facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




«الله يرحم أبوك»


م . فواز الحموري
27-09-2021 11:26 PM

وفق ترتيب مسبق، التقيته، جار عزيز، طرحت عليه السلام، تأملني لبرهة، ثم اردف فور التحية قائلا: «الله يرحم أبوك، رحل بهدوء وسيرته ما تزال عطرة لمن يذكره».

طال الحديث بيننا، وافترقنا على أمل اللقاء، ولكن حديثه ما يزال يصدح في سمعي حتى اللحظة، مع أن اللقاء كان قبل فترة قصيرة.

عدت مجددا إلى تفاصيل الحياة وإلى العبرة من مقولة الجار الطيب، ومن الرصيد الذي نخلفه بعد رحلة الحياة، وعن الشهادات الحقيقية التي نسمعها فيمن عرفناهم في مشوار الجيرة والعمل وجميع المواقع والمزدانة بالمواقف والذكريات وتفاصيل كثيرة، تذوب مع سرعة الأحداث وانشغالنا بها لدرجة كبيرة.

هو الأب، ومن منا لم يكن والده بمثابة القدوة والمثل والمرجع في حكاية الحياة حاضرا وماثلا في الوقت المناسب، ومرشدا في الغياب ومثالا في التضحية والإيثار والمودة والصدق والصبر؟

أبث عبارة الجار لكل من يتحمل مسؤولية الأسرة ويتابع مسيرة الكفاح والعزم على تربية الأبناء والبنات التربية الصالحة بدعم وعون ربة البيت وسيدته وتعاون أفراد الأسرة معا في تجاوز جميع العقبات.. نفتقد بحق تلك الأجواء العائلية الممتدة من جو الجيرة الطيبة، والشعور المتبادل بين أهل الحي، وبين تنشئة الأجيال في حاكورة الذكريات الجميلة، والمزينة بالوان الفرح والبساطة والنقاء.

اللقاء والاجتماع مع أصدقاء وزملاء الزمن الجميل، ممتع فما البال عندما يكون ذلك مع جار الرضا ورفيق الطفولة والصبا، ويكون مع من تسلم مواقع المسؤولية الوظيفية في السفارات الأردنية في الخارج وفي مركز وزارة الخارجية بهمة ونشاط وإخلاص وتقاعد بسمعة طيبة يشهد له الجميع بذلك؟

نتحين الفرصة من وقت إلى آخر، لزيارة وتفقد بعض المعارف ممن غابوا عن المشاهدة، ولكن ذكراهم النقية تبقى العنوان الواضح والدقيق للوصول إليه وليس كما ترشد إليه خرائط المواقع عبر التطبيقات الذكية؛ ثمة عنوان راسخ في الذهن وقريب للنبض ومباشر للتواصل، ثمة هاجس معين يدعوك لذلك دون مواعيد مسبقة ورسميات مبرمجة.

العودة لبيت العائلة والإطلالة على ملاعب الصبا والذكريات والطموحات والأحلام الجميلة وتنسم عطر ياسمين اللويبدة فيما مضى كان اللقاء الطيب مع جار أصيل ومن عائلة طيبة وممن خدم الأردن بوفاء وإخلاص كما كان لأفراد عائلته من قبله شرف الانتماء للعرش الهاشمي، كان اللقاء مع السيد كمال نعناعة (أبو نايف) المدير المالي السابق في وزارة الخارجية والذي تقاعد بعد سنوات من المثابرة والاتقان والدقة في العمل وبعد أن جمعتنا السنوات مجددا في عمان بعد رحلة العمل والدراسة في أميركا وبريطانيا والابتعاد قليلا عن حاووز اللويبدة ومتنزه?ا وعن طلوع الخيام وسفح البلد ووسط الحقيقة عندما كان موظف الدولة هو الرمز والقدوة لنا في مشوار الوظيفة والخدمة العامة.

نشتاق للقاء أجيال عشقت وبصدق العمل والمثابرة واكتساب محبة الناس والتواضع، والسهر على تربية الأبناء والبنات على أكمل وجه والفرح بهم وبإنجازاتهم، والظفر بمقولة الجار: «الله يرحم أبوك» والتي تختصر الكثير من حكاية السعي والرزق والقناعة.

مرحى للقاء من يتذكروننا ويذكّروننا بما كان من نبض الحياة وفي جبل عريق هو اللويبدة.. طبت أيها الجار القريب والعزيز وحفظ والدك الشامخ في عالم الفن والأدب والإعلام وله مني صادق الاحترام والتقدير والعرفان ولوالدتك الكريمة وافر الامنيات بالصحة والسلامة والعافية ولعائلتك تعيش مكرمة في مجتمعنا الأردني الرائع والأصيل.

(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :