facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




البيروقراطية .. هل هي حقا شتيمة؟


سامر الطويل
18-06-2007 03:00 AM

تغيرت النظرة للبيروقراطية خلال السنوات الاخيرة فأصبحت كلمة »بيروقراطية« تستخدم للتعبير عن الترهل الاداري وتعقيد الاجراءات وبطئها, واصبحت صفة »بيروقراطي« تستخدم لوصف الشخص »غير الحضاري« الذي يعطل الاستثمار ويعيق برامج التطوير والتحديث والتنمية ويضر بمصالح الآخرين.الحقيقة هي ان البيروقراطية تعتبر احد العناوين الرئيسية للمؤسسية التي تمثل عنصرا اساسيا في عملية الاصلاح الحقيقي, والجهاز البيروقراطي هو الجهاز الراقي الذي بنى المؤسسات الوطنية ليس فقط في الاردن وانما في جميع الدول المتحضرة, وهذا الجهاز يندرج في اطار الطبقة المتوسطة التي تضم فئة المثقفين والمهنيين وتمثل خط الدفاع الاول عن الدولة ومكتسباتها, ومن الظلم والجحود ان يستخدم مصطلح »بيروقراطية« للتعبير عن التخلف والتأخر.

انا لا انكر ان الجهاز البيروقراطي الاردني قد تراجع خلال فترة التسعينات من القرن الماضي لأسباب عديدة اهمها ضعف الامكانيات وقلة الموارد المخصصة له في تلك الفترة نتيجة تطبيق سياسة شد الاحزمة, والصعوبات الفنية والمالية التي واجهها, حاله حال الكثير من المؤسسات الخاصة في الاردن وفي العالم بشكل عام, في مواكبة التطورات المتسارعة في استخدامات التكنولوجيا الحديثة التي افرزتها ثورة الاتصالات, هذا بالاضافة الى تزايد الاعباء الملقاة على عاتقه لتنفيذ كم كبير من الاصلاحات والبرامج التنموية وخلال فترة زمنية قياسية, الا ان هذا الجهاز تمكن من التغلب على معظم هذه الصعوبات خلال السنوات السبع الاخيرة حيث تمكن من مواكبة التطورات والتكيف مع المتغيرات واستعادة مكانته على الصعيد الاداري على الرغم من ضعف الامكانيات.

لقد اتيحت لي فرصة الخدمة في القطاعين العام والخاص والتعاطي مع موظفين في القطاعين وعلى مختلف المستويات الادارية, وللانصاف, لم اجد ان موظفي القطاع الخاص أكفأ من نظرائهم في الجهاز البيروقراطي او ان الانظمة المطبقة في الشركات تتميز بأي شكل من الاشكال عن تلك المطبقة في المؤسسات الحكومية, وهناك الكثير من الادلة المعروفة حول الشركات الخاصة المتعثرة والكثير من حالات الفساد المالي والاداري والواسطة والمحسوبية والجهوية في الكثير من المؤسسات الخاصة في الاردن وفي جميع دول العالم, وبشكل اسوأ مما هو موجود في القطاع العام في بعض الاحيان.

انا لا ادعي ان القطاع العام ليس بحاجة الى التطوير فأي نظام اداري يحتاج الى تحديث مستمر حتى يتمكن من مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية والتغيرات التي تطرأ في محيطه, ولكنني استطيع ان اجزم من خلال التجربة ان الجهاز البيروقراطي الاردني متقدم على نظرائه في الكثير من دول العالم ولا يقل كفاءة عن الاجهزة الادارية في معظم مؤسسات القطاع الخاص.

السؤال المطروح هو, لماذا اصبحنا نتهجم على الجهاز البيروقراطي ونقلل من اهمية الانجازات التي حققها عبر العقود الماضية على الرغم من قلة الموارد والامكانيات؟ بل لماذا كل هذا التغول على القطاع العام والتجني عليه بوصفه شعارا للترهل الاداري والتأخر؟ هل نفعل كل ذلك لندعي اننا اصلاحيون ام ان لبعضنا غايات ومصالح لا تتحقق الا من خلال تهميش القطاع العام واخراجه من الصورة لأنه, حسب وصفهم, »مترهل« يعيق مسيرة التحديث؟ ام ان هناك اسبابا اخرى لا نعرفها..؟







  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :