facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اذا كان الموت في سبيل الله .. فلا حزن ولا بكاء


د. محمد حيدر محيلان
22-05-2021 01:25 PM

انظر لموقف الخنساء بالجاهلية من الموت وفقد الاحبة وموقفها منه بعد الاسلام ..لقد فقدت الخنساء وهي تماضر بنت عمرو اخويها صخرا ومعاوية غدرا وظلما فجلست تبكيهما عمرا ودهرا وتقول الاشعار والمراثي الحزينة متأثرة بموتهم لا تهدأ لها نفس ولا تقر عينيها وظلت تحرض قبيلتها للثأر لهما.

ولكن تبدل الموقف لذات المرأة وذات الفقد... بالامس اخويها واليوم ابناءها الاربعة ..لماذا !؟

وقفت الخنساء الصحابية الجليلة تودع ابناءها وتحثهم على الشجاعة والاقدام وهم يتأهبون للرحيل مع الصحابي سعد بن ابي وقاص في معركة القادسية لمواجهة الفرس: وهي تقول:

"يا بَني ، إنكم أسلمتم وهاجرتم مختارين، والله الذي لا إله غيره إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم، ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم. وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين. واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية يقول الله تعالى :

: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [3:200].

فإذا أصبحتم غدًا إن شاء الله سالمين، فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين. وإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها واضطرمت لظى على سياقها وجللت نارًا على أوراقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة، فلما أصبحوا باكروا مراكزهم، وتقدموا واحد بعد واحد ذاكرين وصية العجوز.

وما زالوا حتى استشهدوا جميعاً في حرب القادسية. وبلغها الخبر"رضي الله عنها" مع الجيش العائد محملاً بالظفر، فقالت:
: "الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته. قالتها ولم تزد عليها. وعند هذا المشهد يحار
المحلل لشخصية النائحة والجريحة النفس والثائرة الهمة، الخنساء القائلة بالامس :

ولولا كثرة الباكين حولي على اخوانهم لقتلت نفسي !!

، بماذا يفسر هذا الصمت اليوم ؟ أهو صبر أم تصبر!؟ اهو حلم ام تحلم؟! ام هو جَلَد ام تجلد!؟

الأم المصابة والثكلى في بنيها الأربع.وهي الشاعرة البليغة صاحبة البيان والقصائد الحسان فمالها لم تطلق لشعرها العنان !؟

.. انها الخنساء التي وقفت بسوق عكاظ ذات امسية فبهت الحضور لبلاغة شعرها وقوة الفاظها ومعانيها، حتى قال عنها الشاعر النَّابغة الذّبياني وكان رئيس محكمين الجلسة الشعرية :

” لولا هذا الأعمى، ويقصُد به {الأعشَى}، لقُلتُ أنّكِ أشْعَر الجِنِّ والإنْس”.

ولكنها اليوم المسلمة الصحابية الصابرة المحتسبة فقدان ابنائها واستشهادهم عند ربها ...هي من بالأمس ابيضت عيناها من البكاء والحزن والتفجع والاسى على اخويها صخرا ومعاوية، ورثتهما باشعار مدوية وصارخة وحزينة، لا تفتر لها نار ولا تسكن لها عين ولا يبرد لها جوف ... فما بالها اليوم لا تنبس ببنت شفة !؟.

انه الاسلام وقوة الايمان، وصحبة الرسول عليه السلام..، ابرد نار حزنها وألجم لسانها ...وهي من كانَ رسُول الله يَستَنْشِدهَا ويُعجَبُ كثيراً بأشعَارِها؛ إذ كانت تُنشِدُ الأشعار، وهو يقول لها: (هِيه يا خَنسَاء)..فتسترسل بالشعر والقصيد المجيد...

هي ذاتها من تحتسب موت ابنائها الاربعة عند ربها، منتظرة ان تلحق وتجتمع بهم وهي تقول:

حلفت بالبيت وزواره ....إذ يعملون العيس نحو الجمار

لا أجزع الدهر على هالك.بعدك ما جنت هوادي العشار..

ها هي تزدرد حزنها بصمت المسلمات الصابرات المؤمنات الذاكرات ، المستقبلات الفاجعة وثكل الأبناء واستشهادهم بلا حول ولا قوة الا بالله و بإنا لله وانا اليه راجعون، محتسبة ذلك عند الله.

هذا هو التأثر بالإسلام وهذا هو الايمان الحقيقي... ذات المراة وذات الحزن ولكن اختلاف الدارين ..دار الشرك ودار الاسلام ... تباين معهما الموقف وردة الفعل.. وشتان بين موت المسلم وموت الكافر!؟

وأنا اشاهد ذات الموقف على شاشات التلفاز من الخنساوات الفلسطينيات القدسيات والخليليات والغزيات ....الصابرات المحتسبات وهن يحملن اشلاء ابنائهن بجلد وقوة وفخار... يزفن الشهيد تلو الشهيد الابن والاخ والزوج.. يزغردن ويبتهلن لله ثابتات مؤمنات،. ايقنت ان هؤلاء النسوة الخنساوات سيلدن صلاح الدين وطارق بن زياد وسعد بن ابي وقاص وخالد بن الوليد ...واطمأن قلبي وهدأت نفسي ...

عندما رأيت فعلهم وصنيعهم في وجه عدوهم ..صرت انتظر غدهم الواعد...بدون قلق او خوف ...وكنت اضن ان جيل( 5G والتوك توك والفيس بوك) جيلا ضائعا وطائشا وغير مسؤول ..حتى تاكدت وتيقنت اننا نحن الجيل الضائع وغير المسؤول...

ان هذه القوة والهمة والمعنويات العالية، المجبولة بروح التجلد والصبر والايمان، تبعث على الاطمئنان إلى نهايتهم المشرقة في الدنيا، ومنزلتهم العظيمة في الاخرة، لمن يستشهد منهم ويرتقي الى جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر .

طوبى لمن التحق في مواكب الشرف والعز والكرامة والشهادة... .دفاعا عن معتقده وحرماته ومقدساته واوطانه.والفخر والاعتزاز بكل من يثبت وينزرع في بيته حائلا دون نهبه او سلبه او استيطانه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :