facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




للوطن شعور بين السماء والأرض


د. ثابت النابلسي
13-06-2021 12:09 PM

عندما تبدأ الطائرة بالاقلاع ، أدعوا الله أن يحفظ أهلي جميعا وبلدنا وأقول استودعتكم الله الذي لا تضيع ودائعه ، وما هي إلا دقائق حتي نصبح بين السماء والأرض، وتحلق بنا إرادة الله في بديع الكون الكبير .

هنا من النافذة أنظر مودعًا وطني وكلما أرتفعت الطائرة ، بدت كل الاشياء تصغر على الأرض ، لكنها تصبح في قلبي أكبر، يا الله ما سر هذه العلاقة التي تربطنا به ؟!ولماذا نشتاق اليه؟! ونحن لا نزال في اجواءه ولم نبتعد ، في حين أننا في الوقت الذي نمارس فيه حياتنا اليومية على الأرض يسيطر على مشاعرنا الكثير من الإضرابات اللاشعورية بين الكره والبغض للحياة بكل جوانبها في بلدنا ، نتربص بعضنا بحذر ، نعيش نزاعات السلطة والمال ويضيق صدرنا حتى تموت أرواحنا في الجسد الحي .

على هذه الأرض تعيش مشاكلنا معنا وعندما نحلق مغادرين نعتقد أننا تحررنا من قيود العبودية وقد دفعنا ثمنًا باهظا جدا لا يعرفه الناس ويبقى هناك الأمل.

يكتب البعض مقالات والبعض الآخر تعليقات ويغرد المجتمع الرفيع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتطحن المعارك على الفيسبوك أصحاب الفراغ السياسي والاجتماعي في مدق الجهل والفقر والبطالة، كل الأحلام والآمال تبددت ، ولايزال هناك من يفسرون وينظرون ويسربون المعلومات حول الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية.

لتعرفوا أكثر عن مدارس الساسيين يتنافس البعض بين الرقص على قرع الطبول للرؤساء وبين كتابة لحن الخلود للشعوب وبين النقش على الماء وبين قراءة البخت والفنجان للموقف السياسي وكأنهم مكشوف عنهم الحجاب ، البعض يسيطر عليه نرجسية إبليس والبعض يضع فوق رأسه طوق الملائكة وكل الأنواع تخاف على الشعب المسكين، في وطني اليتم منذ ظهور المفسدين سقطت كل القيم الانسانية والوطنية لتطفو على السطح الجيف ، وتتكلم الاقداح بالخمر المعتق عن وجع الوطن وترتفع في فضاءات الشرفات آهات الشعور الوطني .

يختلف الناس في وطني في كل الأمور، فلا يوجد تقبل لوجود الاخر ، نرفض الرأي الذي لا يتفق معنا ، نكره اي أحدٍ يستلم سلطة أو منصب أو يعين في لجنه أو يكرم او حتي يفوز بسباق مارثون ، الاختلاف جميل ولكن ليس هذا النوع الذي نريد ، نريده إختلاف الرأي والرأي الآخر ليكون الأول حماية للثاني ، نريد للفرصة ان تولد وتكبر قبل ان نقتلها لأننا لم يكن لنا نصيب ، نريد وطنًا في أصحاب الفضيلة والمنفعة العامة ، فما ينفع الناس يمكث في الأرض، وقد يدفن ويطمر لكنه يغرس جذوره أكثر ليعود يوما ما بالثمر والخير فلا تحزن يا وطن .

حمى الله الاردن ومليكه وولي عهده ، وعاش الاردن شامخًا وعاش الشباب .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :