facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




واحة من الرحمة في بيئة محلية لا ترحم


مدلين مناويل مزاغوبيان
01-09-2021 05:05 PM

نعم، جمعية الحسين، مركز الاردن للتدريب والدمج الشامل تمثل واحة من الرحمة لكونها بيئة شاملة من برامج تأهيلية تخاطب الحاجات الذهنية والجسدية والعاطفية والنفسية والاجتماعية للأشخاص ذوي الاعاقة من خلال فريق متكامل من الاخصائيين المعنيين اللذين يمتازون بمهنية عالية والاهم من ذلك الوفاء والولاء لكل ما يخدم مصلحة الاطفال والكبار.

لقد توجت جهود الجمعية باحتفالها بعيدها الخمسين الجمعية التي اوجدتها وجعلتها واقعا صاحبة السمو الملكي الاميرة ماجدة رعد بن زيد ، يوم الاربعاء الخامس والعشرين من شهر أب عام 2021، وبكل تواضع اذ توجهت كل الجهود لاسعاد اطفال الجمعية من خلال توجيه كل الطاقات لانجاح تخريج الفوج الواحد والاربعون من اطفال الجمعية اللذين تميزوا بتخريجهم عن بقية المؤسسات التعليمية الاخرى باختلاف مخرجات تعليمهم حيث حصلوا على كفاءات وقدرات تعليمية وجسدية وفكرية وعاطفية .

لقد انعكس شعور مليء بالفرح والفخرعلى الاطفال وعائلاتهم وعلى كل من حضرحفل التخريح هذا. لكن هذا الشعور امتزج بالحزن والقلق بسبب التحديات التي تواجهها الجمعية والتي تحولت الى صعوبات بقدوم جائحة كورونا والتي تهدد استمرارية هذة الواحة النموذجية في تامين الخدمات الشاملة التي تسهم بتطور قدرات اطفالنا بغض النظرعن الاختلافات الجسدية والعقلية.

نعم هذه الواحة التي تمتاز بالشفافية والعمل المستدام لتطبيق كل انجازاتها بما فيها الدمج الشامل على مستوى المملكة تعيش في بيئة لا ترحم اذ لولا غياب التضامن والمشاركة في المجتمع المحلي، لما اصبحت الجمعية بوضع صراع البقاء تتصارع من اجل قضيتين اساسييتين، الاولى واهمهما، وهي الاستمرار في تقديم خدمات مميزة لألاف الاشخاص المقيمين في الاردن بما فيهم اللاجئين في المخيمات وفي المجتمعات المستضيفة والثانية هي تأمين رواتب الموظفين اللذين قبلوا بنصف رواتبهم بسبب ظروف الجائحة علما بأن الجمعية بطاقمها استمرت في تقديم خدماتها الميدانية منذ بدايات الاغلاق وفي مقر الجمعية بما فيها التعليم الوجاهي في المدرسة التابعة لها أخدين في الاعتبار وملتزمين بكل التعليمات المتعلقة بالجائحة والسلامة العامة.

ونعم في بيئة لا ترحم لان الفئة المقتدرة في المجتمع الاردني، طبعا ببعض الاستثناءات، ليس فقط انها لاتساهم في دعم الجمعية وانما لا تريد رؤية اطفال الجمعية ذوي الاعاقة من خلال زيارة الجمعية والتعرف عن قرب على هؤلاء الملائكة على الارض وان كانوا في اجسام ذواعاقات اوعلى الفريق الذي يتسم بقمة الانسانية والعطاء.

تجربة مؤلمة اختبرتها كاتبة هذه المقالة شخصيا خلال دقائق من الفرح وذلك بفضل مساهمة عدد متواضع من الاشخاص والمؤسسات الملتزمة في خدمة المجتمع في اغناء حفل التخريج واحاطة اطفال الجمعية بالفرح.

نعم التجربة مؤلمة جدا" عندما نسمع أن اصحاب المصالح يرفضون حتى ذكر هذه الجمعية التي تجلب السعادة وخاصة في مناسبات الحزن والفرح وذلك عندما نحاول ان نحظى برحمة وبركات الخالق عن طريق دعم المؤسسات التي تعتبر واحة من الرحمة مثل جمعية الحسين.

نعم ان بقاء هذه الواحة الغنية في العطاء مهدد في هذه البيئة المحلية التي لا ترحم بقطاعيها العام والخاص. نعم جمعية الحسين تحصل فقط على دعم رمزي من القطاع العام علما بأن دور جمعية الحسين هو دور تكميلي لدور القطاع العام في خدمة جزء كبير ومهم من اطفال المملكة اضافة الى العديد من الاشخاص ذوي الاعاقة من الكبار. وفي هذا المضمون هناك عدة اسئلة تطرح نفسها:
هل تتساوى خدامات القطاع العام في هذا المجال مع ما تقدمه جمعية الحسين؟

هل خدمات الجمعية تفوق ما يقدمه القطاع العام بما فيها مبادرات الجمعية المتعددة التي ساهمت في اثراء حياة اطفال وكبار السن في الاردن واثراء سمعة الاردن في الشؤون المعنية؟

هل أن اهمية بقاء هذه الجمعية تتساوى مع بقاء المؤسسات الاقتصادية والمالية التي تتلقى حبل النجاة من حكومتها في حال تهدد بقاءها اخدين في الاعتبار أن مصير هده المؤسسات مرتبط بالمصلحة الاقتصادية المالية الوطنية بينما مصير جمعية الحسين مرتبط بقضايا الامن الانساني؟

هل تستحق هذه الجمعية حبل نجاة مثل بقية المؤسسات الاقتصادية والمالية حتى لا تهدد سمعة ودور الاردن في حماية وانقاد المؤسسات التي تدعم وتخدم قضايا الامن الانساني اخدين في الاعتبار دور الاردن الريادي في التبني وتطبيق الامن الانساني بكل عناصره بما فيها خدمة مصالح الاشخاص ذوي الاعاقة؟

نعم واحة من الرحمة في بيئة محلية لا ترحم.

لكن يبقى الامل ان تزورالرحمة القطاعين العام والخاص في المملكة من خلال منح حبل نجاة ليس للجمعية فقط وانما لألاف الاطفال والكبار في الاردن اللذين يتلقون خدمات جمعية الحسين واللذين يستحقون ان يكتسبوا كل القدرات ليعيشوا حياة كريمة تتسم بالاستقلالية والكرامة والأهم من ذلك حياة تتسم باحترام الذات.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :