ما يطمئنني ان اكتب هذا المقال هو ان الدحرجة التي تحدث عنها وزير اعلام الحكومة انما هي في سياق المجاز اللغوي؛ و إلّا لخفتُ أن أسأل عن الدحرجة... ولطالما تحمسنا جميعا طوال عقد ونصف بأن نرى دحرجة لرؤوس فاسدين أكثر من حماس وزير الاعلام برغبته ب(هندسة الاعلام)، ومع تقديري لشخصه وتخصصه وعمله وربما حبه للمجاز اللغوي إلا ان من الضروري تذكير الحكومة بأن وزيرها قد يكون اول وزير اعلام - بعد الصحّاف إبّان حرب الخليج - يمارس رغبته اللغوية والبلاغية - التي لن اناقش جودتها هنا - بأن يستخدم المجاز في شرح بلاغات اوامر الدفاع او واقعة تسريب كتب رسمية، كما واذكر الحكومة بأننا لا ننتظر منها بلاغة لغوية ومجازا مرسلا واستعراضا قوامه (الأنا) للرئيس ووزراءه... فهذا الترف لا مكان له في هذا الوقت؛ و لا يستقيمُ قانونا - في دولة القانون والمؤسسات - أن يكون تصريح الوزير في ايجاز صحفي مجازا حربيا كالذي يرد في روايات تغريبة بني هلال وحروب داحس والغبراء..

هذه الحكومة التي لم تدرك بعد انها سلطة تنفيذية وان من يدحرج الرؤوس بعد الله هو القضاء وليس حكومة قانون دفاع وبائي لم تتمكن حتى الان من توفير لقاح 1%؜ من الشعب.

قوموا بعملكم فقط ارجوكم، فالأمر ليس على ما يرام.