facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إصابة عمل للساخرين


يوسف غيشان
03-05-2021 12:11 AM

قبل ما يزيد عن الأربعين عاما قرأنا في الجامعة مثالا فلسفيا حول نسبية الحقيقة والنظرة الجزئية للأشياء، كان المثال يدور حول فيل موجود في صندوق كبير، وثمة ثقوب في الصندوق، حيث يطلب من أشخاص لم يروا الفيل قط في حياتهم، أن ينظر كل واحد منهم من خلال أحد الثقوب، ويصف الفيل.

لا أذكر المثال بالضبط، لكن الذي نظر الى الثقب المواجه لذيل الفيل، قال-مثلا-بأن الفيل هو شيء يشبه السوط، وفي نهايته ذؤابة من الشعر.

الرجل الذي نظر الى الفيل من الثقب المقابل للخرطوم، قال عن الفيل، بأنه شيء أسطواني عملاق يتلوى الى الأعلى والأسفل، كما وصفه من رأى قدم الفيل بطريقة مختلفة تماما عمن رأى كرشه، فصارت الحقيقة الواحدة عدة حقائق، حسب موقع الراصد من الحدث.

بطريقة أو بأخرى، ذكرني هذا الفيل في الكرتونة بمجالس نواب – ربما يكون مجلس النواب السويسري-، حيث تستطيع أن تجد فيه ما تريد حسبما تريد، وحسب موقعك .

إذا كنت نغشا-مثل حكايتي-ستجد الكثير من الفكاهات والنقاشات، لا بل هو قمة في الكوميديا والسخرية، لدرجة أننا نفكر – نحن الساخرين-بالتقاعد واعتبار مجلس النواب السويسري بمثابة إصابة عمل جماعية لنا جميعا.

أما إذا كنت نحويا نكدا، فتجد في المجلس أداة للتآمر على اللغة وآدابها وعلومها مجتمعة، إذ لن تصدق أن الكثير من النواب لا يفرقون بين حروف الجر في اللغة السويسرية وبين حزوز البطيخ، وستعتقد أن هناك مؤامرة ما تحاك على مرمى الكاميرا.

وإذا كنت تعاني من الأرق، فستجد أن سماع كلمات الكثير من النواب – السويسريين-هو أفضل وأروع منوم شبه مجاني وبدون وصفة طبية، ودون أن تتعرض لك شرطة مكافحة المخدرات.

إذا كنت سياسيا ستجد نموذجا للسياسة العشوائية.

وإذا كنت اقتصاديا فسوف يعيدونك الى صفوف الحساب الابتدائية.

وإذا كنت مفكرا. فلن تجد شيئا.

أما اذا فتحوا الكرتونة لتراه بدون ثقوب فلن تجد أمامك سوى مجلس الليوجيرقا.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :