facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وزير الصحة كفيل الدفا !


د.علاء سليمان عبيدات
19-09-2021 04:25 PM

لقد طالعنا في الأيام الماضية، بأن وزير الصحة الجريء الأستاذ الدكتور فراس الهواري، قد أقسم يميناً غموساً، بل وكتب يافطة كبيرة على مد صدره، والتي دلت على سعة صدره، بأنه سيقلب الطاولة ويعيد الألق للصحة المكلومة، وبصفتي من مواطني الدرجة الثالثة (إن بقي هنالك ثالثة أصلاً) لدي بعض الأسئلة والتي أعتبرها في معظمها مشروعة.

هل ستوزع معاليك أجندة أخلاقية لكافة الكوادر الطبية لديك، تكون بمثابة عقد مهني وإجتماعي، للتعامل مع متطلبات المهنة؟.. هل ستعيد النظر ببرامج تدريب كوادر الصحة، ولكل المنتسبين فيها، وتعقد الإمتحانات السنوية لهم، لتكون بمثابة شرط أساسي لترقيتهم إلى الدرجات التي يستحقونها؟.. هل ستفعّل مفهوم الجودة في مستشفياتنا، بحيث يلمس المريض جودتكم في العلاج، والدواء، والطعام، والنوم، والمعاملة، والنظافة وغيرها، لا لأن يقرأها فقط موظفوا الجودة أنفسهم؟ ..هل ستعيد النظر في الطعام والشراب للمرضى (طبعاً لا أقصد منيو، لإننا لا نعرف معنى المنيو وترف التنوع اصلاً)؟.. هل ستعيد النظر في تدريب الأطباء على إحترام المرضى وعائلاتهم، والإستماع لهم دون أُفٍ، ولا نهرٍ، ولا تجاهلٍ في مستشفياتنا؟.. هل ستقيم حديقة صغيرة يحاول من خلالها المريض وأهله وذووه، الخروج والتنزه بعيداً عن شغب الطوارئ، وأبواق الباعة المتجولين، وسيارات الخردة؟.. هل سيشعر مرضى الدرجة الثالثة بأنهم مشمولون بقسمك، وبإمكانهم مقاسمة أبناء الأكرمين بالخدمة ولو بجزء منها؟.. هل ستفّعل مفهوم التأمين الطبي الشامل لغير المنتفعين، بإعفائهم من التوسل والتوسط لإجراء جراحات غير متوفرة إلا بالمال؟.. هل سيقوم مدراؤك، ومستشاروك في نقل الحقيقة لك، دون مجاملة وإطراء، أو خوف على شعور معاليك، وحفاظاً على هيبة الرابع؟.. هل سيقوم معاليك بإيجاد ما يسمى سوشال ووركر او عامل اجتماعي، يقوم على دعم المرضى إجتماعياً، ونفسياً، كما هو الحال في البلدان الراقية (ونحن منهم)، وأظنك هنا قد سافرت الى هذه البلدان، أكثر من ماجلان وابن بطوطة؟.. هل سيتمكن الأطباء وكوادر المستشفيات من الإتصال بالمرضى لمتابعتهم (أعرف بأن ذلك ترفاً) أو على الأقل، مجاملتهم، حتى لو كان السؤال: شو طابخين اليوم؟.. هل سنلاحظ التغير على أثاث مستشفياتنا (أعرف بأن الأثاث كلمة كبيرة)، ولكن أقصد تزويد المرضى بأسرّة، ووسائد مريحة دون توسل، وأجراس، وصراخ؟.. هل سنرى البشير كبيراً فعلاً كما اصطلحتم على تسميته؟.. هل سنلاحظ السرية في العلاج أكثر من مفهوم البرداية التي تفصل بين المرضى فقط؟.. هل سترحّل جميع قوى الأمن، وسيارات الفورد، ومفارز الشرطة، والدرك، والأسلحة، والكلبشات من حرم المستشفى، لتطمئننا بأن المستشفى أصبح آمناً ؟.. هل أن الإعتداء على كوادر الأطباء والممرضين سيكون من باب النسيان؟.. هل سيتابع معاليك مع مستشاريك أهمية التوعية الصحية لمرضى المستشفيات وذويهم ضمن برامج، وبروشورات، وأدلة، أم أن التوعية ستظل مقتصرة على اليافطات المعلقة في الكافتيريا؟.. هل يا معالي الوزير سوف تعيدون الألق لبرنامج الصحة المدرسية وليفهم طلابنا ما معنى كلمة صحة على الأقل؟.. ماذا لو فكرتم بإيجاد ضابطة عدلية في مستشفياتكم لمن أساء من كوادركم، لا لأن يبقى السوط لزبائنكم وعائلاتهم فقط؟.. هل فكرتم يوماً ما بأن تغيروا هذه الكلمة العقيمة (مريض) إلى زبون (كلينت) على الأقل.. دعماً لكوادركم وإنتاجهم، في محاولة لكي يتحول المريض الى سليم؟.. هل سيشعر المريض (لا زلت أقول مريض، لأنني لست معتاداً على ترف كلمة الزبون) بأنه نال بعض حقوقه كما هو الحال في مستشفيات الأكابر؟.. هل ستقوم بالتعاقد مع النجارين من أجل تفصيل صناديق الشكاوى، وقرائتها، ومتابعتها، وهل ستوفرون بدلاً من ذلك منصة خاصة للتواصل مع المكلومين من المرضى وذويهم؟.. هل ستضبطون سلوكيات المستشفيات والأطباء في القطاع الخاص فيما يتعلق بالأجور، وأمور أخرى، عيبٌ علينا التحدث بها أمام معاليكم، وحرصاً منا على مفهوم السياحة العلاجية التي أتقنها سائق التاكسي أكثر من بعض المتخصصين؟.. هل سنصل إلى إدراج جميع سكان المملكة (وهذا شيء أصبح بسيطاً) في شاشة حاسوب واحدة، يستطيع من خلالها الطبيب التعرف على السيرة المرضية للزبون (أقصد المريض) دون استدعاء الأهل، والشهود، وأهل الخير؟.. هل سوف تساعدون غير القادرين على شراء بعض المستلزمات الطبية مثل الكرسي المتحرك، وأجهزة فحص السكر، والضغط، على الأقل، بأسعار مدعومة كما دعمتم لنا المشتقات النفطية؟.. هل سيقوم معاليك بزيارات دورية للتأكد بأن قسمك وتعهدك لم يذهب أدراج الرياح، كما ذهبت لين وجنى؟.. هل ستسمح للإعلام بزيارات دورية من أجل ترتيب الميكروفونات أمامك، وأمام مستشاريك للحديث عن إبداعاتكم، والتحدث مباشرة إلى مرضاكم كدليل على تعهدكم؟.. هل ستعطي الفرصة يا معالي الوزير للخبراء واساتذة الجامعات من غير التخصصات الطبية، ليقوموا بإعانتك على أعوانك إن لزم الأمر، كنوع من التنوع في القرار؟.. هل ستقوم معاليك بإعطاء حوافز، وتعليق شارات، ودلالات على قمصان المبدعين من كوادرك مكافأة لجهودهم؟.. هل فكرت بإيجاد ضابطة دينية "إن جاز التعبير" أو فتوى مصغرة، لإرشاد طواقمك لبيان الحلال من الحرام، على الأقل في إجراءاتهم وسلوكهم؟.. هل سنستضيف السفراء انجلينا جولي ومحمد رمضان للتوسط عندك إن لزم الأمر؟.. هل سنصحوا على صحتك يوماً ما ونسألك يا وزير الصحة: كيف الصحة؟..

ويبقى السؤال الأخير ...
هل ستجلبني مخفوراً بعد هذا المقال؟!!!
فإذا عفوت عني، وأجبت على أسألتي دون إنزعاج، فإنني كمعظم الأردنيين نبايعك بأن تبقى وزيراً..!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :