facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كيف تؤلف كتابا ً في أسبوع واحد !؟


رنا شاور
12-05-2010 04:56 AM

من اعتاد زيارة المكتبات سيتيه بين أكوام المعروضات، ولا مجال لتقييم هذه المنشورات التي تبحث عن قارئ مفترض أو التمييز بين كتابها إلا بقراءة المضمون الذي تحويه. ومن عادتي التي درجت عليها أن أتناول من الرفوف كتبا بشكل عشوائي ، سواء تلك التي طرحها كتاب عرب أو كتب عالمية مترجمة إلى اللغة العربية.

بعد تجربة لا أنكرها من القراءات الكثيرة ، خاصة منها الروايات، حملت في نفسي عدة قناعات: أولها أنك كقارئ عليك أن لا ترهق نفسك أبداً في قراءة كتاب يطردك من صفحته الأولى: الفكر والموضوع والرؤية عنوان تستشفه من الصفحات الأولى ، وإذا كانت البدايات مجرد رغوة فلا تتوقع أن تجد هناك سوى الفقاعات.

قناعتي الثانية أن لا يبهرك الغلاف البراق أو العنوان الفاقع لأن من اعتقد أنه بامتلاكه ورقة وقلماً قد أصبح كاتبا ً وألم بالثقافة الصحافية فهو على خطأ، إنها الفهلوة التي تدفع لخربشة صفحات علينا أن نصدق أنها نتاج جهد مضن ٍ وأن عملا غير عاديّ لمّ هذه البعثرة بين دفتي كتاب.

أما الكتب المترجمة إلى العربية، وهذه قناعة ثالثة، فإن معظمها سيفقد نصف بريقه إن لم يكن أكثر، وستمتلئ بالأخطاء الاملائية الفاضحة حينا وبالترجمة الركيكة التي تبتعد عن المعنى ، حينا ً آخر. مع عدم انكار وجود ترجمات ممتازة ومهنية لكتب كثيرة يزخر فيها الأداء الفائق ويتجلى الجهد المبهر. قناعتي الرابعة وليست الأخيرة أن بعض من يكتب لا يقرأ أكثر من حظه اليومي في صفحة الأبراج!.

القارئ هو الذي يصنع الكاتب فوق جهده، ولا تنفع الشطارة والفهلوة في صنع اسم يثق به الناس، ومهما طفت أسماء على السطح فإن القارئ العادي وحده القادر على انتشالها للقمة أو إغراقها من حيث أتت، فلا الناقد المجامل ولا التوفر على التمويل سيفرضا علينا كاتبا ً بلا فكر نابض أو أسلوب أدبي أو عمق فكري.

التجربة الناضجة هي التي تصنع كاتبا ً متمكنا ً وروائيا ً مبدعا وهو مايحيلنا إلى ماقاله الأديب العالمي غابرييل غارسيا ماركيز الذي عرف عنه التأني الشديد قبل كتابة ونشر رواياته فقد روى أن شاباً في الثالثة والعشرين: "جاء الى بيتي في مدينة مكسيكو ، كان قد نشر روايته الأولى قبل ستة شهور، وكان يشعر بالنصر في تلك الليلة لأنه سلم لتوه مخطوط روايته الثانية إلى ناشر! . أبديت له حيرتي لتسرعه وهو لا يزال في بداية الطريق ، فرد علي باستهتار ما زلت أرغب في تذكره على أنه استهتار لا إرادي: أنت ياسيدي عليك أن تفكر كثيراً قبل أن تكتب لأن العالم بأسره ينتظر ما ستكتبه ، أما أنا فأستطيع أن أكتب بسرعة ، لأن قلة من الناس يقرؤونني. يقول ماركيز : عندئذ فهمت ..فذلك الشاب قرر سلفاً أن يكون كاتباً رديئاً".

وكهذا الشاب نجد دائما ً من فوق رفوف المكتبات من لا زال يحاول إقناعنا بانتظار انتاجه القادم.
الراي.





  • 1 12-05-2010 | 06:41 AM

    كل اشلكر للكاتب

  • 2 صفوان القضاه 12-05-2010 | 08:44 AM

    استاذه رنا ابدعتي و صدقتي

  • 3 ال خطاب 12-05-2010 | 05:16 PM

    جميل ما قراته جميل شكرا لكي

  • 4 نضال زعيتر 12-05-2010 | 06:44 PM

    أبدعت يا أستاذة في مقالك المعبر عن أزمة العصر والفكر ودور القارىء في الغربلة والتنخيل، ورفض العبث والدخيل، وترسيخ الجميل والأصيل.
    لدي رواية يا أستاذتنا الفاضلة ويشرفني أن أسمع رأيك فيها! فهلا تكرمت عمون أو أنت وأخبرتينا كيف يمكن أن نتواصل.
    ولك تحية أخوية صادقة ..

  • 5 13-05-2010 | 06:02 AM

    قلمك .. ما شاء الله


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :