facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العقبة .. درة البحر الأحمر!


د. ديانا النمري
28-05-2010 03:46 AM

رغم بعد المسافة بين عمان والعقبة، إلا أنني وجدت عبر هذه المسافات البرية الشاسعة فرصة فكرية وروحية نادرة لإنتشاء من فيض عذرية المكان، حيث تترامى الصحراء وفيضات الجبال وكأنها تحرس جنبات الطريق الذي يستفز المسافر للتنقل في طيات الذكريات الأبعد الأقرب.

للصحراء ألقها وسرها وفيها مكامن الإبداع والشوق والألم... وللبحر أيضاً أسراره وأعماقه وخفاياه، فبالرغم من أنه أحياناً يوحي بالتردد وهو يمد بساطه المائي بكل رشاقة وخفة، ثم لا يلبث إلا ويطويه، إلا أنه يبقى على الدوام في فضاءاته الرحبه كاشفاً رقيقاً للأمل ومحررا جميلا لكل قيود الخيال!!

درة البحر الأحمر هي العقبة بشواطئها الدافئة، وناسها الطيبين اللذين يسكنهم السلم العميق منذ عصور... فمنذ أكثر من 6000 عام كانت العقبة المدينة الأصيلة موطناً للعديد من الشعوب بسبب موقعها الإستراتيجي على البحر وعلى تقاطع الطرق بين آسيا وأفريقيا وأوروبا، فقد كانت أحد أهم مدن النبطيين اللذين توسعوا في المنطقة وإستوطنوها، ومعبراً هاماً لطرق التجارة الدولية، تمر منها وتعود من خلالها القوافل القادمة من الحجاز وجنوب الجزيرة العربية متجهين الى مصر وبلاد الشام.

من عمر الزمان والجمال هي العقبة أو درة البحر الأحمر كما أحب تسميتها، فقد أطلق عليها قدماء اليونانيون أسم «بيرنايس»، كما وأطلق عليها الرومان مسمى «أيلا»... فهناك حيث روعة الأرض التي تشعرك بقربك من المكان وألفة حميمة من بحرها الذي يستفزك لتشكيل لوحة في منتهى الصفاء، حيث يجد الشاعر مقرا لبيوت شعره في مضاربها، وللكاتب أيضاً صفحة خصبة من الخيال في حضرة البحر... وكذلك للمنهك من أعباء العمل والجسد ووهنه ملاذاً من خيرات البحر وطيب خباياه!.

في صوت إنكسارات موجات البحر أكاد أسمع صدى تراشق الذكريات الجميلة التي حفت سني العمر، لأُناس عبروا وعشقوا هذه الأرض الطيبة كما عشقتهم، وأكاد أشتم عبق عطر قصص المحبة والوجد التي سكنت خبايا المرجان والشواطئ، وأرست لها أرشيفاً ندياً من حكايا ت لم يعبث بها الفراق.

نفذ وقت إجازتنا في العقبة وعدنا.. لكن الذي لن ينفد بالتأكيد هو ذرات عشقي الصادقة لبراءة وعذرية العقبة الملهمة، التي تداخل إيقاع نبضها الحي مع قلبي كطائر وردي حلق في فضاءات شرايني وهز حبل وريدي فأهداني أيقونة محبة معتقة بماء البحر لمدينة ساحرة استيقظ على شواطئها التاريخ كحارس أمين لكنوزها ودررها المكنونة!!..


Diana-nimri@hotmail.com

(الرأي)





  • 1 المسافر 28-05-2010 | 10:13 AM

    سلمتْ يا دكتورة ديانا يدُكِ التي ترسُمُ الوطنَ نَيْساناً وعيدا، وظلَّ قلبُكِ العامرُ بحبِّ هذه الأرضِ الطيبةِ طائراً جميلاً خفّاقاً وغِرِّيدا، ودُمتِ شاعرةَ الوترِ المُرهَفِ الذي يُغني الأُردنَّ لحناً عذْباً فريدا. وفقكِ الله

  • 2 القضاة 28-05-2010 | 03:42 PM

    مقال روعة في أسلوبه الأدبي الرصين،لكن أتساءل هل بقي شيء من ساحل البحر لنستمتع بموجاته المتضاربة،ونستدفئ في مياهه العذبة بعد أن غمرتها المشاريع السياحية على الرغم من صغر الساحل.

  • 3 صحراوي 28-05-2010 | 05:39 PM

    سلمت يمناك وسلم قلمك الذي ينبض بحب الارض والناس


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :