facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل ركب الأردن الطائرة الخطأ ؟


فايز الفايز
01-12-2021 02:13 AM

في احدى الحوادث غير المحسوبة، دخل مسافر عبر المطار ويبدو ان التعب أنهك قواه، وتوجه بالخطا الى بوابة الطائرة ودخل في طابور المسافرين ودخل الطائرة دون أن يسأل أو يُسأل، وجد مقاعد فارغة في مؤخرة الطائرة فقرر أن يستريح هناك ويغط في النوم لحين الوصول الى وجهته، غير عابىء بمن يقود الطائرة أو من يجلس على مقاعد الدرجة الممتازة، وسريعا غط المسافر بالنوم من حينه ولم يستفق إلا قبيل اقتراب الطائرة من الأرض، ولكن أي أرض نزل، لقد اكتشف انه في البلد البعيد جدا، حيث ركب الطائرة متعجلا دون أن يتأكد من مسار الرحلة.

في عالم السياسة تتداخل المصالح التجارية والتبادلات الاقتصادية والقضايا الأمنية مع بعضها حتى يتغلب محور على آخر، وهذا هو ديدن السياسة العالمية فهي ليست علاقات زوجية لها شروط إلزامية تحد من الخروج على المواثيق الصارمة، والنجاح التراكمي في المكاسب مرهون باللعب الصحيح والمناورات المحترفة للجلوس في المقاعد الأمامية مع وضوح تام للرؤية ووضع القدم على المسار الصحيح للوصول الى الغاية المنشودة والمصالح العليا.

كان الأردن متقدما بشكل كبير على العديد من دول المحيط بعلاقاته المتشابكة مع كافة دول العالم، ولا زال هناك الكثير من التشاركيات مع دول أجنبية تحترم التزامتها وتجود علينا بفائض ما لديها، ولعل أكبر شريك لنا هي الولايات المتحدة التي تبنتنا منذ عام 1958، وخلال العام الحالي يسجل الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني تقدمه على الجميع بعلاقته مع الإدارة الأمريكية التي تعرف جيدا من خلال الدولة العميقة الحقيقية أن الأردن هو ركيزة أساسية في محور الإعتدال، وتعول عليه كشريك لا يمكن الاستغناء عنه في سياستها الشرق أوسطية، ولكن هل استغل الأردن عناصر قوته لتحقيق مكاسب أكثر ؟

في المحيط العربي رغم الإبتسامات السياسية مع الجميع، وإبداء حسن النوايا، فإننا نرى أن لا فائدة كبيرة مع الكثير من العلاقات الودية والمجاملات غير المبنية على أسس قوية، إذ لا يزال هناك غموض يشوب العلاقات على المستوى السياسي، فنحن نتقدم خطوة ثم نتراجع خطوتين، ونذهب شمالا ثم نعود جنوبا، وننهج نحو الغرب القريب ثم نعود الى الشرق بسرعة فائقة، وهذا ما يجعل الرؤية مضطربة عند تحقيق الغايات التي يجب ان تكون مصلحة الأردن وشعبه هي الأهم.

قبل سنتين من اليوم كنا نعاني من عجز في التواصل الكامل مع بعض دولنا العربية ومع واشنطن نفسها والقطيعة واضحة مع الكيان الإسرائيلي، ورغم علاقة سلمية مع دولة الكيان ناهزت سبعة وعشرين عاما فلم نحصد من الحقل سوى الأعشاب، في المقابل دخلت دول عربية بعلاقة سريعة وتكاملية مع إسرائيل، رغم أن لا حدود ولا سدود بينهم ولا فائدة تعود عليها بالعلاقة مع الكيان بشكل حقيقي، والمستفيد الحقيقي هي إسرائيل التي أصبحت محجاً لمسؤولين عربا من الأطلسي حتى شط العرب،ولعل آخرهم نجل العقيد خليفة حفتر من ليبيا.
علينا أن نستيقظ، فنحن كلما ركبنا الطائرة الخطأ ضاعت علينا الوجهة الصحيحة، وهذا لن يوصلنا الى وجهتنا المستقبلية بل سنبقى ندور في متاهة السنين، فالوضع المالي متدهور والجميع يعرف ذلك، والسياسة الخارجية مقيدة إلا بمقدار متواضع ، وحالات الوفاة والإصابات عادت للمؤشر الأحمر، ولا أحد من المسؤولين يجترح حلولا جذرية ، والجو العام بات سوداويا وقاتلا للمعنوية، فيما صدور المسؤولين باتت ضيقة، والمواطنون يجتاحهم اليأس و" يتفششون" ببعضهم وبكل إعلان رسمي يصدر، والاتهامات تتقاذف بين الأطراف، فالى متى سنبقى مرهونين لغير قرارانا ؟

Royal430@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :