facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إنقلاب الإعلام الغربي على إسرائيل


داود عمر داود
27-05-2021 07:30 PM

تماشياً مع إنقلاب المزاج السياسي في الغرب على إسرائيل، وخاصة في الولايات المتحدة وبريطانيا، فقد شهد البلدان أيضاً إنقلاباً إعلامياً ضدها. وقد لوحظ في الأونة الأخيرة تصاعد هذه الحملة الإعلامية المناهضة للكيان الصهيوني، خلال هجمة المستوطنين الشرسة ضد المسجد الأقصى المبارك، وضد حي الشيخ جراح. وما تبعها من عدوان إسرائيلي سافر ضد قطاع غزة، أسفر عن تدمير البنية التحتية واستشهاد عدد كبير من المدنيين، من بينهم أطفال ونساء.

الغارديان تعتذر عن تأييد وعد بلفور عام 1917
وقد لحقت وسائل الإعلام البريطانية بنظيرتها الأمريكية في مهاجمة إسرائيل والتحريض عليها. وهذا التحول بدأ قبل العدوان على غزة. فبالاضافة إلى اتخاذ الجريدة الانجليزية العريقة (الغارديان) موقفاً ضد إسرائيل، فقد اعتذرت أيضاً عن وقوفها مع وعد بلفور، لدى صدوره قبل أكثر من مئة عام، والذي ترتب عليه زرع دولة إسرائيل في فلسطين. وقد اعتبرت الصحيفة ذلك الموقف من أفدح الأخطاء التي ارتكبتها في تاريخها الممتد لمئتي عام. ويمكن تخيل أهمية موقف (الغارديان) هذا إذا أخذنا في الإعتبار أنها جريدة رصينة تمثل النخبة الحاكمة في بريطانيا، مما يعني أن موقفها الجديد هو موقف سياسي بإمتياز، وليس موقفاً أخلاقياً.

هيئة الإذاعة البريطانية: خط تحرير معادي لإسرائيل
كما نجد أن شبكة BBC، هيئة الإذاعة البريطانية الحكومية، قد اتخذت من جانبها خطاً تحريراً ضد إسرائيل، وأخذت تنشر مواداً صحفية تحرض عليها. فمن مقال نشره موقع BBC بتاريخ 22/5/2021 بعنوان (تحول مزلزل في سياسات الحزب الديمقراطي الامريكي تجاه القضية الفلسطينية)، الى مقال تحريضي آخر نشره يوم 24/5/2021 متسائلاً (ما هو حجم المساعدات الأمريكية إلى إسرائيل؟). وبما أن BBC هي مؤسسة إعلامية رسمية فلا بد أن ندرك أنها تمثل وجهة نظر الحكومة البريطانية.

جريدة نيويورك تايمز
وعلى الضفة الاخرى من المحيط، نجد جريدة نيويورك تايمز تنشر يوم 26/5/2021 في تغطية نادرة، صور وأسماء وقصص الأطفال الفلسطينيين الذين قتلتهم آلة الحرب الصهيونية في عدوانها الأخير على غزة، الذين بلغ عددهم 66 طفلاً. وقد أفردت الصحيفة لذلك مساحة كبيرة على خلفية سوداء حداداً عليهم، في هذه التغطية الفريدة من نوعها التي حملت عنوان (كانوا مجرد أطفال).

إنقلاب عام ضد إسرائيل شمل يهود أمريكا
هذة التغطيات الصحفية والاعلامية هي جزء يسير من إنقلاب عام في مواقف الصحافة الغربية ووسائل الإعلام ضد الكيان الصهيوني. يضاف إلى ذلك المواقف الشعبية، التي عكستها المظاهرات الضخمة التي جابت مدن أوروبا وأمريكا، ضد العدوان على غزة. وكذلك مواقف أصحاب الرأي والمشاهير والفنانيين والسياسيين في مواقع التواصل الاجتماعي، والعدد الكبير من الفيديوهات التي تغني لفلسطين، بلغات مختلفة، ومواقف أعضاء البرلمانات والمجالس المنتخبة في عموم أوروبا وامريكا. حيث كان من بين أبرز الفيديوهات لذلك الشاب الامريكي اليهودي الذي شرح فيه كيف تحول هو وأبناء جيله، من اليهود، من تأييد إسرائيل الى الوقوف مع الشعب الفلسطيني، بعد أن اعتادوا على قضاء إجازات الصيف في فلسطين المحتلة، ولمسوا حجم الظلم الواقع على أهل فلسطين.

مطالبة بايدن بمعاقبة إسرائيل على جرائمها
وكان ملفتاً للنظر أيضاً توقيع 500 ناشط أمريكي، من الحملة الوطنية لبايدن ومن اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، الذين عملوا على فوزه في انتخابات الرئاسة، على رسالة تدعو الرئيس الأمريكي إلى معاقبة الحكومة الإسرائيلية على جرائمها بحق الفلسطينين. وقد نقلت جريدة (واشنطن بوست) أن الرسالة دعت بايدن إلى بذل المزيد من أجل (حماية حقوق الفلسطينيين ومحاسبة إسرائيل على عدد القتلى غير المتكافئ الذي تسببت به القوات الإسرائيلية مقارنة بتلك التي تسبب بها المسلحون الفلسطينيون).

خلاصة القول: ضغوط على إسرائيل كي تقبل بحل الدولتين
هذا الإنقلاب الإعلامي ضد إسرائيل، في كل من بريطانيا وأمريكا، يعكس تحولاً سياسياً جذرياً في البلدين تجاه ربيبتهما إسرائيل، التي لم تعد تخدم مصالحهما الاستعمارية في المنطقة، وأخذت تتفلت من هيمنة الدولتين عليها، لتصبح قوة إقليمية بمفردها مستقلة عنهما، بينما هي لا تملك المقومات لذلك. لهذا فإن عدم قبول إسرائيل بحل الدولتين هو ما يجلب عليها كل الضغوطات التي تتعرض لها ممن زرعوها أصلاً على أرض فلسطين، الإنجليز والأمريكان. ولذلك، ومن أجل وقف تمردها، تحاول الدولتان الكبريان الآن (تحجيم إسرائيل)، وإن لم تنجحا فربما تذهبان إلى ما هو أبعد من ذلك. فهل ستكون هذه بداية النهاية، تتكرر فيها أيامُ هتلر؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :