أن الدول التي نجحت في احتواء الوباء من ناحية وحماية اقتصاداتها ومعيشة الأفراد من ناحية أخرى، هي الدول التي التزمت شعوبها بالتعليمات الصحية المفروضة عليها.

القضية هي، بالدرجة الأولى، قضية وعي وثقافة وتربية. والدول التي استثمرت في التربية، من قبل الأسرة والمدرسة والجامعة والمؤسسات الاجتماعية، هي التي نجت من الوباء.

دائما نقول إن التربية هي الأساس، وإن الالتزام والانضباط هما أهم عاملين في تقدّم الأمم وتحضّرها. ولعلّ أحد أهم نقاط ضعفنا يكمن في إهمالنا الالتزام والانضباط في مؤسساتنا التربوية وفي المجتمع عموماً.

وها نحن، مع الأسف، ندفع ثمناً غالياً لهذا الإهمال وهذا التقصير.

مُحاربة فيروس كورونا هو أمر سهل وصعب في ذات الوقت.

سهل إذا التزمنا بالإجراءات الصحية التزاماً تاماً؛ وصعب إذا لم نلتزم، واستخففنا بالأمر، كما نستخف بأمور كثيرة تؤرقنا وتشدنا للخلف، ومنها قيادة المركبات بتهور، وإلحاق الأذى بالبيئة التي نعيش فيها، وعدم الالتزام بالتعليمات التي تحكم سلوكنا في المجتمع، وبالعادات الغذائية السليمة، وإتقان ما نقوم به من مهام، وغيرها.

قاربا النجاة بالنسبة لنا الآن هما إعطاء اللقاح لكل من يحتاجه دون تأخير، والتزام الناس بالقواعد الصحية التزاماً صارماً.

نأمل أن نرى نقلة على هذين البُعدين، لأن الأمر جدّ مهم، وجدّ خطير.

(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :