facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




البحث عن ذواتنا في الحكايات اللامنتهية


فيصل تايه
20-09-2021 11:39 AM

في اعتقادي ان جميع أحوالنا وتصرفاتنا وطرائق أحاديثنا وأفكارنا تتطلب بناءً جديداً يقوم على أنقاض مأساة ينبغي الاعتراف بها ، وهي أننا في وعينا الباطن قاصرون عن وضع معايير وأسس نسير عليها ، وتكون مرجعية لنا في الحكم على الأشياء والأعمال والأفكار والأطروحات ، فنحن حتى اليوم وحتى اللحظة نعجز عن الاتفاق عند الاختلاف ، وعن التخطيط عند الدراسة، وعن الحكم عند التقييم ، فمنهجنا الوحيد والمتسبب في ذلك عشوائية مزمنة ومزاجية متبرجة ورفض لفتح الأبواب على القبول بالآخر والاختلاف معه ضمن سقوف الحريات وحدود الاحترام.

حتى اليوم نمانع في نبذ قيود التخلف والركود ، ولهذا نسمح للوساطة الباحثة عن استثناء معين برمي حبلها على الغارب ، ولهذا نبحث عن رضا وترضيات دونما اعتبار لما يترتب عليها من تأثير سلبي على المجموع وعلى الأداء ، وقبل ذلك وبعده على ثقافتنا وعقولنا واستمرارنا في ترسيخ مناهج الخط المنحني على المستقيم ، ففي السياسة يحدث ذلك ، وفي الوظيفة يحدث ، ولدى الأوساط المصنفة نخبوية يحدث كذلك وبامتياز.

المزري أننا بلا ( بريكات ) حتى الآن رغم التجارب المريرة ، تمرغنا في الفساد ثم شكونا منه ثم مارسنا ألاعيب الشيطان حتى نحصل على براءة مما لا يزال ديدننا ، غصنا في قلة المعرفة ، وشكونا منها ، ثم انقلبنا على عدم المعرفة بإدعاء المعرفة وامتلاك الحقيقة الكاملة والوحيدة ، رتلنا آيات الأسى والحسرة من الصنميات والفرديات ثم ذهبنا ونذهب نحو صنميات وفرديات ومنها صنمية الأنا المتضخمة والرافضة للتسليم بأن النهوض والتغيير والانطلاق لا تقوى المزاجية على تحقيقه ولا الانتقائية ولا الإقصاء ولا الارتجال ولا محاولات نثر رماد الجهل الذاتي فوق رؤوس الآخرين.

هي علل وأسقام متغلغلة في العقول والنفوس ، وتجفيف منابعها وهدم معبدها يحتاج إلى ثورة لا فورة وإلى إرادة لا رغبة عابرة، وهو اختبار حقيقي شاق على المؤمنين بذواتهم وبألوهية أفكارهم وقدسية انتماءاتهم وعلى أشباههم من المتسلقين ومدمني الانفلات والرقص المتواصل.

وما لم يدركه كثيرون حتى الآن أن ما يلزمنا بركان حقيقي يثور على مفاهيمنا المغلقة ، تلزمنا قنبلة تفجيرية لا صوتية تغير طبوغرافية الفكر ونظرة سم الخياط للأمور ، وتصنع تضاريس جديدة ممهدة أمام متطلبات التغيير الحقيقي والنوعي والجدي ، تلزمنا تفجيرات واسعة النطاق لاعتقادات الأحقية المصحوبة بالجعجعة الفارغة والممتلئة بالدهون والشحوم ، ولا يمكن أن يتحقق ما نحلم به للمستقبل إذا استمر كل عتل في دحرجة أهوائه الخاصة فوق ما يحسبها جثثاً هامدة وهي النابض الوحيد، هذا النوع أرهقنا وأشقانا بمحدوديته ورميه الآخرين بدائه، وفي الأمر ثمة مسؤولية أخلاقية وإنسانية لا تزال في غيبوبة .

ويومكم سعيد

ودمتم سالمين





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :