facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




آهات الفقراء


عبداللطيف الرشدان
04-06-2021 11:41 AM

لا يمر يوم ولا تنجلي ساعة حتى تسمع آهات الفقراء وضراوة الجوع وضيق العيش وحسرات أولئك الذين كان قدرهم المعاناة والعويل والشكوى والتذمر والتقوقع على الذات من قلة الحيلة وانعدام المساعدة وهم في حزنهم وكآبتهم ساكنون ولا يجدون الا الاستسلام وندب الحظ ومنهم الصابرون على مصابهم ويحتسبون أمرهم لله الرحمن الرحيم.

ماذا يفعل هؤلاء وقد عانوا من الأمراض التي وصلت إلى حد العجز عن ممارسة العمل وعدم قدرتهم على اعالة أنفسهم ولجأوا إلى صندوق المعونة الوطنية الذي يتبع إجراءات معقدة وطويلة ومتشعبة وقد ينتظر المحتاج اكثر من سنة حتى يبت في أمره ويتمخض الأمر عن مساعدة يسيرة لا تغطي فواتير الكهرباء والماء والهاتف اذا كان من أصحاب الحظ السعيد واذا كان ليس له حظا فيواجه طلبه بالرفض بحجة وجود ولد لديه عمره فوق الثامنة عشرة وعاطل من العمل أو يعمل باجر يسير لا يغطي مصروفه الشخصي.

وبعد ذلك فليس له إلا التسول ومد يده إلى الناس بذل وبؤس في الوقت الذي نحارب فيه التسول ونغلق أبواب الرزق كمن يضع العربة أمام الحصان وينتظر منه المسير بقوة.

غريب عجيب امر صندوق المعونة الوطنية وتعليماته وإجراءاته وتعقيداته التي تجعل المحتاج والمتعطل ينفر ويضيق صدره ويلجأ إلى إلى التسول وطلب المساعدة على قارعة الطريق او الطواف على المحلات التجارية وفي الأسواق طالبا العون والمساعدة بعد أن اغلقت الأبواب في وجهه وفقد كرامته. وهنا لا أتحدث عن الممتهنين لعادة التسول وجمع المال وهم ليسوا بحاجة لذلك فذاك شأن اخر غير مقبول ولكنني اتحدث عن محتاجين متعسرين واقعهم يفرض ذلك.

ويتزامن في هذا الوقت العصيب الحديث عن نسبة بطالة في صفوف الشباب تصل إلى خمسين في المئه وهو مؤشر خطير وانذار يحتاج إلى الوقوف عنده وتدارك معالجته قبل وقوع مصائب نحن بغنى عنها.

ان كل عاطل من العمل أو فقير هو مشروع للجريمة ايا كن شكلها وتتمثل في التسول والسرقة وتناول المخدرات والاعتداء على الآخرين والسطو والقتل والاحتيال والابتزاز.

وتأتي الحكومات وتذهب وتحمل خطاباتها الوزارية مشاريع لمحاربة الفقر والبطالة ولا تفعل بها شيئا وتبقى اقاويل وحبر على ورق يضاف إلى الأوراق المحفوظة في الأرشيف.

آن الآوان وحان الوقت لحمل هذه القضية على محمل الجد وعدم التغاضي عنها بالاقوال المجترة دون فعل وخطوات عملية تسفر عن نتائج حقيقية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :