facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مسار استجمامي بوادي الضب وأبو خشيبة


عبدالرحيم العرجان
26-06-2021 01:16 PM

ودية تصلح لمسارات صيفية استجماميه، تلائم جميع أفراد العائلة ولزيارة سائح قصيرة بعد خروجه من فنادق البحر الميت أو ضمن رحلة العقبة بطريق وادي عربا كسراً للروتين.

وادي أبو خشيبة
بضعة كيلوا مترات تفصله عن منطقة فنادق البحر الميت بعد مثلث طريق بانوراما مأدبا، حيث يبدأ من الجسر الحديث المقام عند مصبه الواسع على البحر الملحي، وعند مدخله أقام أحد المستثمرين بركة لتربية الأسماك والتي من الممكن أن تكون استراحة للصيد مزودة بخدمات الترفيه والمطاعم الجاذبة للمكان، بجانب البركة الإسمنتية المحاطة بسياج بهدف السلامة بنى أحد الأفراد "خربوشة" معرش من الصفيح والخشب العشوائي على مدخل الوادي الوحيد فارضاً دينار لكل من يدخل المكان بلا وصل أو تذكرة دخول تذهب قيمتها لجيبه الخاص بدون أي خدمة أو منفعة تقدم للزائر ولو على الأقل ثمن لكيس بلاستيكي صغير لنفاياتك للمحافظة على النظافة البيئة وديمومتها.

من هناك كانت بداية المسار بين أشجار وتلال تأخذ بالارتفاع كلما دخلنا لبطن الوادي وصخرة شهيرة تعلقت على عامود أصم فوق الحواف عُرفت "بالفطرة" لشبهها الكبير بها، وما نبت بين الصخور من أشجار ونباتات وبالذات النخيل البري الذي أبا أن تتقوس سيقانه إلا بالانتصاب شموخاً لضوء الشمس مرتويا من ماء العيون العذبة.

يأخذك المجرى الذي يضيق كلما اتجهت لمنبعه نحو الشرق ليصبح مساوياً لمجرى الماء فوق الصخر بطبقات تتطلب أن تجتاز جلاميدها كالأدراج تشكلت بفعل الطبيعة وإذن الخالق بعيدة عن تدخل الإنسان وأدواته المتغيرة دون ثبات، إلى أن وصلنا إلى مسقط الشلال القديم الذي جف وغير اتجاهه تاركا صواعد وهوابط تختال خيالك كما يريد ذهنك أن يراها من منمنمات ومخلوقات فضائية أو أذرع أخطبوط أو ما تشابه مع قنديل البحر ونجومه، احتاجت لعقود حتى تكونت بهذه الصورة البانورامية ، ابتدأت نواتها من قطرات ماء ملحية انسابت لتجف فوق أوراق السرخسيات قطرةً قطرة وموسماً بعد آخر لتتكون بالنهاية سلسلة من الاسطوانيات الكلسية بطبقات متعددة بين صواعد وهوابط مخيمة كالمظلة على المجرى الجديد للماء، تحتاج لوضع سياج حولها خشية أيدي العابثين أو أن يقوم احد المتنزهين بإشعال نار تحتها فتذهب متكسرة لِرقتها بنار سواد الفكر وسوداوية القلب.

دهشة المكان والدهشة أصبحت نادرة إلا ما كانت فيه عذرية الطبيعة باقية، لتأخذنا باستراحة طويلة أسفلها متأملين هذا المشهد تحت مستوى سطح البحر، فلم نتابع مسيرنا لمنبع الوادي بعدها لكثافة نبات القصب وتشابكه حول المجرى خشية الأفاعي وأعشاشها وهذا الأمر غير مستبعد بفصل الصيف حين تقصد الرطوبة والظل، لنعود من نفس الطريق لفم الوادي حين كان يتلون ماؤه بالبياض مع كل خطوة فيه لجيرية ترابه الذي أثارته أقدامنا وعصي ارتكازنا المتفحصين بها عمق الماء ومكان خطانا.

وادي الضب
وبين أبو خشيبة والضب سلسلة واحدة من الجبال يمكن اجتيازها بسهولة ولكن حافظنا على هدفنا، سهل الاستجمام البسيط لكامل المسار البالغ بمجمله ستة كيلوا مترات، ولنبدأ بالوادي الآخر من مدخله قرب الجسر على الطريق.

ومع تجاور الإثنين إلا أن هناك اختلاف كبير بالتكوين، فوادي الضب صخري أكثر وحصوي المجرى وماؤه دافئ يزداد حرارة كلما اقتربت من منبعه، مع محدودية العوائق والنباتات وندرتها التي لا تصمد أمام شدة جريانه شتاءً.

ينابيع معدنية كثر انسابت من جنبات الوادي تُميز طبيعة محتواها من اللون المتشكل حول مسطحاتها، فالأصفر للكبريتية والبني والأحمر للمعدني وبالذات المتضمنة خام الحديد النادر نمو الطحالب فيها.

وعبر سلسلة من الصخور الفارزة للملح من مساماتها وصلنا لمسقط الوادي الذي أحاط الزائرون مجراه بسلسلة من الحجارة لتشكيل عدة بحيرات كان لنا نصيب الاستراحة فيها والاستمتاع بمائه الدافئ أسفل الشلال المنهمر المتطاير بخار حرارته، لينصب هناك أحد الزائرين خيمته لمبيت تحت لحاف السماء ونجومها وحمرة صخور كانت تتلألأ مع ما اشغله من شموع بليلة القمر.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :