facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رمتني بدائها وانسلت


الدكتور فايز الجبور
25-06-2021 03:03 PM

ينبئ حديث البعض الذي يطالعوننا به كل مرة بما لا يدع مجالا للشك العنصرية المقيتة التي يحملونها إزاء كل وطني مدفوعا بغيرته على وطنه لحب استوطن في النفوس ويريد وطنه أجمل الأوطان.

ولكن لأن الرائد لا يكذب أهله ابدا، فلا يستطيع هؤلاء الوطنيون الغيورين على تراب وطنهم أو من أطلق عليهم زورا وبهتانا "أدعياء الإصلاح"، إلا انتقاد الخلل والفساد الذي أوصلنا إلى مرحلة نطق فيها الرويبضة وهرف بما لا يعرف من لم يعرف؛ لكي يركب الموجة فينهب من المزرعة ما شاء له أن ينهب، فإذا أخذت الوطنيين الغيرة على وطنهم، سددت لهم سهام الانتقاد بالعنصرية، وكأن المطلوب من الأردنيين أن يقبلوا بالسكوت على الضيم لكي لا أحد يتهمهم بالإقليمية والعنصرية.

ومن غير شك أن الأردنيين هم أبعد الناس عن العنصرية التي يحملها من يتهمونهم بها، ويرموننا بدائهم.

ومن لديه شك في ذلك، فليسأل جبل المكبر والقدس واللطرون التي تضم رفات شباب في مقتبل العمر لم يكتب لهم الاستمرار في العيش دون أن يكون لهم دافع إلا نيل الشهادة في سبيل الله انطلاقا من دافع عقائدي توجب عليهم أن تكون كلمة الله هي العليا، وتأبى نفوسهم أن يكونوا مع القواعد إذا ما تعرضت اي ديار إسلامية للاعتداء، فكيف إذا وقع الاعتداء على مسرى محمد صلى الله عليه وسلم، أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، وهو أمر لا يعرفه إلا الذين لديهم غيرة على دينهم ووطنهم لا تستطيع المدارس الأجنبية التي يتعلم فيها أبناء منتقديهم، ولا يمكن أن يرضعونها إلا من أثداء مدارس العشائر.

إن ركوب موجة انتقاد العشائرية والعشائر التي أصبحت الموضة الدارجة كلما دق الكوز بالجرة تدق اسفينا في جسد ابناء الوطن الواحد، وتكشف عن ملامح حقد تاريخي دفين إزاء كل ما هو وطني أصيل في هذا البلد الطيب الذي جعل أرضه ملجأ لكل مضيوم؛ لأن التربية العشائرية وطنت في نفوسهم إغاثة الملهوف ونصرة الضعيف، لكن الرياح جرت بما لا تشتهي سفن أبناء هذا البلد الطيب أهله، فحملت إلينا الرياح مدسوسين لا يحملهم أصلهم الوضيع عن الترفع عن الإساءة لأهل النخوة والشرف، فيأبى عليهم منبتهم القذر إلا الإساءة لمن جعلوا بلادهم حضنا دافئا، وبدل الشكر والاعتراف بالجميل، عضوا علينا أناملهم من الغيظ، وافرغوا سمومهم الحاقدة على هذا الوطن الذي نبتت أكتافهم من خيره.

إن الأردن الطيب لا يخرج نباته إلا بإذن ربه، والذي خبث لا يخرج إلا نكدا، فليبحث هؤلاء عن وطن آخر إذا لم يعجبهم الأردن وأهله، ثم ليعودوا ليخبرونا هل وجدوا بلدا آخر إلا في مكان محاط بأسوار لا يخرج منها من يخرج إلا بتصريح ولوقت ومكان محددين، فليطالب حينها بالحقوق والمساواة أو "دولة المواطنة" إن استطاع إلى ذلك سبيلا.

إن المتبصر بعواقب الأمور يدرك جيدا أن مصطلح "دولة المواطنة"، كلمة حق يراد بها باطل، فمما لا شك فيه أنه لا يمكن لعاقل أن يرفض دولة المواطنة التي يكون الجميع فيها متساوين في الحقوق والواجبات، لكن الأمر ليس كذلك، لأن هؤلاء المتسلقين الذين ناصبوا العداء للغيورين من أبناء هذا الوطن، يريدون أن تكون البلاد ساحة مستباحة لهم ليفعلوا ما يريدون وليجهزوا على ما تبقى من أوصال البلد، فإذا وقفوا لهم الغيورون، اتهموهم بالرجعية والتخلف وادعاء الإصلاح، وكأن المطالبة بالإصلاح لا يجوز أن يطالب به الأردنيون لأنهم "أبناء عشائر إقليميون عنصريون بغيضون".

إن الهجوم المبرمج على العشائرية ليس صدفة قاء به فم مريض لا يرى الماء الزلال إلا مرا، بل يكشف أن وراء الأكمة ما وراءها، فهل سنشهد في قادم الأيام تفتيتا لدور العشائر الوطني وتهميشها أو حتى المطالبة بإلغائها، وعند ذلك تخلو الساحة لقطاع الطرق واللصوص لكي يسطوا على مقدرات هذا البلد دون حسيب أو رقيب.

إن العشيرة ليست تهمة كما يحاول أن يصور ذلك بعض قليلي الأصل، ولو كان لديهم أدنى مستوى من الأخلاق والدين لما غرزوا حراب نقدهم في صدر العشائر التي حافظت على هذا البلد الذي يتربعون في خيره.

ولو كانت العشيرة تهمة كما يحلو لهم تصويرها لما خاطب بها الله تعالى في علاه نبيه الكريم فقال "وانذر عشيرتك الأقربين"، بل تفاخر صلى الله عليه وسلم في غزوة الطائف عندما تفوق المسلمون في أول المعركة فقال: "أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب"، وربما نسي أو يتناسى البعض أن الدولة التي يستظلون بظلها وتحميهم في الوقت الذي نبذهم الآخرون، يحكمها نظام منتم إلى عشيرة، فما ذنب العشائر أن يهاجمها أشخاص ليس لهم أصول.

إن أصوات النشاز من هذه الفئة القليلة التي رغم تعالي أصواتها، لا تنسحب بالمطلق على الغالبية العظمى من شتى المنابت والأصول الذين لا يشك في ولائهم، ويعرفون ويعترفون بجميل الأردن عليهم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :