facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نحو حوسبة عربية للهواتف النقالة .. الآخرون فعلوها


حمزة العكايلة
20-12-2021 01:44 PM

كانت اللغة العربية في القرون الوسطى الأكثر انتشارًا بين الأمم، حالها من حال اللغة الإنجليزية اليوم، وندرك جميعًا أهميتها وتأثيرها وأثرها في كل الأمم التي وصلت إليها، فلغة القرآن الكريم لا تتم صلاة المسلمين في شتى أنحاء العالم دونها وهي لغة رئيسة لدى عدد من الكنائس المسيحية في المنطقة العربية، وغدت يوم كانت الأمة بخير مصدرًا أساسًا في نقل العلوم وتصديرها لكافة الشعوب والأمم، ولكن حالها ما زال منذ قال الراحل حافظ إبراهيم قد ضاق بأن يصف آلة أو تنسيق أسماءٍ لمخترعاتٍ.

قبل يومين في الثامن عشر من كانون الأول، كان يومٌ للغة العربية، وقيل إن العالم احتفل بذلك، لكن مظاهر هذا الاحتفال اقتصرت على بعض النشرات الإخبارية والبيانات المقتضبة، وهو أمر معتاد لهكذا فعاليات، وخيرًا فعلت الأمم المتحدة بالبيان الصادر عنها بهذه المناسبة في التعريف بدور وأهمية اللغة العربية على مر التاريخ، وهو ما تفعله بطبيعة الحال مع بقية اللغات الست الرسمية لديها.

كيف نحتفل بيوم اللغة العربية، وماذا يعني الاحتفال بالأصل؟ بالتأكيد لا يكون عبر مؤتمرات وأغانٍ وأهازيج، والسؤال الأهم ما المطلوب كي نرتقي بلغتنا الأم، ومن المسؤول بالأصل عن ذلك، الحكومات أم مجالس النواب، أم مجامع اللغات العربية، أم الجامعات؟، اعتقد أنها مسؤولية ملقاة على عاتق من سلف ذكرهم جميعا، فهذه اللغة التي أصبحت يتيمة فيما نشاهد عناوين في أسواقنا العربية، وفيما نراه في المؤتمرات الدولية وحتى في الأبحاث الأكاديمية المنشورة وأعمال الترجمة، تستحق من أبنائها الوفاء، وذلك يكون بالشروع فورًا بإعداد منهجية عمل واضحة عابرة لأقطار أمتنا عبر مؤسساتها التنظيمية المختلفة السياسية منها والثقافية والتعليمية، كي لا نلتصق في القاع أكثر مما نحن عليه الآن.

لستُ مختصًا بإعداد هكذا خطط، ولكنني أعاين هذا الواقع من جملة مشاهدات يومية، فالهاتف النقال الوسيلة الأكثر تأثيرًا في ثقافتنا، وهو ملتصق بأيدينا والأسهل أداة لتصويب ما اعترى اللغة العربية من إهمال، وهنا تبدو الحاجة لخطوة عاجلة في اعتماد حوسبة عربية لمختلف التطبيقات في الأجهزة النقالة، فالآخرون فعلوها ، الفرنسيون واليابانيون والألمانيون منهم، واستطاعوا بذلك حفظ لغتهم دون أي تأثير على سير تقدمهم ومواكبة التطورات على مستوى العالم.

مسألة أخرى تستوجب الاهتمام من المؤسسات والهيئات الأكاديمية العربية، حيث الملاحظ إن معظم الملخصات التي يقدمها الباحثون العرب تقدم باللغة الإنجليزية والفرنسية أحيانًا، رغم أن اللغة العربية متاحة، الأمر الذي نطالب معه بأن تقوم الجامعات العربية بعدم إجبار الباحثين على تقديم الملخصات بلغة غير العربية، ويتعدى الأمر إلى ضرورة اشتراط تقديم الأكاديميين أبحاثًا باللغة العربية في سبيل الترقية الأكاديمية، وهو ما ينسحب على طلبة المدارس بإيجاد آليات نضمن معها خريجين على قدر عالٍ من الكفاءة في اللغة الأم.

أرجو أن تجد مقالتي هذه سبيلها لكل صاحب قرار، ولنتذكر لهذه اللغة فضلها على سواها من الأمم، فقد كانت لغة العلوم التجريبية والأساسية في عصور خلت، كالهندسة والصيدلة والفلك والعلوم والكيمياء والأحياء والفيزياء، وكذلك في حقول الفلسفة والسياسة والأدب، وهذه اللغة التي يتكلم بها اليوم نحو 400 مليون شخص على مستوى العالم بمقدورها أن تعود كما كانت ركنا من أركان التنوع الثقافي للبشرية، وأداة لاستحداث المعارف وتناقلها، وحلقة وصل تجسد ثراء الوجود الإنساني.

خلاصة القول: رغم ما آل إليه مستوى اللغة من انحدار بفعل أبنائها، إلا أنني أشعر بالفخر كعربي من مضامين البيان الصادر عن الأمم المتحدة، وجاء فيه أن العربية سادت لقرون طويلة من تاريخها بوصفها لغة السياسة والعلم والأدب، فأثرت تأثيرًا مباشرًا أو غير مباشر في كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي كالتركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الأفريقية الأخرى مثل الهاوسا والسواحيلية، وبعض اللغات الأوروبية وخاصةً المتوسطية منها كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية، ومثلت حافزًا إلى إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفة اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :