facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كلام في المحظور .. ما هو المطلوب من الاردن (1)


اللواء المتقاعد مروان العمد
30-05-2021 12:42 PM

لقد سبق وان كتبت عدة مقالات عن الكلام المحظور، تناولت فيها عدة مواضيع حاولت من خلالها ان اطرح وجهات نظر مختلفة لي حول بعض ما يجري على الساحة الاردنية وحولنا. وانا اجد اليوم ان لدي الكثير مما اقوله مما قد يوافقني البعض عليه وقد يغضب الكثيرون منه، ولكني مع ذلك سأقوله وفي عدة مقالات الى ان انهي كل ما اود ان اقوله . بعد ذلك سوف اقوم بالصمت، حيث بدأت اشعر انني لن استطيع الاستمرار في محاربة طواحين الهواء بعد ان وجدت ان كل الامور تسير في الاتجاه الخاطئ .

وسيكون حديثي اليوم عما هو مطلوب من الاردن وعلى ثلاث حلقات . وفيما اذا كان قدره ان ينحر نفسه في سبيل الآخرين ، وان يحمل هو دائماً اللوم ، وان يُنكر دوره ويهمش ، بل ان تتم ادانته حتى من ابنائه ؟

وبداية واثناء الاعتداءات الصهيونية على الاقصى المبارك وعمليات اقتحامه والاعتداءات التي كان يتعرض لها المصلين والمرابطين هناك وما كان يجري بنفس الوقت في حي الشيخ جراح والسعي للاستيلاء على بيوت مواطنين مقدسيين فيه وتطور الامور الى تبادل القصف الصاروخي ما بين حركتي حماس والجهاد الاسلامي وقوات الاحتلال الصهيوني ، كثر الحديث عما هو مطلوب من الاردن وما هو الدور الذي عليه ان يلعبه وما هي الاجراءات التي عليه ان يقوم بها . وبعض هذا الحديث كان مصدره خارجياً ومعظمه داخليا . وسوف استعرض بعض ما كان يطلب من الاردن واتحدث عنه بمنتهى الشفافية والصراحة غضب من غضب ورضي من رضي ، وذلك لأن معظم الحديث الذي كان يدور كان محكوماً بحالة الانفعال والغضب والحماس دون اخذ مصلحة الاردن بعين الاعتبار ودون ادراك فيما اذا كان الاردن يستطيع القيام بما هو مطلوب منه او لا يستطيع ، ودون اعتبار بأن يكون ذلك عملية انتحار دون تحقيق اي مصلحة اردنية او فلسطينية او عربية .

وبداية الحديث سيكون عن الولاية الهاشمية على الاماكن المقدسة في القدس ، وقول البعض اين هذه الولاية ولماذا لا يقوم الاردن بدوره بموجب هذه الولاية وحماية المواطنين فيها . والطريف بالامر ان هذه الولاية كانت من بنود معاهدة وادي عربة والتي يعارضها معظم الذين يتهمون الاردن بالتقصير بالقيام بها . الولاية الهاشمية هي التزامات يقوم خلالها الاردن بالاهتمام بالمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس . وتعود بداية هذا الولاية الى عام ١٩٢٤ ابان حكم الشريف حسين . وفي عام ١٩٥٠ ومع اعلان الوحدة بين الضفتين ، اصبحت الولاية على الاماكن المقدسة للاردن كاملة . لكن بعد عام ١٩٦٧ فقدت هذه الولاية قوتها التنفيذية على الارض مع استمرارها على المقدسات . وبعد قرار فك الارتباط بين الضفتين عام ١٩٨٨ تم استثناء القدس لتبقى تبعيتها لوزارة الاوقاف الاردنية وليس للسلطة الوطنية الفلسطينية كباقي الاماكن المحتلة . وفي عام ١٩٩٤و عند توقيع اتفاقية وادي عربة ورد فيها نص على بقاء المقدسات في القدس تحت الرعاية الهاشمية . وان على الجانب الآخر ان يحترم هذه الولاية وان يتقيد بالالتزام الاخلاقي بتوفير حرية العبادة للمسلمين والمسيحيين والتسامح الديني فيها . ولكن لم يرد فيها نص على تواجد عسكري اردني مسلح فيها .الا ان الطرف الآخر لم يكن يحترم التزاماته هذه . وفي عام ٢٠١٣ قام الرئيس الفلسطيني محمود عباس وجلالة الملك عبدالله الثاني بالتأكيد على هذا الولاية . حيث تتولى دائرة القدس التابعة لوزارة الاوقاف والمقدسات والشؤون الاسلامية في الاردن الاشراف الرسمي على المسجد الاقصى بكامل مساحته والبالغة ١٤٤ دونماً ، بالاضافة الى مائة مسجد . وعدد موظفي دائرة الاوقاف الاردنية الذين يشرفون على هذه الاماكن ٨٠٠ موظف يقومون على خدمتها وصيانتها وحراستها . وتتولي وزارة الاوقاف الصرف عليها . والاردن وعبر وزارة الاوقاف يمارس دوره في التصدي لجميع الاجراءات الإسرائيلية احادية الجانب التي ترمي لتغيير طابع المدينة المقدسة وهويتها . و الوزارة توظف جميع اتصالاتها وعلاقاتها مع جميع الاطراف الفاعلة على الساحة الدولية لمواجهة الإجراءات الإسرائيلية الهادفة لتغيير الوضع القانوني والتاريخي لها . وفي حال محاولة اسرائيل القيام بذلك او وضع العراقيل امام المقدسيين في اداء شعائرهم ، كان الاردن يلجأ للاساليب الدبلوماسية والدولية وكان جلالة الملك المعظم يتدخل دائما لتحقيق هذه الغاية على مختلف المستويات ، وكثيرا ما حققت هذه الوسائل غاياتها . لكنه لا يستطيع من الناحية الواقعية ولا بموجب نصوص المعاهدة تحقيق ذلك بالقوة . ولا يستطيع التدخل لحماية المواطنين هناك الا بالطرق السياسية والدبلوماسية والدولية ، فيما كان الكثيرون يطالبونه بما هو اكثر من ذلك وربما تحريك قواته المسلحة مع حصول كل حالة اعتداء على الاماكن المقدسة والمواطنين في القدس . ومما لا شك فيه فقد ساهمت هذه الولاية بالحيلولة دون تنفيذ الصهاينة مخططاتهم فيها بالاضافة الى صمود اهلها وبطولاتهم .

وهنا سوف يقول البعض وقد قالوا ، اذن لماذا لا نلغي هذه الاتفاقية والتي ومما لا شك فيه ان فيها الكثير من الثغرات والعيوب التي الزمتنا الظروف في القبول بها ، ولكن الا يجب التفكير بعواقب الغاء هذه الاتفاقية وفيما اذا كنا نحن على استعداد ومقدرة على القيام بذلك ؟

الاتفاقية عند توقيعها الغت حالة الحرب بيننا وبين الكيان الصهيوني والغاء الاتفاقية يعني عودة حالة الحرب . الاتفاقية هي اعتراف متبادل بثبات الحدود بين الطرفين والغاؤها يعني الغاء هذا الاعتراف .فها نحن قادرين على مواجهة ذلك ؟ وبعيداً عن الكلام الحماسي والعنتريات اللغوية وخاصة بعد ان اصبحنا وحدنا في الميدان . قد تقولون نعم ونحن قادرون على التصدي والنصر ، وتضربون مثلاً على ذلك النصر الذي حققناه في معركة الكرامة . واريد ان اقول اننا حققنا هذا النصر لاننا كنا ندافع عن بقعة من ارضنا وبفضل شجاعة واستبسال جيشنا المصطفوي الاردني وتضحياته ، ومشاركة عدد من عناصر التنظيمات الفلسطينية المسلحة التي كانت متواجدة هناك . ولأن الهجوم على الكرامة كان هدفه محدوداً وهو ابعاد التنظيمات الفلسطينية عن منطقة الاغوار ، وربما احتلال بعض الجبال المشرفة عليها لتحقيق هذه الغاية . وكان الجيش الصهيوني يعتقد انه سوف يقابل فلول جيش منهزم وليس اسوداً خرجت من عرينها تدافع عن ارضها واشبالها . لذا انتصرنا نحن وانهزموا هم . لكن ما الذي تحقق يعد هذه المعركة ؟ لقد انسحبت التنظيمات المسلحة من منطقة الاغوار واستقرت في مدننا وقرانا و بوادينا وغاباتنا . وبذلك تحقق لاسرائيل الكثير من اهدافها من الهجوم . كما انهم ادخلو الذئب بين اغنامنا وداخل بيوتنا . وربما كانت هذه الذئاب او بعضها مكلفة بهذه المهمة ، فعاثوا في ديارنا خراباً واصبح همهم فرض سيطرتهم على الشارع الاردني ، فيما لم يجد افراد جيشنا سوى الاختباء والتنكر اتناء تحركهم خارج قواعدهم ، والا كان مصيرهم الموت او الاعتقال . مما وضعنا امام خياراً لا بد لنا منه وهو اخراجهم منها . وهذا ما تم في عام ١٩٧٠ وبهذا فقد حقق العدو كامل اهدافه من المعركة التي خسرها .

كما ان الغاء الاتفاقية وعودة حالة الحرب سوف تعني اغلاق الحدود ، وبالتالي قطع كل السبل في طريق اهلنا غربي النهر والذين كانا نوفر لهم طريق الخروج والعودة ، وطريق الذهاب للعمل والرزق ، وطريق ايصال المساعدات الانسانية والطبية لهم . حيث تم اقامة مستشفى ميدان في مدينة غزة منذ عام ٢٠٠٩ يحتوي جميع التخصصات الطبية اللازمة ويتم تزويده بالادوية والمواد الطبية من الخدمات الطبية الاردنية وعن طريق الجمعية الخيرية الهاشمية ، ويتم تزويده بالكوادر الطبية من الخدمات الملكية الاردنية . وقد استقبل المستشفى المذكور حتى الآن اكثر من ثلاثة ملايين مراجع ما بين معالجات طبية وعمليات جراحية . كما توجد محطة علاجية اردنية في مدينة رام الله واخرى في مدينة جنين تقدم نفس الخدمات الطبية لاهالي الضفة الغربية . ومع بداية الاحداث في القدس تم ارسال شاحنة ادوية الى مستشفى المقاصد في مدينة القدس ستتبعها أخرى . وبناء على توجيهات جلالة الملك ووسط القصف الذي كانت تتعرض له غزه فقد تم اقامة مستشفى ميدان جديد وحديث فيها ، ويضم هذا المستشفى اسرة ICU و مائة سرير لمختلف التخصصات مع طواقم طبية وادوية ومستلزمات طبية . ناهيك عن ترحيل الحالات الحرجة ليتم معالجتها في مستشفيات الخدمات الطبية الملكية الاردنية . وتقوم الخدمات الطبية بتأمين جميع انواع العلاجات والاجهزة المخبرية والخاصة بالاشعة والاجهزة التنفسية ومستلزماتها وتقديم الدعم اللوجستي من خلال مخازن مستودعات الخدمات الطبية . كما سيتم تجهيز بنك دم مصغر لحفظ وحدات الدم وأجراء فحص زمرة الدم والتوافقية . واعلن مدير التوجية المعنوي انه وتنفيذًا لتوجيهات جلالة الملك وتلبية لنداءات استغاثة القطاع الصحي هناك فقد انطلقت حملة للتبرع بالدم من قبل القوات المسلحة الاردنية لصالح مستشفى الشفاء في غزة جراء النقص الحاد بالدم لديهم . كما تم اقامة مكان لإجراء فحوصات وباء كورونا واعطاء مطاعيم لهذا الوباء بعد ان كان المكان الوحيد لذلك في غزة قد تم تدميره خلال القصف الجوي . كما اعلن مساء الخميس الموافق ٢٧ / ٥ / ٢٠٢١ عن وصول قافلة اخرى تحمل كميات من العلاجات والادوية والمستلزمات الطبية لغزة .

فهل كان الاردن سوف يتمكن من تقديم هذه المساعدات للاهل في المحتل من فلسطين لو قمنا بالغاء المعاهدة ، والغاء الحدود واغلاق المعابر وهو الامر الذي تتمنى الدولة الصهيونية تحقيقه حتى تتخلى عن كل التزاماتها بموجب هذه الاتفاقية بما فيها الرعاية الهاشمية على الاقصى ، ولتضع يدها عليه بشكل كامل وربا الاقدام على هدمه واقامة هيكلها المزعوم على انقاضه .

وهل قام اصحاب الصوت العالي بفعل ما فعله الاردن لمساندة الاهل هناك ؟ علماً ان هذه الاتفاقية اصبحت اتفاقية دولية وتم التصديق عليها من قبل مجلس النواب الاردني والذي اصبح هو صاحب الولاية بالغائها وليس مطالبته الحكومة بأن تقوم بذلك . وكان يجب ان يجعل من مطالباته بالغاء هذه المعاهدة سنداً للموقف الاردني الرسمي يستخدمه وسيلة ضغط ومساومة ، لا ان يجعل منها تهديداً للاردن ومواقفه .

اثر فوز الاخوان المسلمين في الانتخابات النيابية والراسية في مصر لم يقدموا على الغاء اتفاقية كامب ديفيد ، بل اعلنوا التزامهم بجميع الاتفاقيات السابقة بما فيها هذه الاتفاقية . ولم يقوموا بقطع علاقتهم مع هذا الكيان ، بل عينوا سفيراً لمصر فيه بدلاً من الذي كان مسحوباً ، وتبادلوا برقيات التهنئة بالمناسبات الدينية والقومية .

لقد اُجبرت الدولة العثمانية على اثر سقوطها في الحرب العالمية الثانية على توقيع معاهدة سفر ثم معاهدة لوزان الاولى واللتان تم بموجبهما توزيع اراضي الدولة العثمانية على الدول المنتصرة وفرض الكثير من القيود عليها ، ثم عُقدت معاهدة لوزان الثانية في ٢٤ / تموز عام ١٩٢٣ والتي تضمنت شروطاً بانهاء الخلافة ومصادرة جميع اموالها واموال السلطنة ، واعلان تركيا دولة علمانية ، ومنعها من التنقيب عن النفط لمدة مائة عام هي مدة سريان هذه الاتفاقية والتي تنتهي في عام ٢٠٢٣ ونزع سيطرة تركيا عن الكثير من الاراضي التركية . وهذه الاتفاقية هي التي اسست لقيام الدولة التركية القومية الحديثة بزعامة كمال اتاتورك ، والتي لم يستطع الرئيس رجب طيب اردوغان الغائها رغم معارضته لها منذ ان آلت الامور اليه ولحزبه من عام ٢٠٠٢ وحتى الآن ، كونها معاهدة دولية واصبحت ملزمة لتركيا . وهو لا يزال ينتظر نهاية مدة المعاهدة ليتحرر من قيودها ، ولانه يعتبر ذلك موعدا لولادة تركيا الجديدة ، وربما العودة لامجاد الدولة العثمانية . ولا يزال البعض في تركيا متمسكاً بها ويدعوا لاحترامها واستمرارها . ونذكر قبل فترة بسيطة من الوقت المذكرة التي وقعها عدداً من الجنرالات الاتراك المتقاعدين معترضين على مشروع قناة اسطنبول ، معتبرين ان عملها يخل بشروط المعاهدة والتي تنص على ان قناة البسفور هي المعبر الوحيد من البحر الابيض المتوسط وعبر بحر مرمرة باتجاه البحر الاسود حسب الاتفاقية ، والتي تحدد حتى عدد السفن التي يسمح لها ولوج هذا الممر المائي سنوياً ولا يجوز تجاوزه . ولكن يبدوا ان الكثيرين منا يعتقدون اننا اقوى واقدر من تركيا واي دولة اخرى في العالم على فعل ذلك مع ما قد يحمله هذا من ذهابنا الى المجهول .

يتبع القسم الثاني





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :