facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تمالكوا أنفسكم فليس الشديد بالصرعة ..


فيصل تايه
11-11-2021 08:46 AM

غضبت ذات مرة من احدهم، بحيث ان غضبي احتد إلى درجة شعرت بهواء يتخلل تجويفي الصدري، ولدرجة انقطع صوتي، وعلا صوت دقات قلبي، والى حين بدوت مرهقاً بشدة.

منحت نفسي قسطاً من الراحة، وراجعت ما حدث، واكتشفت بعد هدوئي، كم كانت تلك الكلمة التي قالها لي ذلك الرجل "المختل" تافهة، والرجل بعينه اصلا "تافه" ، لا يستحق مني كل ذاك الغضب، لكني بطبعي "حساس" واتحمل مسؤولية "حساسيتي" ليظل صدري يؤلمني لثلاثة أيام، كأن النصائح الشفهية وحدها لا تكفينا ونفضل تجريب صحتها في انفسنا.

أعدت المشهد ثانية لكن في خيالي، من حيث تلفظ الرجل بكلمته التافهة، ماذا لو كنت كتمت غضبي، وكنت كأن لّم أسمع ما قال، ربما غضبت قليلاً لعدم ردي عليه، لكن حادثاً عابراً بعدها سوف ينسيني ما قاله، ولن أستمر بوجع صدري لثلاثة أيام، وستكون حكاية عادية أرددها وأنا أقول: لو رددت على كل إنسان فلن أنتهي من الردود والغضب والتوتر.

كان آخر ما أعرفه عن الغضب علمياً هو أنه يسبب آلام المعدة والمفاصل، لأن تفاعلاته تعود على الداخل، بينما التنفيس عنه يريح، لكن أبحاثاً عديدة قرأتها مؤخرا أثبتت شدة الخطر، حيث أن الغضب سبب رئيس في أمراض القلب والذبحة الصدرية وربما الموت، فقد قال صلى الله عليه وسلم في حديثه لأحدهم: لا تغضب ورددها مراراً لا تغضب لا تغضب.

ويبدو لي أنا نحن الاردنيين بحاجة إلى أبحاث عن حالة من الغضب الاي تصيبنا وإيجاد حلول لنتخلص منها، فالغضب حالة يغيب معها العقل فيندم الإنسان فيما بعد، فعملية كبت الغضب بحاجة إلى تدريب مستمر إلى تغيير في التفكير وتفسيرنا لتصرفات الآخرين وترشيد ردات فعلنا تجاه الآخر.

لكننا ومع تفاصيل الحياة اليومية وما نواجهه من ترهات ومنعرجات ، وحيثما تشعر ان القانون لا يطبق الا على البعض يشتد الغضب ويزداد ، فلا ضابط لحقوقهم، فشفير التاكسي يستفزك ، وصاحب المصلحه - إلا من رحم ربي - يستغلك، والموظف يعرقلك ، والمحكمة تضيع أوراقك ، وفنيو الأدوات الكهربائية يغشونك ، وميكانيكي السيارات "ابو العريف" ، ومدخن السيجارة في المواصلات العامة لا يراعي مشاعرك ، ووو إلخ ، ذلك أن الناس يتحولون بلمحة بصر إلى عدوانيين للدفاع عن أنفسهم مع عموم انعدام الثقة، وفي هذه الحالة القادر على ضبط أعصابه هو الشديد ، فالرسول الكريم يقول: «ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب» ، فلا تغضب إلى أن يقطع المسؤولون مشواراً لتخفيف الضغوط على المواطن باستعادة ثقته وإعمال القانون.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :