facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




استقلال عشريني شرق الاردن .. بدء استقلال أمة عربية


أمل محي الدين الكردي
20-05-2021 09:23 AM

للأمم في تاريخها حوادث معدودة وأيام مشهودة يذكرها الآباء ويرددها الأبناء على توالي الحقب.

ولكن هذا التاريخ في عمر الدولة الاردنية لا ينسى وهو استقلال الدولة الاردنية الذي بدأت مراسمه في العشرينات بجهود المغفور له الملك عبد الله الاول.

وفي هذه الايام المباركة ونحن نستقبل عيد الاستقلال وهو من الأيام الغر المبرورة المشكورة في تاريخ أمتنا ، شهد فيه نخبة من أخلص أبنائها هؤلاء اللذين أقسموا لها يمين الولاء وكانوا نعم الأوفياء نتيجة ما وصل اليه همة رجل عاقل يعمل بهدي ورؤية ، رجل اراد مطلباً سامياً صعباً تسلح بالفكر والعقل بما يتسلح به عقلاء الرجال في هذه الاحوال فوقفنا عند هذه اللحظات المباركة وكانت البداية اليوم المشرق بنور الاستقلال المملوء بكبر الآمال والتطلعات فكانت البشرى بأكليل الغار .

في صباح 25 ايار عام 1923م خرج سمو الامير عبد الله بن الحسين طيب الله ثراه القائد يرتدي زيه العربي وعلى صدره تتلألأ الأوسمه الهاشمية ويحيط به هبأة رجال حكومة الشرق وكان منهم ممظهر باشا ارسلان رئيس المستشارين والجنرال كلايتن المندوب السامي واستعرض جلالته فصائل من جيش حكومة الشرق كانت صغيرة ولكن صنعت آمال كبيرة ونمت مع الأيام وكانت من دعائم البنيان الذي نحتفل بهذا الفخر بهذه الأيام. وبعد أن تم العرض أمر سموه محمد بك الانسي رئيس ديوانه الخاص بتلاوة النطق الاميري في ذلك اليوم الذي أخذه فقبله وتلاه بصوت جهوري ولغة فصيحة وقال : أيها الشعب الكريم الحمد لله والصلاة على سيدنا رسول الله وبعد فان الله سبحانه وتعالى قد بعث محمد والعرب منكموشون في جاهليهم المظلمة وموضعون في حروبهم الداخلية والطوائل والاحقاد مستحكمة في افئدتهم فوحد كلمتهم والف بين قلوبهم وجمع بين اهوائهم وقادهم الى ما فيه طريق رشادهم واخرجهم من الظلال الى الهدى وملكهم الدنيا وهم آبون كارهون .ورب قوم يقادون الى الجنة بالسلاسل وتركهم على خير ما ترك نبي أمته فجزاه الله عن العرب خيراً وصلى الله عليه وسلم ثم خلف من بعده الخلف الصالح وهم الخلفاء الراشدون فأتبعوا سنته وفتحوا الفتوح وأسسوا دعائم الدولة العربية وشادوا لهم من المدنية صرحاً فيه صلى الله وعليه وسلم وبهم رضي الله عنهم كان للعرب ما كان من المفاخر المدنية والمعنوية حتى اصبحوا مصابيح الوجود ونباريس الكائنات وكلكم تعلمون ماضي دولكم من آمويين وعباسيين واندلسيين وفاطميين كل ذلك كان بالاقتداء بتعاليمه صلى الله وعليه وسلم وبالاعتصام بالوحدة في الرأي والعمل وبالإتمار باوامر من كانت بيده مقاليد الامور وبنى عليه الامل .ثم شاءت الاقدار الصمدانية للحكمة الأزلية أن يقلب الدهر للعرب ظهر مجنة ويصحبهم بكوارثه ومحنه فأصابهم مثل ما أصاب غيرهم من الأمم وضرب التخاذل بينهم بجرأته وعمت التفرقة وانتتشرت الفوضى وتسلطت الأعاجم على أهم أمورهم ومراكز ادارتهم وشؤونهم فوقع على الدولة العباسية ما وقع واضاع العرب ما اكتسبوه بالانفس والنفائس وظلوا بعدها كما تعلمون الى ان اذن الله بالحرب العامة في أثناه انتباه الافكار العربية وسعيها لأعادة مجدها السابق وعزها الغابر فوقعت النهضة العربية المباركة على يد من اختاره الله سبحانه وتعالى قواماً لها وقائداً لأمورها فنادى الى الحق فايقظ الهاجد في عماه ونبه الغافل في كراه وخاض غمار الحرب العامة في أشد اوقاتها خطراً متكلاً على الله وعلى قومه والنصر من عند الله . هذا ما بدء به كتاب سمو الامير عبد الله في حينه وملكاً بعدها طيب الله ثراه وكانت المقدمة فقط هنا وفي نهاية الخطاب الذي لا يسعني الا ان انقل بعض النقاط المهمة من ختام خطابه والذي شكر به الحكومة البريطانية لما كان لها الدور في اعترافها باستقلال هذا القسم من المملكة العربية كما كان يسميها سموه في حينه ، وطلب من حكومته المباشره باعداد القانون الاساسي للمنطقه وتعديله الذي يوافق روح البلاد وطبيعتها وبيئتها وشكر كل من ساعده في هذه الخطة الحكيمة وللشعب المتمسك بحبال وطنيته الصادقة وامانيه الحقة وسير الحكيم والطاعة لاولي الامر والثقة باعمالهم المعقولة التي تكللت بالنجاح .

وكان لطول الخطاب معاني كثيرة تحمل معاني الاستقلال والروح العربية الاصيلة الي بدأها جلالة الملك عبد الله طيب الله ثراه والتي كانت رسالة استشهد بها من تعاليم ديننا الحنيف وتعليمات للحكومته ورجال الدولة ورسالة لشعبه الذي رسم في خطابه الخطوات المباركة التي ستسير عليها الدولة مستقبلاً . ولما انتهى خطاب جلالته القى فخامة المندوب السامي خطاب باللغة الانجليزية وهذا بعض نقاط من ترجمة الخطاب وكانت الاؤلى تقديم التهنئة من الملك جورج الخامس وحكومته لسمو الامير عبد الله واهالي شرق الاردن والى جميع العرب .اما الثانية الذي مجد فيها دور العرب تاريخياً وقال كان للعرب عصر مجيد اشتهر بالادب والفنون والعلوم ولانهم تقهقروا تحت اضطهاد دول دخيلة غير راقية ولكن الحرب منحتهم فرصة لتحرير انفسهم .

اما الثالثة فكانت ترجمتها الاستشهاد بانجال شريف مكة المكرمة والتي تكللت جهودهم ومهدت السبل للنهضة عربية واهميتها على العرب .

اما الرابعة وهي الاهم الاعتراف بشريف مكة ملكاً مستقلاً وعقد معاهدة مع الملك حسين وسيتم الاعلان عنها فيما بعد .

وقرأ نص الاعتراف والذي من ضمنه الاعتراف بحكومة مستقلة لشرق الاردن بموافقة جمعية الامم وان تكون حكومة شرق الاردن دستورية وختم خطابه وقال اني اذكر في هذا المقام عظيم تقديري لاسباب شخصية للصداقة الي استحكمت حلقتها بيني وبين سمو الامير ويسرني اني تمكنت بالفعل من توطيد التطورات الي جرت مؤخراً سواء ما يتعلق باستقلال شرق الاردن والتقدم الناشيء عن المعاهدة في الحجاز وتأمل في الحزم السياسي وروح التساهل وحسن تدبير الامر الادارية التي امتازت بها حكومة الامير ان تدوم طويلاً بعناية الله وتؤدي الى دوام خير ونجاح الاهالي الذين تحت سلطته .

هذا ما كان في عمان في الخامس والعشرين من ايار عام 1923م -ولكن لم تسعفني الكتابة بنقل الخطابين لضيق المساحة - ولكن للأستقلال ثمن دفعه رجال شرفاء من دمائهم وتضحيتهم حتى يصل الشرق العربي الى المملكة الاردنية الهاشمية اليوم الى ما نحن علية من ازدهار ونعم وآمان ما كان الا بفضل الهاشميين من الجد الى الاحفاد واليوم نستنعم هذا المستقبل الزاهر في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك عبد الله بن الحسين الثاني اطال الله في عمره وانعم على هذا البلد من نعمه .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :