عمون - ازداد عدد الأطفال المصابين بفيروس كورونا في الفترة الأخيرة، خصوصا بمتغير دلتا، مقارنة بالسلالات الأخرى.

ووفق تقرير صدر حديثاً عن المعهد العالي للصحة في إيطاليا (ISS) فإنً البلاد سجّلت منذ بداية وباء كوفيد- 19 نحو 800 ألف إصابة بالفيروس التاجي بين الأطفال والمراهقين، بحسب موقع "فان بيدج" الإيطالي.

وعانت الغالبية العظمى من الأطفال أعراضاً خفيفة من العدوى، لكن هناك حالات تعرّضت لمضاعفات خطيرة وحتى قاتلة، إذ تم إدخال أكثر من 8 آلاف حالة إلى المستشفى، فيما سُجِّلت 34 حالة وفاة في الفئة العمرية من 0-19 عاماً.

وأظهرت دراسات وبائية مؤخراً أن متغير دلتا (السلالة الهندية سابقاً) أصبح منتشراً بين الأطفال بشكل أكبر.

وفيما يخص انتشار متغير دلتا بين الأطفال، أشار البروفيسور فابريتسيو بريلياسكو، عالم فيروسات في جامعة ولاية ميلانو الإيطالية، إلى أن البيانات المتعلقة بالإصابات الخاصة بالأسابيع الأخيرة في إيطاليا، سلطت الضوء على الزيادة الكبيرة التي تخص حدوث عدوى متغير دلتا بين الأطفال والمراهقين.

وبالإضافة إلى زيادة حالات الإصابات بين جميع الفئات العمرية، يظهر على وجه التحديد، إصابات متزايدة في الفئة العمرية، تحت الـ12 عاماً، والذين لم يصرح لهم حتى الآن بالحصول على اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد.

يبقى هنا السؤال، لماذا يعتبر متغير دلتا مؤثراً لهذه الدرجة في إصابة الأطفال؟

وشرح عالم الفيروسات بريلياسكو للموقع الإيطالي، أن السبب يكمن في حقيقة أن "الأطفال لديهم عدد أقل من مستقبلات ACE2، وأصبح متغير دلتا أكثر فاعلية في القدرة على الارتباط بهذه المستقبلات".

وكما هو معروف منذ بداية الوباء، فإن مستقبلات ACE2 هي النقطة التي يلتصق فيها بروتين "إس" أو "سبايك" بمسببات الأمراض الوبائية، وهو نوع من "المأزق البيولوجي" الذي يستخدمه الفيروس التاجي لربط نفسه بالخلايا البشرية، وكسر الجدار الخلوي وصب الحمض النووي الريبي الفيروسي في الداخل، وهي آلية تؤدي إلى التكاثر والمرض.

ولهذا السبب يأمل البروفيسور بريلياسكو أن تتم الموافقة على اللقاحات المضادة للفيروس التاجي للأطفال في أقرب وقت ممكن.

كما أشار عالم الفيروسات إلى أن ما نعيشه في الوقت الحالي يمكن أن يكون المعركة الأخيرة الكبرى ضد الفيروس، ما لم تصل سلالة جديدة أسوأ.

(وكالات)