facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وهل يستوى الجود مع البخل؟!!


د.زهير طاهات
16-07-2021 11:57 AM

من أبرز صفات الإنسان الأردني ، قيمه النبيلة والتي يأتي في مقدمتها :الكرم ، والجود، وإطعام الطعام للغني،والفقير، على السواء، ويشرع ديوانه للضيف ولكل عابر سبيل ولمن يطرق بابه ، ولم يحدد قاموس عادات وتقاليد الأردنيين ، معايير خاصة للضيف أو للشخص الذي يُدعى على وليمة،لأن الكريم بطبعه السخاء، ويجود بما يملك لكل ، دون النضر للطبقة أو المكانة الاجتماعية التي يحتلها بوها للضيف.

ومما اثار دهشتي واستغرابي هو هجوم بعض الأقلام الجارحة ، على منظومة القيم ، والتي صبت جام غضبها على أشخاص قد أقدموا على إقامة وليمة لأصدقاء وزملاء مقربين لهم والذين يتساوون معهم بالمستوى الاجتماعي والثقافي والفكري والعلمي ، وأتيحت لهؤلاء الاصدقاء الفرصة لتقلد أماكن المسؤولية في بعض المناصب ، وذلك لكفاءاتهم العلمية والمهنية، ولخصوصية العلاقة التي تربط صاحب الدعوة وجه لهم دعوات شخصية لتناول الطعام في منزل خاص ، ومن مال خاص ؛إلا أن بعض المتربصين لم يتركوا صاحب الدعوة بحاله، بل وجهوا له -وبدون هوادة- هجوما كاسحا مشككين بدوافعه ، محرفين نواياه النبيلة، لتتجه سهام التشكيك في حقيقتها لا إلى شخص بعينه بل إلى قلب قيمة نبيلة لدى كل أردني .. ألا وهي قيمة الكرم.. فتدميه.

وانهال المشككون عليه باتهاماتهم العديدة.. فمنهم من اعتبر تلك الوليمة وسيلة للوصول إلى منصب ما من قبل الداع، وبعضهم عدها معبرا لتحقيق غايات ومأرب أخرى، وغير ذلك من تفتيش في نوايا خفية لا يعلمها الا الله؛ والغريب أن هؤلاء المشككون قد مارسوا ما يرمون به غيرهم تزلفا لهذا المسؤول أو ذاك ، وهذا هم هنا يحللونها لأنفسهم ويحرمونها على غيرهم، على اعتبار ان نواياهم فيما يفعلون كانت طيبة ، ونوايا غيرهم كانت خبيثة، ومما زاد دهشتي أكثر أن بعض هؤلاء لم يكتف بنقد الشخص فحسب، بل بذم الخصال الحميدة ذاتها بعد أن امطرها بوابل من التشكيك الغادر ، وأبلسة أية دعوة يقوم بها أي شخص لمسؤول مهما كانت طبيعة العلاقة التي تربط بين الداعي والمدعو للوليمة ، سواء كانت العلاقة متينة وقوية بين الطرفين أم ضعيفة ، وهو ما يضعف قيمة اصيلة بمجتمعنا الاردني الا وهي قيمة الكرم ، والجود ، حتى يعزف الناس عنها ويتساوى البخل مع الكرم.

وهكذا؛ تأخذ بعض الاقلام منحى مغايرا للحقيقة والواقع ،عندما تصور نوايا الداعي ،والمدعو على أية وليمة مهما كانت طيبة و كريمة ، بصور سلبية وقبيحة ، وتسمح لخيالات كتابها المريضة بطعن هذه القيمة ، والتي كانت ولا تزال قيمة فخر واعتزاز لدى الأردنيين كافة .
ومما يبعث الأسى في النفس ان البعض يحاول قلب موازين القيم ، ممن هم لديهم هوس المناكفات الشخصية ، والتي تهدف للفت الأقلام الشريفة عن الاحداث اليومية والقضايا المصيرية التي تمس واقع ومستقبل الانسان الاردني ، وجرها للخوض في أمور تافهة لا تهم أحدا غيرهم.

وقد ظهر على السطح مؤخرا في فضاء الاعلام بعض التغييرات الجذرية التي احدثها بعض دخلاء المهنة الذين يمكن تسميتهم بكتاب المناكفات عبر تغيير بوصلة اهتمامات الكتاب الوطنيين الشرفاء ، ،بتسليطهم الضوء على قضايا شخصية ليشغلوا الراي العام بها ، بعيدا عن معايير الاهمية ، ومراعاة الصالح العام ، وهذا ليس غريبا على هؤلاء الدخلاء الذين لا يميزون بين الغث والسمين في الكتابة ، ولا يميزون بين الابيض والاسود ، ويبحرون بعيدا عن اهتمامات الرأي العام ومعالجة قضاياه ، منشغلين بالبحث عن مآربهم الشخصية ، عندما يسمحوا لأنفسهم بالخوض في قضايا شخصية بحتة ، ليس لها علاقة باهتمامات الرأي العام واتجاهاته ، ولم يكتفوا بالنيل من الاشخاص وإنما نالت أقلامهم بالذم الكرم انبل قيم الانسان الأردني ، متناسين أن الكريم أسم من أسماء الله الحسنى، وأن للكرم آثار إيجابية كبيرة على المجتمع بنشر المودة واللإخاء والتعاون بين الناس ، والكرم يقي المنفق شر احقاد من يعطيهم ويمسح من قلوبهم آثار الحسد والبغضاء.

إن الاقلام الصحفية لا يجب تسخيرها لتصفية الحسابات الشخصية ، و التربص لبعضنا البعض ، لاثارة الاحقاد والضغائن . فالصحافة ليست وظيفتها التشكيك بمنظومة القيم والاخلاق، ومهاجمة النوايا الطيبة.

إن نيل تلك الاقلام من صفة الكرم يعني أنها تسهم في اغتيال سجية عظيمة من سجايا العرب حتى قبل الإسلام، وجاء الاسلام ليقرهم عليها وينميها ويحث عليها ويثبتها في نفوس المسلمين ، وها هو من تاه من بين قدميه الطريق يحاول ان يستل خنجره ويطعن منظومة القيم بحجة أن خلف كل دعوة لكريم نوايا سيئة، ويكفي الرد على كل المرجفين ما رواه البخاري ومسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه» وهو قول يكاد يحمل من المعنى ما يجعل الحديث يقول لنا.. أن من لا يكرم ضيفه فكما لو كان لا يؤمن بالله و لا باليوم الآخر.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :