facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بعد السبعين


أمل محي الدين الكردي
31-07-2021 01:09 AM

( الشيخوخة فترة جميلة ،هادئة .. كلها تأمل وحكمة ).
قدمت منظمة الصحة العالمية تصنيفاً لمراحل عمر الانسان في فبراير 2018م وقد اعلنت أن الاشخاص الى عمر 65 عاماً يعتبرون في سن الشباب حيث قسمت حياة الانسان كالتالي من 0الى 17 دون سن المراهقة ومن 17الى 24 سن المراهقة ومن 25الى 65 شباب ومن 66الى 79 متوسطو العمر ومن 80 الى 90 كبار السن ومن 100 فما فوق معمرون . والاضافة في الموضوع ان الانسان في عمر الثمانين يبلغ قمة السعادة وتبلغ ذروتها تحديداً عند سن 82 ويرى الخبراء ان المسنين أكثر مرحاً من الأجيال الشابة فلم تعد هناك ضغوطات الحياة هم يعيشون فقط من اجل الفرح والسعادة وفق ما نقلته صحيفة تليغراف البريطانية المنظمة .
وقد اكد كبير علماء الاعصاب استاذ علم النفس بجامعة ماكجيل في كندا دانييل ليفتين ان منظمة الصحة وصلت الى هذه النتائج بعد دراسة وصلت الى 60 دولة وكما عبر العالم الذي يبلغ من العمر 62 عاماً عن هذه الفكره في كتابه العقل المتغير حيث قال ان السعادة تتراجع فعلياً في الثلاثينات من العمر ولكنها تبدأ في الانتعاش بعد الخمسين .
ولعل ما جعلني أن اتعمق بهذا المقال بعد قرأتي للكتاب هربرت كاسون بعنوان بعد السبعين والذي نشر عنه في عام 1973م
ويقول فيه أن الانسان بعد السبعين يجب أن لا يتوارى عن العيون او يتخلى عن آماله ونشاطه بل يجب أن يستمتع بالحياة ويؤدي دوره فيها حتى النهاية دون أن يتوقف لحظة واحدة .
أخذت أتامل ما كتب كاسون واطبق على ما يقوله من حولي من المسنين فرأيت ان الشيخوخة ليست توقفاً عن النشاط الا من لزمه المرض او من اسرف بالهم او مكيفاته المؤذية للجسم . او من عرف عنهم الاستهانة في صحتهم وهم في فترة الشباب ،ومن كانوا في شيخوختهم راقدين كانهم في غيبوبة عن الوجود ورأيت مسنين قد توج الشعر الابيض رؤوسهم ولكن لهم وجوه ناضرة وصحة تمكنهم من مباشرة النشاط الهادىء الذي تزيد الخبرات من قيمته وتجعله أقوى من نشاط الشباب الهادرالفج البعيد عن الحكمة والتجارب ويعيش بيننا مسنون يؤدون ادواراً يعجز الشباب عن القيام بها وكل يوم نقرأ عن ساسة عظام وادباء وفلاسفة وعلماء يقومون بأدوار في حياتهم وحياة أمتهم وحياة البشرية جمعاء وقد تعدوا عمر السبعين .
وقد ركز الكاتب في كتابه الشيخوخة فترة جميلة كلها تأمل وحكمة ان خلت من المرض فالصحة عامل مهم في الانتاج والراحة النفسية ويؤكد بكتابه إن أعجب فترة في حياة الانسان قد تأتي في نهايتها وقد تكون السنوات التي بعد السبعين أكثر فائدة وجدوى من كل السنين التي سبقتها ويقول هذه عقيدتي الجديدة بدلا من التأسي على ما فات والتخطيط للفترة جديدة بدلاً من الاستهانة بقدري والثقة في امكانياتي والثقة في ان احقق بداية جديدة ويقول ان كتاب قصة حياته التي كتبها تعجلت بها لان معظم خبراتي جاءت بعد الثانية والستين .
ويحدثنا عن احساسه وشعوره عندما بلغ السبعين شعر براحة كبيرة لانني كنت اظن بأني لن اصل الى العمر ان ما يريحني اكثر بأن عقلي في قمة النشاط وصحتي الجيدة ثم يضيف ان الشخص الذي يعيش الى الثمانين او اكثر يكون قد عاش اربعة اعمال او اربع فترات واضحة في حياته هي الطفولة والشباب والعمر المتوسط والعمر المتقدم لذا فانه عندما يبلغ السبعين فانه يجب ان يبدأ ان يضع خطة للمرحلة الرابعة من حياته وان ينظر الى حياته السبعين الماضية كفترة اعداد وبذلك يتطلع الى مستقبل يحقق فيه هدفاً لأن الخبرات تمكنه من عمل ابداعي وتحدث كاتبنا عن تجربة ودراسة واحصائية متكاملة . وينصح الشيوخ بأن يكتبوا عن أنفسهم وخبراتهم لا ان يفكروا بالرحيل والاسى والموت والتراب هكذا حياة الشيوخ عندما توشك على الغروب ويؤكد من خلال احصائية بأن الرجل المسن الذي له عادات طيبة ويعيش بوضع عاطفي مستقر يعيش اكثر من 88 عاماً . هكذا يجب أن تكون شمس الغروب في حياة الانسان اترك الحياة وأنت تؤدي دورك وانت تشعر بعظمة دورك حتى آخر نفس تلفظه عش حياتك واستمتع بها فأن الحياة قصيرة مهما طالت وان العمر المتقدم له فنه وله كفايته في حد ذاته ولكن يؤسفني ان قليلين هم اللذين يعرفون كيف يكبرون ويطيلون حياتهم .لقد استمتعت بكتاب بعد السبعين وودت لو المسنيين في بلادي يكتبون تجاربهم حتى لو بضع صفحات لان تجاربهم ثروة لا تقدر بثمن حتى لو كانت بسيطة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :