facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ندوة حول النقد التشكيلي بين الواقع والمأمول


31-10-2021 05:08 PM

عمون - اقامت جمعية النقاد الأردنيين ندوتها السادسة بعنوان " النقد التشكيلي بين الواقع والمأمول " يوم السبت الماضي 30 / 10 / 2021، قدمها الفنان والناقد والشاعر محمد العامري مدير دار خطوط وظلال للنشر، وأدارها الفنان والناقد غازي انعيم رئيس رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين الأسبق، وقد عقدت الندوة في مقر رابطة التشكيليين الأردنيين. وهي تأتي في سياق سلسلة من الندوات تعكف جمعية النقاد على اقامتها بمناسبة مئوية الدولة الأردنية. قدم فيها الفنان والناقد والشاعر محمد العامري مدير دار خطوط وظلال للنشر قراءة لسياق تاريخ النقد التشكيلي العالمي والأردني وما واجهه من صعوبات..

وقد ادار الندوة الفنان والناقد التشكيلي غازي انعيم الذي قال أن عنوان الندوة الموسوم بـ ( النقد التشكيلي بين الواقع والمأمول ) يحمل دلالات كثيرة ويفتح باب الأسئلة على مصراعيه لا سيما أن النقد التشكيلي تعرض لعملية التباس شديدة وصلت إلى حد الانكار لوجوده عندنا.. أو ربما وصلت عكس ذلك بأن تحوَّل إلى مهنةُ من لا مهنةَ له.. حيث تاهت الأسس والمعايير لممارسته.. واختلط الحابل بالنابل.. وأعزى السبب إلى عدم وجود مجلة تشكيلية متخصصة أسوة بمجلة أفكار تعمل على ترسيخ حركة دائمة للنقد التشكيلي، وكذلك عدم وجود مساحة للناقد في صحافتنا اليومية كي يواكب الناقد النشاطات التشكيلية.. والكثير من الفنانين والناس لا يعرفون عن تاريخ الحركة النقدية الأردنية، متى؟ وكيف؟ وبمن بدأت، وكيف تواصلت او تعثرت ولماذا؟

لماذا هناك غياب للدرس النقدي والجمالي في مدارسنا وجامعاتنا ؟ وكذلك في صحافتنا؟ لماذا هناك غياب للكتاب النقدي التشكيلي عن وزارة الثقافة.

ولماذا يتقبل الفنانين التشكيليين كلمات المديح والثناء لأعمالهم الفنية التي دون المستوى الفني، ويشعرون بالضيق والغضب وربما الحقد والكراهية للناقد الذي يحاول أن يشير إلى مكامن الضعف في اعمالهم الفنية وتقويمها. لا سيما أن النقد نافذة نرى من خلالها إعادة بناء الأعمال الفنية وفق ملاحظات مبنية على تحليل منهجي له آلياته ومصطلحاته الخاصة.

انها أسئلة الذات والآخر، الأسئلة البسيطة المركبة التي نواجهها بشجاعة كجمعية نقاد وكرابطة فنانين تشكيليين ومن خلفنا كل المهتمين والمخلصين.

بعد هذا التقديم ارتأى العامري أن يطرح جملة من الأسئلة أو التساؤلات: هل بإمكاننا اليوم الحديث عن الكتابة النقدية وتتتبع تأثيرها على الحركة التشكيلية الأردنية؟ وهل توجد حقا تجارب نقدية على علاقة بالفن التشكيلي؟ وأي موقع تحتله الكتابة النقدية للممارسات التشكيلية؟ وهل يقوم هذا الخطاب النقدي بدوره دون عوائق أو منغصات وصولا إلى التهديدات الشخصية؟ وإلى أي مدى استطاعت الكتابة التشكيلية التفاعل مع مضامين ودلالات المنجز الفني؟

ويضيف العامري: كل هذه الأسئلة والتساؤلات، تقودنا للوقوف والنبش في مضمون الكتابة النقدية باعتبارها قراءة توليدية للمفهوم والمعنى والتي تقوم على الإلمام باستراتيجياته القراءة البصرية عبر التفكيك والبناء والتأويل. كما تسمح بتأويل الأثر الفني وفك شيفراته واختراق فضاء اللوحة المتشكل من مجموعة علامات أيقونية ودلالات مختلفة، والتي تتيح للمتلقي لاكتشاف الملامح غير المرئية والمدركة في العمل الفني.

وأشار المحاضر بأن النقد الفني يجب أن يكون مدخلاً للتذوق الفني، وللتعريف بمكامن الجمال في العمل الفني، وهو في النهاية يقدم الحكم على العمل الفني والفنان المبدع، لذلك لا بد للناقد من الإلمام بتاريخ الفن، ملماً بخصائص كل حضارة من الحضارات القديمة والمتوسطة والحديثة والمعاصرة، معرجاً على المدارس الفنية والأساليب الفنية الحديثة، مبيناً إبراز القيم الجديدة وتعريف الناس بها، لأن هذا السلوك الجيد من الناقد يبرز محاسن العمل الفني الجيد من أجل أن تستقيم المسيرة الفنية الجمالية، وتشجيع الفنون والفنانين من خلال تقديم كل جديد خلاق وجميل، مواكباً المسيرة الفنية مؤكداً على الذوق الرفيع بعيداً عن الشخصنة والتعصب لمذهب فني معين.

وتابع: أن وسائل الاعلام من صحافة او مجلات او مقالات او ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي أو الفضائيات، لعبت دوراً منحازاً أحياناً، وهجومياً أحياناً أخرى من أجل أموراً مادية أو شخصية...الخ، أدت إلى إشاعة بعض الأعمال الفنية الهابطة، وهذا بدوره أضعف النقد الفني وافقده فاعليته، وأثّر على الأعمال الفنية وخلق فجوة بين المتلقي والعمل الفني، مما اعطى المجال أمام بيئة انتشرت في مفاصله الأمية البصرية والمفاهيم الكرنفالية والاقرب إلى احتفالية تقوم بتلميع مفاصل الاحتفال وغياب القيمة في العمل الفني.

وأضاف أن الساحة التشكيلية الاردنية واجهت فوضى هائلة من الألقاب غير الشرعية والهجينة دون رقابة أو احترام لفكرة الناقد ووجوده الذي يشكل بالتالي أحد ضرورات العملية الإبداعية، وتمظهرت تلك الالقاب الهجينة في مساحات التواصل الاجتماعي التي تمتلك متاباعات كونية تعدت حدود الحدث، فما هو النقد ومن هو الناقد؟

للجواب على هذا السؤال أو التساؤل يحتاج منا إلى معاينة الواقع في النقد والمأمول فيه، تحديدا نقد الأعمال الفنية،" من نحت وتصوير ورسم وفوتوغراف فني "أرت فوتوغرافي" والغرافيك وتنصيبات" انستليشن" وبيرفورمانس وصولا إلى العمل الفني الرقمي" فالنقد هو تعبير مكتوب أو منطوق من متخصّص يُسَمَّى ناقدًا، وهو الذي يؤشر على الجَيِّد والرديء في مُخْتَلِفِ المجالات من وجهةِ نظرة .

وتابع: ان الشرط العضوي في إنقاذ النقد والفن، هي الحرية؛ فلا يمكن أن يتطور النقد بصورة عامة والنقد الفني بصورة خاصة إلا بالتحرر من الخوف والرقابة الخارجية والداخلية، ويؤكد الناقد غسان مفاضلة بقوله:"إن اقترابنا من المشهد الراهن للتشكيل المحلي" الأردني"، الذي تسود محيطه ثقافة نصيّة تقليدية، وتطغى عليه أميّة بصريّة ، يضعنا أمام مشهدْ مضبّب الأفق ، وغائم الرؤية في منطلقاته وتوجّهاته.

ثم أشار الى الذين كتبوا في النقد التشكيلي الأردني الذين ساهموا في توعية الفنان والمتلقي في طبيعة العمل الفني، وجاءت تجاربهم من خلال تطوير الذات من الناحية المعرفية، لكننا نعاني في الأردن إجمالا من قلة الذين درسوا النقد كمادة أكاديمية لها مساراتها وأدواتها، ويعتبر ذلك هنة تعاني منه الماكينة النقدية بما يخص الفن التشكيلي، من هنا ندرك أن التأهيل النقدي للنقاد لم يكن كافيا لحفر مسارات نصية فيما يخص العمل الفني في الأردن إلا ما ندر وجاء ذلك عبر اشتغال الناقد على نفسه من باب تطوير أدواته المعرفية التي تساعده في سبر النص وإضاءته في المسار الصحيح.

وختم العامري محاضرته بمجموعة من الخلاصات وهي: قلة الدراسات المتخصصة في مجالات النقد التشكيلي، عدم وجود دورات تأهيلية للذين يمارسون الكتابة التشكيلية، عدم احتفاء المناهج التربوية في مسألة النقد التشكيلي، شيوع الكتابة الوصفية المضللة عن الفن التشكيلي، عدم اهتمام الصحافة المكتوبة والمرئية بالفنون التشكيلية، عدم وجود برامج توعوية في المرئي والمسموع والمكتوب، عدم وجود مناخات حرة للكتابة، انتشار المجاملات" أو الكتابات الاخوانية" في التشكيل الأردني، سلطة المؤسسة او الفنان على النقد ومجرياته المعرفية، عدم وجود ترجمات لنصوص وكتب فيما يخص النقد الفني، انحسار الكتب التشكيلية في دور النشر وذلك لتكلفتها الكبيرة.

وقد أثارت الندوة جملة من التساؤلات والحوارات شارك فيها نضال الشمالي ونصر الزعبي وايمان الطرمان وسناء عبد الله وغيرهم.

وفي نهاية الندوة اقترح الناقد غازي انعيم :

- ان تتبنى وزارة الثقافة إطلاق مطبوعة تشكيلية دورية لترسيخ حركة قوية ودائمة للنقد التشكيلي في الأردن والعالم العربي من أجل ايجاد علاقة وثيقة بين المبدع والمتلقي. لا سيما انه غير متوفر أي مرجع نقدي تشكيلي لطلاب الدراسات العليا وللباحثين والمختصين.

- أن تتبنى وزارة الثقافة إصدار سلسلة الفن التشكيلي الأردني من أجل خلق ذاكرة مرجعية لأصحاب الرؤى الإبداعية البارزة في الحركة التشكيلية الأردنية.

- ان تتبنى جمعية النقاد ورابطة التشكيليين عقد مؤتمر لنقاد الفن التشكيلي في الأردن.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :