facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هموم حول الإصلاح وإدارة الطمأنينة والسيكة الأخيرة


سامح المحاريق
06-06-2021 04:59 PM

الأردنيون غير مطمئنين، ويعايشون حالة من الفشل في إدارة الطمأنينة، يشعر الجميع أن أمراً سيئاً سيحدث، وكانت الليلة الفائتة دليلاً على هذه المشكلة التي تتعمق مع الوقت، ومع تطاير الإشاعات بإصابة أحد ضباط الأمن العام في ناعور، وبعض الفيديوهات غير الواضحة، طغت مشاعرالقلق المكبوتة، وبات السلم الأهلي موضوعاً للتساؤل.

قبيل الفجر، بدأ الأردنيون يتداولون تسجيلاً يتحدث فيه النائب أسامة العجارمة عن افتعال أقاويل عن إصابته، وهو الأمر الذي ينافي مبادئ أي خصومة نبيلة، ويمكن أن نتخيل كيف كانت ستتفاعل الأحداث لو بدأ تداول الشائعات؟

تمكن النائب من تحقيق شعبية كبيرة بين أنصاره، إلا أن هذه الشعبية تكشف أمرين، الأول، أنها تعبر عن أقصى امتداد لإمكانية تحشيد الأنصار، فوصولهم إلى عشرة أو عشرين ألفاً، يعني أن ذلك هو الرصيد الكامل، ولنضف عشرة أضعاف في المحافظات ومن غير المستعدين للخروج في أي فعاليات مهما كانت، الأمر الثاني، أن البقية التي تتشكك في النائب وخطابه وأدائه، أو تتخذ موقفاً مضاداً لم تظهر موقفاً واضحاً.

توجد نسبة ممن اتخذوا موقفاً سلبياً تحاشت أن تعبر عن رأيها تجنباً لسوء فهم أداره النائب مع إصراره المستمر على إقحام موضوع العشيرة ووضعها في محل الاستهداف، ومن تبقى فإنهم سلبيون لأنهم لا يؤمنون بإمكانية تغيير أي شيء، يشعرون بأنهم خارج الحسابات، مع أن أي مساس بالسلم الأهلي لن يستثني أحداً.

عبرت الأردن الأزمة في الوقت الضائع، وتجنبت الانزلاق إلى الأسوأ، الأمر الذي يعبر عن حالة الأردن في العيش المستمر على الحافة، وهذه الحالة هي التي تجعل كل شيء يبدو وكأنه مؤقت أو عالق أو مؤجل، وفي وسط ذلك، يكون الحديث عن الإصلاح ليتساءل الأردني العادي، غير المطلع على التفاصيل، وغير المعني بها أساساً، عن جدوى الإصلاح؟

هل يضمن الإصلاح السياسي إصلاحاً اقتصادياً؟ هل سيقدم حلولاً لمشكلات الفقر والبطالة؟ أم أنه مجرد استبدال للمواقع؟ هل تشجع تجربة استقطاب المعارضين وأبطال البث المباشر على خوض تجربة إصلاحية؟ ما الذي سيتغير في حالة التخلي عن قانون الانتخاب؟ هل سيصنع القانون نواباً مختلفين؟ ما هي الأدوات التي بحوزة النواب المختلفين في حال وجدناهم؟

لدينا تخمة من الأوراق والوثائق، مثلاً، قدمت الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية 2016 – 2025 تشخيصاً مسهباً لمشكلات التعليم، وقدمت مقترحات لمبادئ القبول الجامعي، وتعزيز التعليم التقني، وهذه الاستراتيجية تتصل بمشكلة البطالة وتنافسية الأردنيين في أسواق العمل، فلماذا لم تُفعل بالطريقة المناسبة؟

الأوراق الملكية على مستوى الإصلاح السياسي تقدم خارطة طريق شاملة وطموحة، وبين المعلقين على هذه الأوراق لم تكن ثمة ملاحظات جوهرية، ومع ذلك لم تتقدم الحكومة لتنفيذها؟ الحكومة التي يفترض أنها جهة تنفيذية هي المطالبة بوضع الأطر الزمنية وتوفير الهيكل العظمي للإصلاح بناء على هذه الأوراق، فالحكومة ليست نادياً للاخصائيين الاجتماعيين لتدعوا المواطنين للتخلص من السلبية والعدمية، وعليها أن تقدم الحوافز والحلول وأن تضع الجداول الزمنية.

أين الصالونات السياسية التي كانت تلتئم في المزارع ودعوات المطاعم الفاخرة؟ أين منظروها؟ لماذا هم صامتون؟ لماذا لا يخرجون ويتحدثون ويناقشون ويرفعون أصواتهم مجادلين أو ناصحين؟

يخيل لي أحياناً أن جمعاً كبيراً من أصدقائي على مواقع التواصل الاجتماعي سيسُتدعى تحت طائلة قانون الجرائم الإلكترونية، ولا يحدث ذلك إلا قليلاً، ويستدعيه من يفترض أن يكون شريكه على طاولة الإصلاح السياسي؟ نحن شركاء في الإصلاح حتى لو كنا على خلاف في كل تفاصيله، لأنه إصلاح للجميع، لتوسعة فرصة المشاركة، ولكنه ليس الغاية في حد ذاته، فالإصلاح السياسي دون أن يترجم إلى إصلاح اقتصادي سيجعلنا نسخة من الهند وبنجلاديش، ونحن نتطلع إلى نماذج أفضل.

نحن أذكياء جداً، ماهرون في توزيع الاتهامات، هذا سحيج وذلك شبيح، جميعنا نقرأ ما بين السطور، ونعرف ما يجري وراء الكواليس، وهذه ظروف لا يمكن الحديث عن الإصلاح خلالها، وهذه هي ذات الظروف التي سمحت للنائب الذي استصدر المجلس قراراً بفصله أن يتحول إلى ظاهرة، فالأردنيون يبحثون عن صوت، ومثل بقية الشعوب العربية، يجترون قصص الهلالي، البطل الفرد، الجريء، وفي النهاية يكون سهلاً أن يحترق أي شخص، فالمسألة هي ليست في أشخاص، ولكن في بناء جيل حقيقي، ومن يصلحون لبناء جيل حقيقي لا يمتلكون أصواتاً عالية، الحكمة تجعلهم متشككين ومتمهلين.

ليلة صعبة عشتها، وتذكرت نقاشاً حول حول الإعلام قلت فيه أنني سأدافع عن هذه الدولة لأسباب كثيرة أولها أن أبنائي لا يجيدون السباحة، التقط بعض الحضور الرسالة، ولم يدرك تشاغل البعض بالحديث ما قصدته، ما زالت صورة الطفل الكردي السوري الغريق إيلان تؤرقني، ولذلك علينا أن نتداعى من أرضية احترام متبادل وشفافية كاملة لنتحاور ونتقدم، فكثير من المواقف تنبني على التفاوت في المعلومات المتاحة والتي تمتلئ بالشائعات والتخمينات والبارانويا والشياطين.

في برنامجه الذي يقوم على التربص والمتابعة الحثيثة للدول العربية وأخبارها، كان جو شو في حلقته الأخيرة يقول أن الأردن أفضل سيكة من الدول العربية الأخرى، وعلينا أن نتمسك بهذه السيكة، وأن ندرك أهميتها في وسط تسونامي جيوسياسي يقترب من المنطقة ككل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :