بسم الله الرحمن الرحيم " فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" سورة البقرة (220).

افراد مشردون بلا مأوى وبلا شهادات او مؤهلات وبلا حسيب او رقيب يتم طردهم (بطرق قانونية) خارج دور الايتام عند بلوغهم سن الثامنة عشر من عمرهم سواء اكانوا ذكورا ام اناثا، غافلين عن طبيعة مجتمعنا وعن صعوبة تأمين لقمة العيش للافراد الحاصلين على ادنى حقوقهم فماذا عن هؤلاء الافراد الغير حاصلين على ادنى هذه الحقوق علاوة على نظرة المجتمع لهم وكأنهم من اختاروا مصيرهم.

في الاردن، غالبية التصرفات تكون تحت مسمى عادات وتقاليد تحكم المجتمعات الشرقية الا ان هذه العادات ايضا تخضع للتمييز حيث ان اغلب الايتام يتم اخراجهم في سن الثامنة عشر من دور رعاية الايتام واقلية من يبقوا موجودين في دور الرعاية الى ان يبلغوا سن العشرون عاما للتعليم والتدريب المهني، عدا عن نظرة المجتمع لهؤلاء الايتام وتمييزهم من ارقامهم الوطنية الخاصة بهم وفي حال تم تحويل هؤلاء الايتام (الذكور) الى دور الاحداث للعمل فانهم وان تقاضوا مقابل لذلك لا يتقاضوا اكثر من 50 دينارا شهريا، وبالرجوع الى مسمى العادات والتقاليد فان الفتيات عندما يتم اخراجهم من دار الرعاية تكون عرضة للانحراف وعدم الامان والتشرد دون التأكد و/او الاطمئنان عليها فيما اذا كانت تستطيع العيش في مجتمع كانت معزولة عنه ام لا علما بان الغاية من اخراجهم من دار الرعاية في سن الثامنة عشر هي بغرض دمجهم بالمجتمع الذي ينظر للايتام ومجهولي النسب نظرة مختلفة مهما قاموا بتحسين هذه الصورة او حققوا نجاحات عديدة.

والى الان لا توجد اسس لتتبع هؤلاء الايتام بعد ان يتم اخراجهم من دار الايتام الى الشارع سواء من ناحية تأمين عمل لهم او مأوى و/او لصعوبة اندماجهم بالمجتمع علما بانه يجب احترامهم ومعاملتهم بسوية وعدم اعتبارهم نتاج عمل خاطئ وهم امانة في عنق المجتمع ولهم حقوقهم السياسية والمدنية ومن ادنى حقوقهم هو حق التعليم في الجامعات الاردنية.

وكأننا قمنا بفتح زجاجة مغلقة لسنين عديدة واخرجنا ما بداخلها من عنق الزجاجة لدمجه في المجتمع بشكل فجائي، لا بل كان علينا ان نقوم وبشكل تدريجي بخرط هؤلاء الايتام بافراد المجتمع حتى لا يستهجن اي منهم الاخر ولاكمال الرسالة التي بدأنا بها منذ سنين عديدة وليتوائم نظامنا الغربي المتبع مع طبيعة مجتمعنا الشرقي.