facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اسنان اسرائلية ومكسرات حمراء


ماجدة ابوطير
21-06-2010 04:20 PM

تقول لك او يقول لك على اختلاف جنس الناطق، الا ان الكلمة واحدة وذات دلالة واحدة: " عادي ... عادي" ، ان هذه الكلمة ،هذه الايام، اصبحت تستعمل في كثير من الدلالات. وما كان محرما وشاذا في السنوات الماضية اصبح الآن عاديا بل اكثر من عادي ايضا ، الأمر الذي اصبح مستهجنا هو سؤال الشخص ذي الصبغة القديمة حسب تصنيف الجيل الجديد حول لماذا هو مستغرب ان هذه الأمور باتت عادية؟؟


البساطة والطيبة لم تعودا مناسِبتين لهذا العصر، قبل الخوض باي تجربة لابد من التفكير بالجوانب التي ستلحق هذه التجربة بطريقة خبيثة طبعا، كل منا اصبح لديه منظومة كاملة توجهه ولم نكتف بشيطان واحد بل اصبح للشيطان مستشار ومندوب وناطق اعلامي، لمعرفتهم ان حصتهم بهذا الزمان عبر هذا الآدمي حصة الأسد وان الساحة الآن مفعّلة لصالح حزب الشيطان، تحت مظلة الاعتيادية التي ينادون بها وتحت مسمّى الحريات والحقوق.


مظاهر كثيرة نراها الآن لم يكن مسموح حتى التفكير بها، كان يخاف مَن قبلنا حتى ان تجتاح تفكيره خوفا من الله ومن ثم المرجعيات الأخرى التي كانت تشكل خناقا نافعا على سلوكه كالأسرة والدين وغيرهما من المسميات التي اصبحت الآن تتلاشى بشكل تدريجي .


اعود ظهرا لمنزلي لأرى في طريق عودتي لافتة خضراء مكتوبا عليها في وضح النهار " المقبرة مغلقة" احرك رأسي للطرف الآخر من الشارع لأرى ان الحياة هنا وهناك سواء. فهنا مغلقة وهناك مفتاحها في علم الغيب الا ان عليّ التفكير اين ساذهب عندما يأتي الأجل؟؟ فهل عليّ ان احجز مسبقا ! وفي اي مكان سانظم اوراقي لحياة لا اعرف احداثها؟؟


هنا مغلقة وهناك مغلقة فأين اذهب ياترى!!، اعود واضغط على اسناني من شدة التوتر لاكتشف انّ حتى اسناني مهربة تم جلبها من عدوي"إسرائيل" حتى يحرمني طعم الاستمتاع بالطعام، وانشغل بألم الصداع وأنهزم وانا جالسة على حافة الطريق اتناول بوظة تركية وصلتني بدون رشة مكسرات، لعلهم في المرات المقبلة يجلبون لنا قليلا من مكسرات تم تجميعها من الجدار العازل فهي تستحق المجازفة، من المؤكد ان مذاقها لاذع كالشطة.


اقرر ان لاشيء سيمنعني من المشاركة بالحياة السياسية وان صوتي حاسم وسيكون له الدور الاكبر في الانتخابات البرلمانية، الا انني استمر بتحريك البوظة لتصبح شرابا ساخنا تبخر امامي، ولم اعرف انها الفرصة الأخيرة لتناولها.. بعد أن تم فرض ضرائب كثيرة هنا وهناك، ستمنعني من الترف والاكتفاء بالوقوف على شرفة منزلي والتصويت بأعلى صوتي بكلمة واحدة فقط : " عادي" .


سابقى انبش على مسار السعادة فهذه الظواهر ليست الوجه الواحد للحياة وما اراه يراه غيري، ولنعش سويا تحت شعار الاعتيادية ولن يتغير شيء الا اذا وضعنا النقاط على الحروف والأحرى بنا ان نسحب كلمة "عادي" من قاموسنا اللغوي ونعيد بصيرة اجدادنا الينا.


Ma.addustour.com.jo





  • 1 عجلوني 21-06-2010 | 04:36 PM

    دائما متألقة ماجدة احسنت التعبير ... بالتوفيق والى الامام

  • 2 بلال هزايمة 22-06-2010 | 04:27 AM

    رائع يا ماجدة ... مشاكل الحياة كثيرة والله يعين الي بلاحظ


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :