facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




5 ايام حاسمة في التاريخ الاردني الحديث


اللواء المتقاعد مروان العمد
09-04-2021 05:29 PM

ما بين انتهاء المؤية الاولى من تاريخ الدولة الاردنية ودخولها المؤية الثانية وقعت احداثاً غير عادية ولم يسبق وان حصلت من قبل، اشعلت الساحة الاردنية والعالمية واثارت قلق الاردنيين جميعاً وكانت هذه الايام تمتد من يوم السبت الموافق الثالث من شهر نيسان الى السابع منه وانتهت على افضل ما يمكن ان تنتهي اليه برسالة المصارحة والمكاشفة التي ارسلها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين لشعبه الأردني الابي والتي كانت ايضاً رسالة اطمئنان وامل في المستقبل.

وقد كانت البداية ببيان صدر من القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية والاجهزة الامنية اعلن فيه اللواء الركن يوسف الحنيطي / رئيس هيئة الاركان، عن اعتقال عدد من الاشخاص منهم الشريف حسن بن زيد وباسم عوض الله وبعض الاشخاص الآخرين.

وفي هذا البيان قال رئيس هيئة الاركان انه تم تبليغ سمو الامير حمزة بالتوقف عن تحركات ونشاطات من شأنها التعرض لامن الاردن واستقراره. الشعب الاردني اخذ يبحث عن اية معلومات وتفصيلات تشفي غليله وتطمئنه، الا انه كان عليه ان ينتظر لمساء اليوم التالي الموافق الرابع من هذا الشهر حيث القى معالي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية ايمن الصفدي، بيان الحكومة حول الاحداث والذي كان صاعقاً في محتواه والذي تحدث عن مؤامرة من اطراف داخلية وخارجية تستهدف زعزعة امن الاردن واستقراره وان جلالة الملك المعظم ارتأى ان تتم معالجة امر سمو الأمير حمزة ضمن اطار الاسرة الهاشمية.

وقد زاد هذا البيان من قلق الاردنيين ورغبتهم بمعرفة التفاصيل بالرغم ان القضية كلها لا زالت تحت المتابعة والتحقيق وانه لا يمكن الاعلان عنها الا بعد استكمال حلقاتها. وخاصة ان احد اطرافها هو امير هاشمي هو من ابناء جلالة الملك الباني الحسين بن طلال عليه رحمة الله ، شقيق جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ادام الله في عمره، والذي قام بنفس اليوم بتكليف عمه سمو الامير الحسن بن طلال بمهمة الاتصال مع سمو الامير حمزة وحل الامر معه في اطار الاسرة الهاشمية.

وقد استغل هذا الوضع جماعة معارضات الخارج واخذوا بنشر اكاذيبهم في فيديوهاتهم والتي تلقفها اعوانهم من الداخل الذين يدّعون انهم يمثلون المعارضة الاردنية الشريفة في حين انها منهم براء، واخذوا في نشر وترويج ما تضمنته بين المواطنين الاردنيين الذين كانوا متعطشين لسماع اية معلومة عما يجري.

الا ان الشعب الاردني ورغم القلق الذي كان يعيش فيه، فقد اظهر بأغلبيته تمسكه بالاسرة الهاشمية وبجلالة الملك المعظم مع حبهم وتقديرهم لسمو الامير حمزة. الا ان البعض وجدوا في هذه الحادثة فرصة لهم لاحداث فتنة في البلاد من خلال محاولة شق وحدة الشعب الاردني حول هذا الموضوع.

وبتاريخ الخامس من هذا الشهر اصدر الديوان الملكي العامر بياناً اعلن فيه عن نجاح مسعى سمو الامير الحسن باحتواء الموقف من خلال اجتماع عُقد في منزله حضره سمو الامير حمزة واصحاب السمو الأمراء هاشم بن الحسين وطلال بن محمد وغازي بن محمد وراشد بن الحسن، واسفر الاجتماع عن اصدار سمو الامير حمزة رسالة اكد فيها انه سيبقى على عهد الآباء والاجداد ، وفياً لارثهم، سائراً على دربهم، مخلصاً لمسيرتهم ورسالتهم ولجلالة الملك وملتزاماً بدستور المملكة الاردنية الهاشمية، وان تبقى مصالح الوطن فوق كل إعتبار. وانه يقف مع الجميع خلف جلالة الملك في جهوده لحماية الاردن ومصالحه الوطنية وتحقيق الافضل للشعب الاردني.

روع الشعب الاردني هدأ، عندما جاءت رسالة جلالة الملك المعظم لتوضح الصورة وتضع اليد على الجرح ومعها بلسم الشفاء وليزف الينا البشرى بأن الفتنة وئدت، وان اردننا الأبي آمن ومستقر وسيبقى بإذن الله عز وجل آمناً مستقراً، محصناً بعزيمة الاردنيين، متعاونين متماسكين، بتفاني جيشنا العربي الباسل واجهزتنا الامنية الساهرة على امن الوطن.

وتابع جلالته في رسالته ليقول ( لم يكن تحدي الايام الماضية هو الاصعب والاخطر على استقرار وطننا ولكنه ، كان لي الاكثر ايلاما ) ومن المؤكد ان سبب الم جلالته واضح وذلك وكما قال ( لأن ظروف الفتنة كانت من داخل بيتنا الواحد وخارجه ) وفِي هذا تأكيد على وجود الفتنة وان لها امتدادات خارجية ، وامتدادات داخلية وصلت لاسرته الهاشمية . وليتابع جلالته قوله ( لا شيء يقترب مما شعرت به من صدمة والم وغضب كأخ وكقائد لهذا الشعب العزيز )

ثم يقول جلالته ( مسؤوليتي الاولى خدمة الاردن وحماية اهله ودستوره ومواطنيه ، لا شيئ ولا احد يتقدم على امن الاردن واستقراره، وكان لابد من اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأدية هذه الامانة )وجلالته بقوله هذا يقول ان امن الاردن مقدم على اي شخص او اي شيئ مهما كان.

ثم يضرب جلالة الملك اروع الامثلة بالعفو واتاحة الفرص لمن يرتكب الخطأ بقوله ( وكان ارثنا الهاشمي وقيمنا الاردنية الإطار الذي اخترت ان اتعامل به مع الموضوع مستلهماً قوله عز وجل والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس . وقررت التعامل مع موضوع الامير حمزة في إطار الاسرة الهاشمية و اوكلت هذا المسار الى عمي صاحب السمو الملكي الامير الحسن بن طلال ، التزم حمزة أمام الاسرة ان يسير على نهج الآباء والأجداد ، وان يكون مخلصاً لرسالتهم ، وان يضع مصلحة الأردن ودستوره وقوانينه فوق أي اعتبارات اخرى ) هذه الفقرة تبين ان سمو الامير وفي لحظة ما قد حاد عن النهج، الا انه وفِي اطار العائلة الهاشمية قد عاد الى مكانه الطبيعي وسط هذه الاسرة والى جوار شقيقه جلالة الملك المعظم والذي قال ( حمزة اليوم مع عائلته في قصره و برعايتي ) وهذه هي اخلاق الهاشميين.

وليتابع جلالته القول ( فيما يتعلق بالجوانب الاخرى فهي قيد التحقيق وفقاً للقانون ، الى حين استكماله ليتم التعامل مع نتائجه في سياق مؤسسات دولتنا الراسخة بما يضمن العدل والشفافية ) وجلالته هنا ترك الباب مفتوحاً لمعالجة قضية الموقوفين بطريقة مناسبة ومن خلال مؤسسات الدولة الراسخة وبكل شفافية دون الاشارة الى القضاء . وليؤكد جلالته في نهاية رسالته بأن خطواتنا القادمة ستكون محكومة بالمعيار الذي يحكم كل قراراتنا : مصلحة الوطن ومصلحة شعبنا الوفي . واشار جلالته الى المشاكل التي تواجهنا ومنها الازمة الاقتصادية و وباء كورونا وقال ( ندرك ثقل الصعوبات التي يواجهها مواطنونا . ونواجه هذه التحديات وغيرها كما فعلنا دائماً متحدين ، يدا واحدة في الأسرة الهاشمية ، لننهض بوطننا ، وندخل مئوية دولتنا الثانية ، متماسكين ، متراصين ، نبني المستقبل الذي يستحقه وطننا . وسيبقى الأردن ، بهمة النشامى وعزيمتهم وإخلاصهم ، شامخاً ، كبيراً بقيمه و بإرادته وبمبادئه ، نبراسنا الحزم في الدفاع عن الوطن ، والوحدة في مواجهة الشدائد ، والعدل والرحمة والتراحم في كل ما نفعله . حفظ الله أردننا الأبيّ وحماكم ويسّر لنا جميعاً الخير والسداد . والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته )

وكان ذلك افضل ختام لرسالة جلالته حفظه الله واطال في عمره وحفظ الله الاسرة الملكية الهاشمية متحابة ومتحدة على قلب رجل واحد. والتي اوضح بها ما حصل ورسم لنا طريق المستقبل . وحفظ الله الشعب الاردني سالماً امناً معافى و ملتفاً حول قيادته من اجل السير في مؤية الاردن الثانية نحو مستقبل مشرق تسود في العدالة والاستقامه ويختفي فيه الفساد والواسطة والمحسوبية ، وتسود فيه حياة ديمقراطية حقيقية وقد وضع قانون احزاب وقانون انتخاب يحقق هذه الغاية وحسب توجيهات جلالته في اكثر من مناسبة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :