facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أبشروا آل عمّان بعمان الجديدة


فايز الفايز
20-12-2021 12:15 AM

عمان، تلك المدينة الوادعة في تاريخ كنوز التاريخ الموحش في القِدم حتى نهضت ببطء حول سيلها الجاري في الربع الثالث من القرن التاسع عشر، إذ كان البدو في أطراف «خربة عمان» كما يصفها الرحالة الغربيون، ينضحون من مائها ويسقون إبلهم، وقد بنى شيخ بنى صخر على ساقية ما يعرف اليوم بوادي المهاجرين ست طواحين مائية لطحن الحبوب، وتتالت عشائر البلقاء عليها، ثم سكنتها عشائر الشركس، قبل أن تتعملق لتكون أكبر مدينة لا تطاق لعدم وجود مبادرات لتخطيط المدن أو أفكار خلاقة لرسم صورة أجمل مما نراه اليوم من جبال العمارات المعلبة والشوارع المتردية وزحام السير الخانق.

الى هنا نرى أن عمان اليوم ليس لها أي حل، فقد ضربها وباء العجز عن حل مشكلات ليس أقلها زحام السير والإغلاق التام احيانا والتلوث البيئي والعشوائية التنظيمية، حتى خرجت علينا دراسات متخصصة في النقل العام تحذر من أن شوارع عمان خلال سنتين ستشهد توقفا تاما على شوارعها نظرا لأعداد السيارات والمتنقلات ولن يستطيع أحد أن يوقف غزو المركبات، حتى الأرصفة لم تعد ملكا للمشاة ولا مواقف لركن المركبات، وحسب متخصص في عالم المواصلات العالمي فإن الحل الوحيد هو إلغاء الشوارع ذات المسربين وفتح شوارع عمان لمسرب واحد دون مسرب معاكس، فما هو الحل؟

الحل اليوم بات بين أيدي المسؤولين على أعلى مستوى، ففي ظل عجز الحكومات المتعاقبة عن اجتراح الحلول، سينطلق قريبا العمل على إنشاء المدينة الجديدة البعيدة إذا صح التعبير، لتكون مدينة جديدة كتوأم لعمان ولمستقبل الأجيال القادمة وقد يحالفها الحظ لتتمتع بخرائط تنظيمية للقرن الحادي والعشرين، ومن نافلة القول إن المدينة الجديدة ليست فكرة جديدة بل هي عودة للمشروع الذي تم الكشف عنه في حكومة هاني الملقي والذي لم يلق اهتماما كثيرا بسبب زحام المشاريع التي لم تولد حتى اليوم.

المدينة الجديدة ستكون على الأغلب في ذات المنطقة التي خصصت لها شرق عمان ببعيد على أملاك الدولة وبشراكة مع القطاع الخاص، وستكون مدينة خضراء بكامل مواصفاتها الحضرية والبيئية والسكانية على قواعد تقدمية في البنيان والتنظيم، وستستوعب أي مناقلات من العاصمة عمان أو المدن الأخرى فضلا عن الساكنين لأول مرة في بيوت سيقيمونها على أرض المدينة الجديدة، وخلال العام القادم سيكون العمل على انهاء الدراسات لكافة الجوانب التمويلية واللوجستية، وحتى لا نستبق الأمور فإن علينا ألا نتقاعس عن فكرة المشروع الذي هو واحد من المشاريع التي يتم العمل عليها لغايات المصلحة العامة، أو رمي العصي بين الدواليب لأصحاب المصالح الخاصة.

وحتى نكون «غير منصفين» فإن الضحك المرّ سيغشانا حينما نقارن العاصمة عمان بمدينة سان فرانسيسكو والتي هي توأم مدينة عمان لمن لا يعرف، ففي العام 2010 وقع عمدة مدينة سان فرانسيسكو غافين نيوسوم اتفاقية توأمة ما بين مدينته والعاصمة عمان زمن المهندس عمر المعاني، ومنذ لحظتها اطلق جماعتنا مخططات المشاريع التي لم تر النور حتى اليوم سوى الباص السريع ما غيره، وفي مقارنة عمان مع الأخت «فرانسيسكو» سنرى الفرق الشاسع بين نظريات الواقع ونظريات الخيال الغريق.

إذ تبلغ مساحة سان فرانسيسكو الجغرافية 121 الف كيلومتر مربع، بزيادة عن مساحة الأردن بحدود 30 الف كيلومتر، فيما عدد سكانها بلغ حتى عام 2019 ما يقارب 900 الف نسمة، من أصل مساحة خليج فرانسيسكو البالغ 600 الف كم2، وتعتبر المركز المالي والتجاري والثقافي لشمال ولاية كاليفورنيا وفي إحصاء العام 2018 كان الناتج الإجمالي للمدينة يبلغ 183 مليار دولار، ومع ذلك لا تقارن إطلاقا مع مدن باتت حجارة ومركبات ولا مكان لضيف ينام فيها قرير العين في هجمة التسليع للقيم الجميلة التي تمتع بها العمانيون ومن حولهم من الحرس الباقي.. فلننتظر.

Royal430@hotmail.com

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :