facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الجغرافيا الاردنية هي السبيل الوحيد لقيام نشاط حزبي اردني


م. وائل سامي السماعين
01-07-2021 04:59 PM

تعتبر فترة الخمسينات من القرن الماضي الأكثر تهديدا على وجود الدولة الاردنية، ونظام الحكم الملكي الهاشمي فيها، الذي ارتضاه الاردنيون منذ مائة عام كنظام حكم للدولة الاردنية حديثة العهد، وذلك بسبب حالة الهيجان الشعبي في الدول العربية، ومنها الاردن، التي كانت تهيمن عليه الشعارات الرنانة، والخطب الثورية الحماسية، التي الهبت حماس الجماهير العربية التواقة للنصر واستقلال قرارها السيادي، والتخلص من هيمنة الاستعمار.

وكان يقود تلك الفترة، الانظمة العربية القومية والبعثية في العراق وسوريا والناصرية في مصر، وكذلك الاحزاب اليسارية الشيوعية والماركسية والتي تكن للغرب الكراهية والعداء، وهذه الاحزاب جميعها حكمت شعوبها بالحديد والنار في تلك الفترة، وجرت الويلات لشعوبها فيما بعد، بالرغم من انها كانت تدعي انها تعمل من اجل الحرية والعدالة والاستقلال لشعوب المنطقة، وكانت معاداتها للانظمة الغربية الرأسمالية، وبالاخص الملكية المعتدلة في الاردن ودول الخليج شرسة لا هوادة فيها.

الكثير من الاردنيين انجروا وراء تلك الانظمة اما لمصالح شخصية، او ربما لضيق الافق لديهم، او لقناعتهم بان هذه الانظمة هي التي سوف تخلصهم من براثن الاستعمار، وتقودهم الى عصر النهضة العربي الحديث، فأعتنقوا مبادىء تلك الانظمة البعثية واليسارية والقومية العربية، وكان ولائهم مطلق لتلك الانظمة، وكانوا يواصلون العمل الليل في النهار لقلب نظام الحكم، للسيطرة على الاردن ومقدراته وجعله دولة تابعة، ولكن قدر الله ان يفشلوا فشلا ذريعا بقوة وعزيمة المخلصين من ابناء هذا الوطن من منتسبي الجيش العربي والمخابرات العامة والاجهزة الامنية المختلفة، وعلى رأسها القسم السياسي الذي تم تأسيسه في خمسينات القرن الماضي، والذي كان مرتبطا مباشرة بقائد الجيش حابس باشا المجالي وجلالة الملك حسين رحمهما الله.

تكتشف عند قراءة مذكرات الوالد سامي السماعين رحمه الله "مذكرات ظابط اردني.. خفايا واسرار"، والذي كان يقود الجهود الاستخبارتية والامنية في القسم السياسي للتصدي للمؤامرات الخارجية، او تلك التي تحاك من الداخل الاردني في فترة الخمسينات ان الخطوط الحمراء التي لا يمكن لأي احد الاقتراب منها، او تجاوزها، او العبث فيها، لم يطرأ عليها تغيير منذ تأسيس الدولة الأردنية منذ مائة عام حتى يومنا هذا، ولكن الغريب ان البعض لا يدركها، ويرتكبون الحماقات تلو الحماقات لمحاولة العبث فيها. فالحفاظ على وحدة اراضي واستقلال الأردن وديمومة النظام الملكي الهاشمي المتحضر باعتباره اداة استقرار سياسي وامني هي خطوط حمراء لا يمكن العبث فيها من اي طرف كان. واما اليوم، فاضيف الى تلك الخطوط الحمراء خطين اخرين، حيث اصبحت الوحدة الوطنية، والهوية الاردنية الجامعة والوحيدة والممثلة لمختلف فئات الشعب الاردني من شتى المنابع والاصول خطوط حمراء لا يمكن العيث فيها. فلا يمكننا ان نقبل ان يكون هناك هويات فرعية مهما كانت منافسة للهوية الاردنية على تراب المملكة، او ان يقوم البعض بالعمل على تكريس تلك الهويات الفرعية جهارا نهارا لتفتيت الوحدة الوطنية.

وحتى يصبح العمل الحزبي مقبولا لدى الأردنيين هناك شروط اساسية يجب تحقيقها، وهي ان تكون الهوية الوطنية الأردنية لا منافس لها داخل الحزب, والانتماء الجغرافي للحزب يجب ان يكون ضمن الجغرافيا الاردنية, فلا يمكن ان نقبل ان يكون انتماء الحزب وبأي شكل من الاشكال أو تحت أي ذريعة مرتبطا روحيا او عقائديا او فكريا الى دولة او كيان او تنظيم خارجي. وبعد تحقيق تلك الشروط، لابد للحزب ان يعمل بمعطيات القرن الواحد والعشرين ويتبنى الحقوق الاساسية للانسان الاردني بشكل عام والمرأة والطفل بشكل خاص وكبار السن كذلك، ويعمل على ترسيخ العدالة الاجتماعية والمحافظة على البيئة وتطوير التعليم ليرتقي بالانسان الاردني الى مصاف الدول المتقدمة، ويعمل على تغيير مشاريع القوانيين التي تكبل وتعيق التطور الحضاري والفكري للمجتمع بل وتشجع على الانفتاح على الاخر، فهذه اساسيات يجب ان لا يضيع الوقت بتفسيرها او تأويلها، ومن ثم يمكن للحزب ان يضع برامجه الاقتصادية او الاجتماعية او غيرها لمعالجة التحديات التي يواجها الانسان الاردني اخذا بالاعتبار المصالح العليا للدولة الاردنية على سلم اولوياته وليس اي شىء اخر.

المهندس وائل سامي السماعين
waelsamain@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :