facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في ذكرى استشهاده .. "يا مهدّبات الهدب غنّين على وصفي"


نضال البطاينة
28-11-2025 11:51 AM

لا ربطات عنق فاخرة ولا بدلات ثمينة، فالفوتيك وبدلات السفاري أبلغ من كل القصائد. يمثّل بطلّته هيبة وحنو الدولة، نادراً ما يبتسم، ملامح جدّية دائماً، لا يخرج عن النص ولا يتوارى عند الشدايد. كشرته أخذت من تجاعيد وجهه قِسطاً كبيراً، تقاسيم الرجولة في وجهه، كل ذلك يقول بأنه أردني كامل الدسم.

وصفي التل، علّمنا بأن السياسي ليس فقط من يجلس خلف المكتب ويتخذ القرارات؛ بل هو من يقف في قلب المعركة وعلى خط النار، ففي جدّيته وحزمه كان يدير مشاريعاً وطنية ما زالت شاهده حتى هذه اللحظة، يعرف أن هناك مقداراً لكلماته فيوزنها ويُعِدّها كلمة كلمة دون تكلف ولا جناس أو طباق، مثل عدد رصاصات مسدسه ولا يحيد عن الهدف أبداً، بالنسبة له الدقة مطلوبة والخطأ غير وارد، أو أن الخطأ في وقت الحسم خيانة عظمى تستدعي الحسم والحزم معاً.

يحقّ لنا أن نفخر بالأردنيين، بمن يشبهون صوان بلادنا، بالذين يعرفون الرشاد والعكوب والحميض والمزنرة والذين يميزون بين الجعدة والدنيدلة، ويعرفون سناسل وينابيع القرى مثلما يعرفون وجوه أمهاتهم، وكانت غاية السعادة لديهم جلسة على ضفاف نهر اليرموك أو على قمم جبال السلط وعجلون، هؤلاء هم الرجال الرجال الذين قال فيهم الشاعر "يعشقون الورد ولكن يعشقون الأرض أكثر".

وصفي ومثله الكثيرون هم قمح بلادنا ودحنونها، هم زيتون الكفارات وتين بيادر وادي السير "يطيب للناس فتألفه"، هم كقلعة الكرك شامخة مرتفعة وتحمل في طياتها الكثير من الأسرار ولكن لا تبوح بها عندما يشتد الكرب بل تبقى محافظة عليها كي لا تضر بمصلحة أهلها، هم من رووا عطش الأرض بدمائهم الزكيّة، لنصير على ما نحن عليه الآن، فلا شلل ولا طبطبة ولا تهاون عندما يتعلّق الأمر بالوطن، و يعملون بصمت دون ضجيج.

لروح وصفي ولمن سبقه ولحقه من شهدائنا الأبرار الرحمة والغفران، ونسأل الله أن يحفظ الأردن حراً هاشمياً قوياً وسياج الوطن عشائره وقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية".





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :