facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




‎العمل السياسي والغزو الفضائي


د. ثابت النابلسي
14-12-2021 11:18 PM

حدثنا من شاهد وشارك فقال: ‏يحكي أن هناك مدينة قد تعرضت للغزو الفضائي ‎منذ عقود وبعد دراسة أجراها الفضائيون قرروا أن لا فائدة من البقاء في هذه المدينة ،وأنها ستشكل عبئاً كبيراً عليهم فلا فائدة من سكانها في ذلك الوقت بالنسبة لهم، ‏لذا قرروا أن يغادروها ‏لوقف الخسارة ولكسب الوقت، إلا أن أحد المستشارين الفضائيين، ممن تطبع بالبشر اقترح أن يتم القيام بتعطيل عمل هؤلاء الناس بشكلٍ جزئي وبذلك لا يمكنهم التطور أو التقدم، فماذا كان المقترح الخطير، لقد جعلوا من البعض فاقدين للبصر ووضعوهم في خطوط الإنتاج وقاموا بقطع ألسنة البعض أي جعلوهم بُكم لا يتكلمون ووضعوهم في خطوط المعرفة والإطلاع، وقاموا بوضع الباقين وهم قلة ليس لديهم أي صفات تميزهم، لذا تركوهم بكامل حواسهم يتكلمون ويرون ويسمعون ولكن من بعيد كطبقة معزولة مهمتها قيادة الباقين، فلكم أن تتخيلوا الأعمى والأبكم والمتحدث، في مخمصة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية مستمرة، وهنا يثار جدل كبير من يقود الآخر ومن يملك دفة القيادة، فهذا المبصر والمتحدث المعزول عن العالم الحقيقي يوجه ذاك الأعمى الذي ينتج ما لا يريده أو ينفعه هو والآخرين ومن جهةٍ أخرى أولئك الذين يعرفون الحقيقة وقد أصابهم البكم وقد قطعت ألسنتهم فكيف لهم أن يرشدوا من يقف على منصة القيادة ، مخاض دون ولادة.

‎‏وعندما يواجهون الفشل تلو الآخر، ‏يبدأ الكل في توجبه الاتهامات للآخر، المشهد السياسي صعب جداً، صاحب الرؤية لا يستطيع النطق بها والقادر على تحققيها لا يراها، والذي يخاف من وجودها مسؤول عن إيصال الرسالة لتنفيذها، لكم أن تتصوروا صعوبة الموقف عندما يفشل الجميع والكل مقتنع أنه غير مسؤول عن النتيجة لأنها هكذا وصلته من الآخر وفي دورة ثانية وثالثة ورابعة إلى ما لا نهاية، لا نعرف من المسؤول عن أسباب الهزيمة وعواقبها الوخيمة.

‎لقد نجح الفضائيون في مخططات كانوا قد رسموا ملامحها وتركونا نبني أركانها ونشيد مدنها من صنيع أيدينا ونعيش في سجون من قضبان الأفكار الضالة ويلعب كل منا منذ الصغر لعبة الحارات "عسكر وحرامية" ولكل ذكرياته من كان يلعب الأدوار وكيف كبرت مسرحيتهم من حارة إلى حي إلى قرية واحدة تلو الأخرى إلى أن صارت حلقات وسلسلة أبطالها نحن وليس فيها إلا الوطن ضحية.

نجح الغزاة في تعطيل حواسنا ولكنهم لم يجبرونا أن نعطل إدراكنا للواقع فننقذ مديتنا ونعيش بتكامل أكثر مما كان لو كنا بصحتنا، نحن مزيج كل شيء ولكن هناك من يفرقنا. المستشار السياسي الفضائي لم يغادرنا، بل ضحى من أجل قضيته وبقى متخفياً معنا يراقبنا ويضربنا ببعض كلما اقتربنا من حل ينقذنا، السياسي الذي قرر اليوم ان يعلمنا كيف نعيش الديموقراطية والاشتراكية والبعثية والإسلامية السياسية هو نفسه الذي نرحب فيه في مجالسنا هو ضد الدين اسلام ومسيحية ويهودية وهو ضد كل عقيدة فطرية تحمل للإنسانية رسالة سلام ومحبة.

‎تحذير من السياسة الفضائية…

ما عادت تنفعنا الخطابات ولا الفزعات العنجهية، ما مارسناه سابقًا أنجب سياسيين سياميين التفكير عالقين في حاضرهم لا مستقبل لهم، في ما مضى كانت السياسية محرمه واليوم السياسية أيضا محرمة لإنها تقرأ فقط من كتب المستشارين الفضائين وتغذيها الفضائيات الممولة ولا زال الناس في تصنيفهم الأعمى والأبكم والمتحدث من منصة القيادة ، لتنتهي مسارح الكوميديا السوداء نحتاج لغزو كبير من المريخ أو الزهرة، وعندها قد يكون التغيير أكثر وضوحاً، فنعود جميعاً لنقطة البداية متساوون نتنافس من جديد بعدالة وحرية.

‎حماكم الله من كل غزو وعافاكم من كل سوء ، عاش السياسون الشباب.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :